ما يشهده «الصعيد» من اهتمام وبناء وتنمية وحياة كريمة.. كان حلماً.. تحول إلى واقع ملموس على أرض الواقع.. كان الجنوب على مدار عقود فى طى النسيان.. وفى كهوف الإهمال والتهميش والتجاهل.. حتى تفاقمت أزماته ومعاناته.. وانعدمت الخدمات وانهارت الحياة.. فالمواطن كان يعيش بين مطرقة واقع مؤلم.. وسندان تجاهل رسمى مزمن.
الحقيقة ان ما يحدث فى الصعيد خلال عهد الرئيس السيسى.. نقلة نوعية وطفرة تاريخية يدرك قيمتها وعظمتها من عاش وتربى فى الصعيد وأدرك المعاناة والعذاب على مدار عقود ماضية.. الصعيد يشهد أكبر ملحمة بناء وتنمية وحياة كريمة فى كافة المجالات والقطاعات.. وبناء حقيقى للإنسان.. واهتمام كبير غير مسبوق بحقوقه فى التعليم والصحة والعمل والحياة الكريمة.
الصعيد تحول من النسيان والإهمال.. إلى الأولوية والاهتمام.. من المعاناة والأزمات إلى الإنجازات والمشروعات من وعود وشعارات إلى افتتاحات لكيانات عملاقة فى كافة المجالات.. تحول فى عهد الرئيس السيسى.. إلى صعيد الخير والحياة الكريمة.
الجنوب يشهد فى عهد الرئيس السيسى أكبر عملية بناء وتنمية.. وترسيخ للحياة الكريمة وحقوق الإنسان بمفهومها الشامل.. إنه التوزيع العادل لعوائد التنمية
صعيدى.. وأقول الحق
فارق كبير بين من سمع ومن رأي.. بين من عاش وتربى فى الصعيد.. وبين من سمع عن معاناة وعذاب وأزمات وتهميش وتجاهل أهله على مدار العقود الماضية.. شهادتى ليست مجرد صحفى يكتب مقالاً عن شبه معجزة حدثت فى الجنوب.. ولكن شهادة «شاهد عيان» عايش وعاش فى سوهاج وتربى وتعلم ويدرك كيف عانى وتألم الصعيد.. على مدار عقود ماضية.
الفارق بين الصعيد على مدار العقود الماضية.. والصعيد فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى يجعلنا ندرك قيمة هذا القائد العظيم وكيف نجح فى انتشال مصر من أتون أزماتها ومشاكلها ومعاناتها المزمنة وكيف نقلها إلى الحياة الكريمة.. وتوفير مقومات ومتطلبات الحياة الآدمية.. وما شهدته محافظات الصعيد من معاناة وأزمات ونسيان وتجاهل.. فالحقيقة ان الدولة فى العقود الماضية لم يكن الصعيد فى حساباتها.. لم يلفت انتباهها ولم يحظ باهتمامها حجم المعاناة التى نالت من ملايين المواطنين الذين يعيشون فى الصعيد.
المسئولون خلال العقود الماضية لم يكونوا يتذكرون الصعيد.. ولا يحدث ذلك إلا فى وجود مصيبة أو كارثة ولا يحضر رئيس الوزراء إلا لمجرد الشو وذر رماد العين.. وتصدير شعارات ان الدولة موجودة بجوار أهالى الصعيد.. تنطلق الوعود والأمانى والأحاديث الكثيرة عن تغيير الواقع دون جدوى حتى وصل اليأس والاحباط بالأهالى إلى منتهاه.. وتبلدت مشاعرهم وغاب وعيهم وزادت حدة الاحتقان.
انظر وتأمل فى عهد الرئيس السيسى يزور ويفتتح مشروعات قومية عملاقة فى إطار أضخم ملحمة وإستراتيجية ورؤية بناء وتنمية.. تأمل أيضاً الرئيس السيسى يقضى أسبوعاً كاملاً فى محافظات الصعيد.. وبرفقته رئيس الوزراء والوزراء وكافة المسئولين فى الدولة.. لم يذهب الرئيس السيسى ليضع حجر الأساس لمشروعات.. ولم يطلق الوعود.. بل قضى أسبوعاً كاملاً يفتتح عشرات المشروعات القومية العملاقة فى جميع المجالات والقطاعات.. ناهيك عن زيارة توشكى «المشروع القومى الإستراتيجى للاستصلاح والزراعة» بما يحقق الأمن الغذائى للمصريين.. ولعل مشروع توشكى شهد فى عهد الرئيس السيسى نقلة وطفرة عظيمة أعادته إلى الحياة بعد أن كان نسياً منسيا.. ليجسد حجم الإرادة والتحدى والإنجاز فى هذا العهد.. وتتحول توشكى إلى أحد المشروعات المحورية والإستراتيجية ونموذج فريد فى النجاح.
