محمود فوزي أحمد المناوي (1936-2015)
أستاذ أمراض النسا والتوليد ورائد جراحة المناظير بطب القصر العيني، مؤرخ تاريخ قصر العيني أمين عام الجمعية الطبية المصرية سابقا، عضو مجمع اللغة العربية عضو المجمع العلمي المصري عضو المجالس القومية، الحائز علي جائزة مبارك ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.
- د.محمود فوزى المناوى هو استاذ أمراض النساء والتوليد بكلية الطب جامعة القاهرة ورائد فى جراحة المناظير والجراحة الميكروسكوبية لعلاج العقم، فهو أول من أدخل هذا التخصص فى مصر، حيث تتلمذ على يديه العديد من اساتذة امراض النساء كما ان له مدرسة متميزة تنسب اليه وقد أثمرت عن 82 رسالة دكتوراه وماجستير فى هذا التخصص، وتوج هذا النجاح بانشاء جمعية لجراحة مناظير امراض النساء والعقم وهى احدى شعب الجمعية الطبية المصرية وترأس مجلس ادارتها حيث اكتسبت صفة دولية، وقد قام بعمل دراسات مبتكرة حول مدرسة التوليد وامراض النساء المصرية نشرت فى العديد من المجلات العالمية وكذلك شارك فى العديد من المؤتمرات العالمية والاقليمية كما حصل على العديد من شهادات التقدير وزمالة وعضوية العديد من الهيئات الطبية العالمية وتم انتخابه زميلا للكلية الامريكية للولادة وامراض النساء عام 1978 ومستشارا دوليا لها وعضوا بالمجلس الاستشارى للاتحاد الفيدرالى الدولى لجراحة مناظير امراض النساء عام 1996 وعضوا فى مجلس الاعتماد الامريكى لجراحة المناظير عام 1996.
- بالاضافة الى ذلك فهو من رواد التعليم الطبى المستمر حيث قام باعداد اول برنامج له، وامتد ذلك لنقابة الاطباء حيث انشأ وترأس نفس البرنامج فى الفترة من 1976-1984 واشرف على 400 ندوة طبية. كما شارك واشرف على وضع أسس وبرامج زمالة الجمعية الطبية المصرية للممارسة العامة، وكان له الفضل الاكبر فى التأريخ لمدرسة الطب المصرية القديمة والحديثة فنشر كتاب "قصر العينى مدرسة وتاريخ" وغيرها من الكتب التى أرخت للطب منذ مصر القديمة مرورا بالحضارة الاسلامية حتى يومنا هذا.
- ولد د. محمود المناوى فى 9 يناير 1936 بمدينة دمياط، والتحق بكلية الطب القصر العينى 1951 وتخرج فيها عام 1958، ثم حصل على دبلوم التوليد وامراض النساء فى 1961، ودبلوم الجراحة العامة فى 1961، وفى عام 1964 حصل على درجة الدكتوراه فى التوليد وامراض النساء من جامعة القاهرة ثم البورد الامريكى عام 1976 وزمالة الكلية الامريكية للمولدين وجراحى امراض النساء عام 1978.
- عين طبيب مقيم بقصر العينى عام 1960، ثم مساعد باحث بالمركز القومى للبحوث 1962، ومن ثم اصبح معيدا بقسم التوليد وامراض النساء بالقصر العينى عام 1963، ثم مدرسا 1966، وترقى لاستاذ مساعد عام 1972، ثم استاذا عام 1977، واستاذا متفرغا 1996، واستاذا غير متفرغ عام 2006. كما قام بعدد من المهمات العلمية الى جامعة كاليفورنيا 1968، وجامعة ميسورى 1970، ثم جامعة جونز هوبكنز لمدة عامين 1971
- .
- هو عضو فى العديد من الجمعيات والهيئات العلمية فى مصر وخارجها فهو عضو بالجمعية الطبية المصرية وامينا لها، الجمعية المصرية لامراض النساء، الجمعية المصرية لجراحة مناظير امراض النساء ورئيسا لمجلس ادارتها، الجمعية المصرية لرعاية الخصوبة، زميل الجمعية الامريكية لجراحة مناظير امراض النساء، عضو جمعية امراض النساء والولادة لولاية ميرلاند الامريكية، عضو مؤسس للاكاديمية العالمية لجراحى المناطق الحارة، وعضو مجلس ادارة الجمعية المصرية لنشر لمعرفة والثقافة العلمية بالاضافة الى عضويته الدائمة لمركز التراث العلمى التابع لجامعة القاهرة.
- وهنا يأتى الحديث عن العلاقة القوية التى ربطتنى به مبكرا ففى عام 1977 فى بداية حياتى العملية كنت مدرسا بكلية العلوم بجامعة القاهرة، وقمت بزيارته فى عيادته بوسط البلد حيث كان يشرف على ولادة ابنتى الاولى رضوى وكان كريما معى وسخيا لم يكلفنى اى كشف وعندما حان موعد الولادة فى 19 اكتوبر 1977 كان سعيدا بأول مولود لى.
