رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنه لا يزال من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت أعمال العنف التي شهدتها البرازيل الأحد الماضي تمثل بداية "انتفاضة ناشئة أو الرجفة الأخيرة لانتفاضة فاشلة"، مؤكدة أنه يجب على الولايات المتحدة أن تدعم جهود الرئيس البرازيلي المنتخب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا لضمان أن يكون هذا الأخير.
وقالت الصحيفة - في سياق مقال افتتاحي نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم /الثلاثاء/ - "إن الزعماء السياسيين البرازيليين ونظراءهم الديمقراطيين في جميع أنحاء العالم، بقيادة الرئيس الأمريكي جو بايدن، أدانوا بشدة الهجوم الذي استهدف الكونجرس البرازيلي والمكتب الرئاسي
والمحكمة العليا وفشل في إحداث انقلاب عسكري، وهو ما كان يسعى إليه أتباع الرئيس السابق جايير بولسونارو منذ فوز الرئيس اليساري لولا دا سيلفا في جولة الإعادة الانتخابية في أكتوبر الماضي".
وأضافت "معظم اللوم يلقى على عاتق بولسونارو، فرغم أنه لم يصدر أي دعوة علنية للاحتجاجات يوم الأحد، وكان قد أدلى بتصريحات ضد أعمال العنف التي أعقبت الانتخابات، فضلا عن تواجده في فلوريدا في نفس اليوم وتنديده بالهجمات، فإن استمراره مع ذلك في إثارة مخاوف تزوير الانتخابات قبل عملية الاقتراع ورفضه الاعتراف صراحة بالهزيمة أو حضور تنصيب السيد دا سيلفا، نزع الشرعية عن الديمقراطية في البرازيل وغذى نظريات المؤامرة اليمينية المتطرفة التي انفجرت في نهاية المطاف في برازيليا".
واعتبرت الصحيفة أن أحداث يوم الأحد تظهر أن البرازيل منقسمة سياسيا بشدة، وأن أقلية يمينية متطرفة مستعدة لاستخدام العنف، مؤكدة أنه يجب على دا سيلفا، رغم انشغاله الشديد، أن يفي بقوة بوعده بالتحقيق في الحادث وتقديم جميع المذنبين إلى العدالة.
واختتم الصحيفة، مقالها، بالقول "إنه في هذا الصدد، يمكن لدا سيلفا النظر إلى أمثلة أمريكية أكثر إيجابية: التحقيقات التي تجريها وزارة العدل ولجنة مجلس النواب المعنية بأحداث يوم 6 يناير لعام 2021".