الرئيس السيسى قبل أسبوع الصعيد.. كانت هناك مشروعات أخرى عملاقة فى مجالات عديدة مثل محطات المياه واستصلاح وزراعة الأراضى وافتتاح للمصانع وإصلاحات مهمة ورفع معاناة.. ودعم ومساعدة الفئات الأكثر احتياجاً.
الرئيس السيسى افتتح فى أسبوع الصعيد فى نهاية عام 2021 عشرات المشروعات مثل مجمع إنتاج البنزين بشركة أسيوط لتكرير البترول وهو أكبر مجمع بترولى فى الوجه القبلى يهدف لتأمين إمدادات البنزين لأهالى محافظات الصعيد بالإضافة إلى افتتاح مشروعات تنموية أخرى مثل محطة مياه أبوقرقاص بالمنيا ومحطة صرف صحى «أبوشنب» بالفيوم وتوسعات محطة دشنا ومستشفى الأطفال التخصصى بالأقصر ومستشفى سمالوط التخصصى ومستشفى الكبد والجهاز الهضمى بجامعة المنيا وتوسعات مستشفى طب أسيوط والمجمع الصناعى بمدينة البغدادى بمحافظة الأقصر والمجمع الصناعى بمدينة بياض العرب والمجمع الصناعى بالغردقة بالإضافة إلى خمسة مجمعات أخرى انتهى العمل فيها.
هناك أيضاً طفرة كبيرة وغير مسبوقة فى مجال البنية التحتية فى الصعيد حيث يتم إنشاء منظومة عصرية من الطرق والكبارى والمحاور ومحاور النيل التى تربط ضفتيه لخلق مجتمعات عمرانية وزراعية وصناعية جديدة وتسهيل حركة الناس.
الحقيقة ان الصعيد يشهد حياة وازدهاراً كبيراً وغير مسبوق بعد أن مات إكلينكياً خلال العقود الماضية خاصة فى مجال الزراعة فى ظل رؤية الدولة للتوسع الزراعى وإضافة مساحات جديدة للرقعة الزراعية.. ولعل عودة مشروع توشكى للحياة كأهم مشروع زراعى فى الشرق الأوسط.. بالإضافة إلى زراعة مليونى نخلة وتوفير نظم الرى الحديثة وحفر الآبار لتوفير الموارد المائية اللازمة لعملية التوسع بالإضافة إلى المشروعات العملاقة فى مجال الكهرباء خاصة فى مجال إصلاح الشبكات الكهربائية وخطوط النقل وتجاوزت تكلفتها 80 مليار جنيه خير مثال هذا بخلاف عوائد الصعيد من توافر الكهرباء الناتج عن محطات توليد الكهرباء وتوديع الانقطاع شبه الدائم للتيار الكهربائى خاصة وان مصر حققت اكتفاءً فى هذا المجال وأصبح لديها فائض يزيد على 13 ألف ميجاوات.. ناهيك عن إصلاح منظومة السكة الحديد ويعد الصعيد هو أول وأهم المستفيدين من تطوير هذه المنظومة بشكل عصرى وفاخر فى مختلف القطارات بما يناسب جميع الفئات حتى ان الدرجة الثالثة أصبحت مكيفة وآدمية وراقية وتليق بالمواطن الصعيدي.. خاصة وان هذا القطاع وهو السكة الحديد مثل خلال العقود الماضية تهديداً مباشراً لأرواح وأيضاً معاناة وعذاباً فى ظل النقل المستمر لأهالى الصعيد بين محافظاتهم والقاهرة والإسكندرية فى ظل غياب أى رؤية أو جهود للتنمية فى الوجه القبلى.. لكن الآن المواطن الصعيدى يحظى بخدمة راقية وعصرية وآمنة.. بالإضافة إلى ان واقعه فى المحافظة أو القرية أو المدينة أو المركز الذى يعيش فيه أصبح مختلفاً تماما وشهد تطوراً غير مسبوق.
فى أسبوع الصعيد أيضاً.. افتتح الرئيس السيسى مشروعات تنموية عملاقة مثل أعمال التطوير والتوسعات الجديدة فى مصنع اليوريا ونترات الأمونيا بمنطقة كيما بمحافظة أسوان وهو من أهم الصروح العملاقة فى صعيد مصر بالإضافة إلى افتتاح محلج الفيوم بعد تطويره ومشروعات عملاقة فى مجال الإسكان ومدن جديدة مثل مدينة أسوان الجديدة وغرب قنا والمرحلة الأولى من مدينة ناصر بأسيوط والإسكان الاجتماعى بمدينة قنا الجديدة وإسكان جنة بالمنيا الجديدة والإسكان الاجتماعى بمدينتى أسيوط والمنيا الجديدتين.
