الإثنين 25 نوفمبر 2024

قناة السويس والعبور للمستقبل

  • 15-8-2017 | 15:23

طباعة

بقلم : د. ناهد عبد الحميد مدير ملتقى الهناجر الثقافي

من حقنا جميعا نحن المصريين أن نحتفل بقناة السويس الجديدة لأنها إنجاز مصري حقيقي تحقق في وقت قياسي, حيث تم إنجازه في عام واحد بأمر من سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي وسواعد المصريين, وهو ما يعد حدثا تاريخيا يثبت قوة الإرادة المصرية في صنع التاريخ مرة أخرى, وهذا الاحتفال يتواكب مع الذكرى الـ61 لتأميم قناة السويس بقرار من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ليفاجئ العالم أجمع بقوة الإرادة المصرية ويعيد لمصر حقوقها المشروعة في القناة, وهذا يجعلنا نتذكر أن المصريين بحفرهم لقناة السويس الأولى بسواعدهم ودمائهم ودموعهم قد صنعوا التاريخ وشريان للحياة ليس لمصر وحدها ولكن للعالم أجمع استشهد خلاله أكثر من مائة ألف مصرى خلال فترة الحفر التي استمرت لعشر سنوات.

تمثل قناة السويس الجديدة تحولا حقيقيا في فكر الدولة المصرية في البناء والتنمية, فكرة جديدة لإعادة بناء وتشكيل منطقة من أهم مصادر الثروة فى مصر لم تستغل بطريقة جادة على مدار عشرات السنين, ولتكون بمثاية رسالة للعالم كله أننا نبني ونحارب في وقت واحد, يد تبني ويد تحمل السلاح, ورسالة أخرى أننا نحب الحياة ونعمل من أجلها ومن أجل الحفاظ على هذا الوطن الغالي مصر, وأن بوادر الأمل تظهر في الأفق وجني الثمار يقترب, وأننا نكاد أن نضع أقدامنا على الطريق الصحيح بعد سنوات من العشوائية وفساد النفوس وعدم المصداقية, فنحن الآن أمام حرب حقيقية يروح ضحيتها مئات الأرواح من أبناء مصر الأبرار, حرب من أجل البناء والبقاء وتثبيت أركان الدولة المصرية صاحبة التاريخ والحضارة العظيمة التي بدأت قبل 7000 عام والحضارة الإسلامية.

فمن واجبنا نحن المصريين أن نحتفل بقناة السويس الجديدة, التي أعادت صياغة التاريخ وكانت بمثابة عبور جديد للمستقبل, فهذا المشروع العملاق يوفر فرص عمل للشباب من أبناء مصر من جميع المحافظات في جميع التخصصات وخاصة محافظات سيناء ومدن القناة, وخلق كيانات ومجتمعات عمرانية جديدة في المنطقة لجذب الكثافة السكانية, وبه استعادت مصر دورها القيادي للدولة في التنمية الذي تم تغيبه على مدار أربعة عقود, والذي يشكل ضرورة وقدوة وقاطرة للقطاع الخاص, وأيضا مشاركة الدولة في تصنيع الثروات المعدنية والخدمات الاستراتيجية, ولذلك تعتبر القناة الجديدة محركا عملاقا للتنمية في جميع المشروعات التنموية والصناعية والزراعية والتجارية والسياحية والمالية والخدمية عموما في المنطقة للاستفادة من موقعها الاستثنائي الفريد, وتلك هي الملحمة المصرية العظيمة التي شارك فيها المصريون جميعا لفتح بوابات المستقبل بصورة تليق بقيمة وقامة مصر الحضارة .

ودعونا ننظر ونحن نستعرض أبرز أحداث القرن العشرين حدثان أساسيان أرخت وعبرت عنهما الأغنية الوطنية.. الحدث الأهم والأبرز وهو تأميم قناة السويس في عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، حيث غنت أم كلثوم من كلمات صاح جاهن وألحان الموجي «محاك يا مصري.. وإنت على الدفة.. والنصرة عاملة في القنال زفة.. يا ولاد بلدنا تعالوا على الضفة.. شاورلهم وقولولهم.. ريسنا قال.. مافيش محال.. راح الدخيل وابن البلد كفى »، وبعد الانتصار العظيم في أكتوبر 73 وعبور قناة السويس جاء الفن ليعبر عن هذا الحدث وقال «عاش اللى قال للرجال عدو القنال عاش »، وبعد قرار السادات بعودة الم احة الدولية جاءت الأغنية ل الوطنية وعبرت وقالت «النجمة مالت عليك القمر فوق في الع الي.. قالت له شايفة يا قمر.. أفراح قبالي.. قال ل القمر بينا.. نسهر على المينا.. ده النور على شط القنال سهران ي الي »، وعندما رفض البنك الدولي تمويل السد ل العالى قال المبدع من خال صوت عبدالحليم والمجموعة «قلنا حنبني وادى احنا بنينا السد العالي.. وبأمولنا وايد عمالنا.. وادى احنا بانينا »، وكانت حكاية شعب بدأت بقناة السويس القديمة وتوجت بقناة السويس الجديدة، فمصر دائما على موعد مع النهار والصباح آت آت، ومهما مرت على مصر من شدائد ومصائب ستنهض وستظل دوما شعبا واحدا يدا واحدة، ويكفي أن ينظر المرء حوله ليرى سيفا ودرعا يحميانه ويحافظان عليه، هذا السيف والدرع هما المؤسسة العسكرية - جيشنا العظيم - وشرطتنا المصرية.

    الاكثر قراءة