حذرت دراسة لأطباء فى علم النفس والأعصاب نشرت فى موقع "psychology today" من العزلة الاجتماعية والانفصال عن الآخرين، مؤكدين على ربطهم بزيادة حالات الاكتئاب والأرق، حيث أن أنظمة الدوبامين العصبية فى الدماغ تظل نشطة بشكل انتقائي عند عرض صور للأنشطة الاجتماعية، وأن الاجتماعيات هي ضرورة مثلها مثل الطعام والشراب، وأشارت الدراسة إلى أن العزلة الاجتماعية مرتبطة بتغيرات في تركيبة الدماغ والإدراك، إضافةً إلى أنها تزيد من خطورة الإصابة بالخرف لدى كبار السن.

ووجدت الدراسة أن المناطق الدماغية التي تعمل في مختلف التفاعلات الاجتماعية متصلة اتصالًا وثيقًا بالشبكات العصبية التي تعزز الإدراك، التي تساعدنا على تحديد ما ننتبه إليه، والتي تؤدي دورًا في الذاكرة والعاطفة والشعور بالتحفيز، وتتيح لنا ضبط مشاعرنا، ومواصلة دورنا فى الحياة ومدى أهمية التواصل الايجابي الذي يؤكد على ثقتنا بأنفسنا وبالآخرين.

وأوضحت الدراسة أبرز الأمراض التي تسببها العزلة الاجتماعية وهي، الوسواس القهري حيث أن اعتياد الشخص على نمط سلوكي لفترة طويلة، يؤدي إلى اضطراب الوسواس القهري، وقد يظهر في صورة وسواس النظافة في المصافحة والتواصل، أو وسواس التعرض للسرقة، والإصابة بالاكتئاب واختيار الانطواء كوسيلة للابتعاد عن المحيطين، لعدم الرغبة في الحديث حول أسباب الاكتئاب، والخمول والكسل وقلة النشاط والتأنيب والشعور بالذنب، وعدم الرغبة في الرد على اتصالات الآخرين مهما كانت درجة قرابتهم أو صداقتهم، والخوف من المجتمع، والاضطراب ثنائي القطب وما يصاحبه من تقلبات مزاجية وشعور بالأرق والملل والفراغ النفسي والعاطفي، ولذلك لابد من الخروج من حالات العزلة الاجتماعية والتي تختلف عن الوحدة التي قد يختارها الشخص بإرادته نظرا لبعض الأوضاع والظروف الاجتماعية مثل العمل أو السفر.