يكفى ان أقول للمواطن المصرى انه على مدار 150 عاماً أقامت الدولة 5 محاور على النيل وفى عهد الرئيس السيسى هناك 14 محوراً فى 7 سنوات بالإضافة إلى المزيد القادم.. ويكفى ان أقول طبقاً لاحصائيات وزارة التخطيط ان محافظات الجنوب فى مصر تحظى باستثمارات حكومية قاربت الـ100 مليار جنيه فى العام «2022-2021» لتحسين جودة حياة المواطن وتوفير فرص العمل والعيش اللائق والكريم فى إطار توجيهات ورؤية الرئيس السيسى بالاهتمام بالصعيد وتنميته والارتقاء بجودة حياة مواطنيه.. وتمضى مواكب التنمية والحياة الكريمة فى الصعيد وفق رؤية شاملة تولى اهتماماً كبيراً بجميع المجالات والقطاعات واطلاق المشروع القومى لتنمية الصعيد بالمبادرة الرئاسية «حياة كريمة» وهى ضمن محاور أربعة تشمل أيضاً إنشاء الهيئة العامة لتنمية جنوب مصر والتوسع فى إجراءات الحماية الاجتماعية وهو ما يمثل أحد أذرع التنمية الاقتصادية فى مصر واستغلال موارد الجنوب وصعيد مصر وضخ المزيد من الاستثمارات الصناعية والسياحية والزراعية والحيوانية.
الحقيقة ان الحياة فى محافظات الصعيد أصبحت «شكل تانى» مغايراً تماماً فمن المعاناة والأزمات إلى النجاحات والإنجازات.. من حياة البؤس والمعاناة إلى الحياة الكريمة.. يكفى أن أخبرك عن واقع الصعيد الذى عايشته وعشت فيه.. فلم نكن نجد المياه النظيفة.. أو الصرف الصحى والكهرباء كثيرة الانقطاع.. والانقطاع هو الأساس.. لا مستشفيات.. بل مجرد وحدة صحية ليس فيها امكانيات حتى القطن والميكروكروم من عندنا.. حين كانت تحدث أزمة صحية لأحد فى أوقات متأخرة من الليل تبدأ رحلة العذاب فى البحث عن وسيلة انتقال.. ثم تذهب إلى المستشفى العام.. لتجده مجرد خرابات ينعق فيها البوم.. تنتظر حتى الصباح لتعرض الحالة على طبيب خاص أو تذهب به إلى مستشفى خاص وإذا قررت ان تبيت مع المريض فى المستشفى العام خلال شهر يناير فى ذروة قسوة البرد وشبابيك العنبر الزجاجية «محطمة» تذهب مع المريض إلى طريق الموت.
كانت الأوضاع فى الصعيد غاية فى القسوة والمعاناة.. هى مجرد أيام كنا نقضيها نحاول التغلب على هذه الأوضاع بخلق حياة موازية وبديلة وان كانت بدائية نستغل أرضاً زراعية ونمهدها لنحولها إلى ملعب فى ظل عدم وجود مراكز شباب.. المدارس أيضاً نقطع ما يقرب من 3 كيلو مترات ذهاباً ومثلها إياباً كل يوم سيراً على الأقدام.. لم يكن هناك من يسأل أو يهتم بالصعيد.. وهو الأمر الذى ولد ظواهر غريبة وشاذة حيث تركت الدولة الشباب والأجيال الجديدة فريسة فى أيدى الجماعات المتطرفة والمتشددة مثل الإخوان المجرمين لاستقطابهم وتجنيدهم وملء عقولهم بالأفكار المتشددة وإدخالهم فى خصومة وكراهية مع الدولة.. بالإضافة إلى حالة الاحتقان نتيجة تردى الأوضاع وانهيار الخدمات.. من كان يتعلم ويرتقى إلى التعليم الجامعى يكون منحة من المولي- عز وجل- وإرادة الأسرة وطموح الطالب.. لم يكن التعليم منهجاً وإستراتيجية وأمراً ميسراً بل واجهته صعوبات فى الشكل والمحتوى والمضمون.. لذلك كانت حالات الضعف التعليمى ناهيك عن التسرب من التعليم وعن الأمية حدث ولا حرج.
