الأربعاء 15 مايو 2024

بلاغ إلى المجلس الأعلى للإعلام

مقالات11-1-2023 | 00:45

ترددت كثيراً قبل كتابة هذا المقال،.. ليس تخوفاً من طرح قضية أراها غاية في الأهمية، لكن خشية أن أساهم ولو بعلامة إعجاب واحدة ، أو حتى غضب تحصل عليها إحدى الباحثات عن الشهرة الإعلامية،.. وإن جاءت نجوميتهن على حساب هدم القيم المجتمعية وضرب عرض الحائط بكل ما يضمن السعادة الأسرية...

الحكاية يا سادة،.. بدأت منذ فترة على شاشات الفضائيات، ببرامج وتصريحات إعلامية ظاهرها مناقشة القضايا الزوجية،.. وذلك من خلال فريقين الأول ترتدي بطلاته ثوب المرأة الخارقة التي تستطيع بضغطة بلوك، طرد كل ما هو سلبي من حياتها، وجعل أجدع رجل يقبل القدم ويبدي الندم عن خسارته لطله حضورها.. أما الفريق الثاني فصاحباته متيمات، هائمات، مغرمات بهذا الكائن القابل للانقراض المسمى "رجل" وكأننا نحيا زمن الجواري..  الأمر الذي جعلني أتصور لمدة ليست بالقليلة أن ما أشاهده من مقاطع فيديو لأحدى المذيعات لا يزيد عن تركيب صوتي مضحك على غرار "الفوتوشوب" وليس مقتطفات من محتوى تقدمه ببرامجها!..

والحقيقة،.. أننا أمام مشهد إعلامي في غاية الخطورة،.فلم يعد الأمر فرقعة فضائية تسعى مقدمته لتصدر أسمها وبرنامجها مؤشرات البحث على الانترنت أملاً في تحقيق تريند والسلام،.. لكنه وصل حد نشر أفكار متطرفة، ومعتقدات أبعد ما تكون عن مجتمعنا بل ونهج الدولة التي تولي اهتمام خاص بالمرأة وإعادة شمل الأسرة المصرية..

فالتطرف ليس إرهاب وفقط، فحين نشجع المرأة على خراب بيتها بحجة الندية  وإعلاء الذات فهذا تطرف.. وحين نطالبها بإهدار كبريائها والتعامل مع الرجل من منطلق أنها مواطن درجة ثانية وعليها السمع والطاعة لكل من يحمل في خانة النوع بالأوراق الرسمية "ذكر" فهذا منتهى التطرف..

 والغريب أن هذا الفكر المتطرف يقدم تحت مظلة بعض القنوات الإعلامية،.. ما جعلني أتساءل هل ما يقدمه هؤلاء يتماشى مع الأكواد الإعلامية الخاصة بحماية القيم والأخلاق والالتزام بمبادئ وتقاليد المجتمع؟!..

أعتقد أن الرسالة  شديدة اللهجة التي وجهتها الدكتورة مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة،.. من خلال صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إلى إحدى الإعلاميات بأحد القنوات الفضائية غير المصرية، والتي وصفتها بإعلامية "التريند"، وطالبتها بمراجعة الكتب والمواثيق الإعلامية ..مؤكدة أن ما تقدمه ليس له صلة بالاعلام الحقيقي،.. هي أصدق إجابة على سؤالي الخاص بالأكواد الإعلامية .. لذا أضم صوتي لآلاف النساء المتابعات لرئيسة القومي للمرأة، وأفوضها للتقدم ببلاغ عاجل للمجلس الأعلى للأعلام ضد أي من يقدم هذا التشويه المتعمد ليس لصورة المرأة فقط بل الأسرة والمجتمع..

 

 

   

 

Dr.Radwa
Egypt Air