كتبت : نجلاء أبوزيد
ابنتي عمرها 11 سنة وتعانى سمنة مفرطة جعلتها تميل للابتعاد عن الناس, أخشي إصابتها بالاكتئاب فكيف أتعامل معها؟
ماما سوسن
بداية علينا التأكيد أن وصول ابنتك لهذه الحالة لم يحدث بين يوم وليلة لكنه حدث خلال سنوات تقاعست فيها عن مواجهة مشكلة ميلها الزائد للطعام, بل ربما كنت تساعدينها في زيادة المشكلة بتلبية طلباتها في تناول الوجبات السريعة التي تؤدى لهذه النتيجة, وهنا يجب أن نذكر كل الأمهات أن التربية الصحيحة لا تعنى تلبية كل طلبات الأبناء لإسعادهم لكن القيام بما هو في صالحهم وإقناعهم به, وحتى لا نعود كثيرا للوراء عليك أولا بالذهاب لطبيب غدد لتحددي سبب السمنة الزائدة هل هناك خلل في الغدد أم كثرة تناول أطعمة غير صحية؟! وعلى أساس نتائج الفحص تتوجهين لطبيب متخصص في السمنة ليساعدك في عمل نظام غذائي سليم يتفق مع مرحلتها العمرية, وعليك تقديم الدعم النفسي وأن تشجعيها وتمارسي رياضة ونظام غذائي معها وتحكى لها عن نماذج كثيرة نجحت في التغلب على هذه المشكلة, وخلال رحلة إنقاص الوزن عليك الحديث مع المحيطين بها ولفت انتباههم لعدم السخرية منها وإنما دعمها نفسيا مع كل كيلو جرام تفقده, مع وضع برنامج للترفيه عنها بزيارة المتاحف والحدائق, واشتركي لها في رياضات مسلية وحارقة للدهون مثل السباحة, وأشعريها بحبك وأن الإنسان ليس بوزنه لكن بأخلاقه وما يستطيع القيام به, وشبهي لها الأمر بالتحدي الذي عليكما القيام به سويا, وإن شعرت بالتعب والاستسلام لا تسخرى منها لكن ادعميها بأن تبدأ مرة أخرى وأكثرى من التحدث معها واحكي لها عن طفولتك وعن لحظات يأسك وكيف تغلبتى عليها, وأكدى دعمك لها في رحلتها لإنقاص وزنها ولا تتركيها تعيش مشاعر الوحدة واليأس لأن هذا قد يدفعها لتناول المزيد من الأطعمة الضارة, ولا تستجيبي لطلباتها بشراء وجبات سريعة لكن لا تعنفيها واشرحي لها فكلما فهمت وعاشت روح التحدي وخطورة هذه السمنة على صحتها تحملت وصبرت حتى تتخلص من عاداتها الغذائية السلبية.