الآن يشهد الصعيد فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى وبكل ثقة أقول «معجزة حقيقية».. ونقلة تاريخية وطفرة غير مسبوقة واهتماماً وأولوية يؤكدها حجم الميزانيات والمشروعات والإنجازات التى يشهدها الصعيد.. فى جميع مجالات الحياة من مياه نظيفة وصرف صحى ووسائل نقل حديثة وخدمات صحية راقية ومستشفيات مزودة بكافة الأجهزة والمتطلبات وغاز طبيعى وكهرباء لا تنقطع وتعليم ومدارس بأعلى جودة ومجمعات لتقديم الخدمات الحكومية فى الريف المصرى ومجمعات زراعية لخدمة الفلاح ومراكز شباب وثقافية وتبطين الترع ومشروعات صغيرة.. وحماية اجتماعية وتمكين للمرأة والشباب واهتمام كبير بالأطفال.. إلى جانب الحرص على التواصل وبناء الوعي.. بالإضافة إلى انتهاج مبدأ وعقيدة مهمة وهى التوزيع العادل للثروة وعوائد البناء والتنمية.. بالإضافة إلى أن الاهتمام غير المسبوق بالصعيد يجسد رؤية الرئيس السيسى ببناء الإنسان والاستثمار فى ذلك بما ينعكس على قوة وقدرة الوطن وتماسكه واصطفافه.. فالشعور بوجود وعدالة الدولة أهم لبنات الوعى والانتماء لهذا الوطن.
لقد عانى الصعيد طويلاً وكثيراً وآن له الأوان فى ظل قيادة سياسية وطنية شريفة امتلكت الرؤية والإرادة على توفير الحياة الكريمة للمصريين ليكونوا سواسية أمام أكبر عملية بناء وتنمية وتقدم تشهدها الدولة المصرية.. لتخلق «الحياة الكريمة» فى قرى الصعيد ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» واليوم نحن على موعد مع محطة جديدة وصل إليها قطار التنمية والحياة الكريمة وهى سوهاج ومن لا يعرف سوهاج؟.. هى محافظة عانت كثيراً خاصة فى مجال هجرة أبنائها إلى المحافظات الأخرى خاصة القاهرة والإسكندرية والجيزة أو دول الخليج.
سوء الحياة والمياه وعدم صلاحيتها تسبب خلال العقود الماضية فى انتشار أمراض خطيرة مثل الفشل الكلوى وأمراض الكبد والأورام.. وفى ظل انعدام الخدمات الصحية تفاقمت الأزمة وأصبحت الحياة قاسية فى الصعيد بكل مقوماتها ومعاناتها وندرة الخدمات وفى ظل التهميش والتجاهل والاهمال والنسيان وتحولت الكثير من المناطق إلى مفارخ للإرهابيين والمتطرفين والمتشددين ومطاريد الجبال.. والفئات الأكثر احتياجاً وندرة فرص العمل أو أى إرادة أو رؤية للارتقاء بالخدمات.. لذلك ما يعيشه الصعيد الآن هو طفرة ونقلة تاريخية تفتح آفاقاً جديدة للحياة الكريمة والعمل والبناء والإنتاج وفرص العمل والارتقاء بالخدمات الصحية والتعليمية.. ليحظى المواطن الصعيدى بنفس الاهتمام الذى يحظى به المواطن فى المدن والعواصم الكبري.. لتتجسد العدالة فى أسمى معانيها.. ويترسخ المفهوم الشامل والعادل لحقوق الإنسان.. ويكتب التاريخ ان الرئيس السيسى نقل الريف المصرى وفى القلب منه الصعيد إلى آفاق المستقبل والحياة الكريمة.
أنا شاهد «شاف كل حاجة» فى الماضى الصعب والقاسى وعاش وتعايش مع أوضاع قاسية فى صعيد مصر وتحديداً سوهاج.. وشاهد بأم رأسه كيف تحول الصعيد فى عهد الرئيس السيسى إلى خلية عمل وبناء وتنمية وحياة كريمة وحظى بأولوية أولى فى أجندة ورؤية الدولة.
«صعيدى.. وأقول الحق».. وهذه شهادة أمام الله والتاريخ ان الإنسان فى الصعيد يحظى باهتمام غير مسبوق بعد أن عانى عقوداً طويلة من النسيان والاهمال فى الماضي.
«أنا من البلد دى».. سوهاج التى كانت تعانى أوجاعاً وآلاماً وأزمات ومشاكل معقدة.. تشهد الآن نقلة تاريخية فى الإسكان والتعليم والصحة والمجمعات الصناعية والنقل والسكة الحديد والمياه النظيفة الآمنة وفرص العمل والصرف الصحى والكهرباء والاتصالات والمدن الجديدة.. فهناك سوهاج الجديدة والجامعات والمدارس ومراكز الشباب وقصور الثقافة والإسكان الاجتماعى والحماية الاجتماعية ويكفيها اهتمام الدولة غير المسبوق.