أما اللقاء الثانى معه والذى استمر طويلا عندما بدأت فى انشاء وتأسيس مركز التراث العلمى فى 1996 وكان من ضمن اوائل من انضموا لمجلس ادارته حيث كان صاحب رأى وفكر وقام بدعم المركز ودعمى بصفة شخصية وازدادت علاقتنا وثوقا ومحبة ولم يتأخر عن أى لقاء أو فعالية لمركز التراث العلمى. اما ثالث اللقاءات فقد كانت عندما كلفنا فى 1999 بالتجهيز للاحتفال بمرور 90 عاما على انشاء الجامعة عن كلية العلوم وهو عن كلية الطب تحت رئاسة الاستاذ الدكتور فاروق اسماعيل رئيس الجامعة فى ذلك الوقت، وأقتربنا أكثر وأكثر. وعندما تم ضم مركز التراث للجامعة وكان أيضا عضوا بمجلس ادارته، عملنا سويا فى العديد من الفعاليات والتى توجت فى عام 2007 عندما صدر قرار من رئيس الجامعة فى ذلك الوقت الاستاذ الدكتور على عبد الرحمن بتعيينى مستشارا للجامعة ورئيسا للمكتب الفنى لمئوية الجامعة التى ستبدأ بالعام 2008 حيث اقتربنا أكثر من بعضنا البعض وكانت لقاءتنا حميمية جدا واشترك فى العديد من الفعاليات.
- لقد قدم د. محمود المناوى للمكتبة المصرية العلمية عدد من المراجع المهمة منها الطبى ومنها التاريخى وكان من ضمنها من تكلف هو بطبعها وعلى نفقته الخاصة وكان سعيدا بهذا العطاء حتى اننى عنما قمت بتصميم عدد من اللوحات لوثائق تتحدث عن رسائل النبى (عليه الصلاة والسلام) طلب منى أن اجهز له بعض النسخ منها وقام بدفع تكاليفها...!
- أما عن انتاجه العلمى والتاريخى فكانت كما يلى:
- كتاب "العمليات والالات فى امراض النساء والولادة"، 1965.
- كتاب "الولادة بالاشتراك مع اخرين"، 1979.
- كتاب "قصر العينى مدرسة وتاريخ"، 1979.
- كتاب "تاريخ الحركة العلمية فى مصر الحديثة-العلوم الطبية" بالاشتراك مع اخرين، 1996.
- كتاب "حكماء قصر العينى"، 1999.
- كتاب "تاريخ النهضة الطبية المصرية. متحف قصر العينى"، 2000. كتاب "حكماء وشعراء. من أون الى قصر العينى"، 2001.
- كتاب "أزمة التعريب"، 2003.
- كتاب شوقى ضيف. لمحات وكلمات، 2007.
- كتاب عن "جامعة القاهرة فى عيدها المئوي" 2008.
- قام د. المناوى بدور هام فى نشر الثقافة العلمية والطبية حيث وضع عدد من الدراسات والاستراتيجيات وعضويته لبعض المجالس والمجامع، فقد نشر اول استراتيجية لنشر الثقافة العلمية والتقنية فى الوطن العربى بتكليف من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم عام 2005، اشترك فى انشاء اول مركز قومى للطب الوقائى والاجتماعى بقصر العينى، ومن خلال عضويته ونشاطه الملحوظ بمجمع اللغة العربية شارك فى العديد من الفعاليات المرتبطة باللغة العربية وقضاياها واصدر ثلاثة كتب منها "أزمة التعريب"، "وفى التعريب والتغريب"، ثم "شوقى ضيف لمحات وكلمات".
- لقد كان أهم ما يميز د.محمود فوزى المناوى وبخاصة فى انتاجه العلمى والثقافى، هو اهتمامه بالابعاد الوطنية والقومية، مع حرصه الشديد على تحرى الدقة والموضوعية فى كل ما يبدع من كتب وبحوث ودراسات الى جانب سمة هامة فيه حيث استمر طيلة عمره معطاءا ودأب على استمرار انتاجه الغزير فى شتى المجالات، وكان تكريم الدولة له بمنحه جائزة مبارك فى العلوم التكنولوجية المتقدمة عام 2008 أمرا مستحقا.
- رحم الله د. محمود المناوى الذى غادر دنيانا عام 2015 بعد عطاء دائم ومستمر كلل به حياة طويلة سيتذكرها الاجيال، وكان رائدا يشار اليه بالبنان فى التوثيق العلمى الممنهج وتبنى الافكار المستحدثة والمستقبلية.
- لابد أن اتوجه بخالص شكرى وتقدير للصديق العزيز الاستاذ الدكتور هشام المناوى على تزويدى بالعديد من المراجع والوثائق التى استطعت أن اجمع من خلالها المادة العلمية لهذا المقال.