احتل حيوان وحيد القرن اهتمام رواد السوشيال ميديا بعد تداول صورة لوفاة آخر ذكور وحيد القرن، والتي تعلن بذلك انقراض هذا النوع من الحيوانات.
وتضمنت التعليقات على الصورة: «خبر مؤسف تلقته الطبيعة اليوم.. انقراض وحيد القرن (الأبيض الشمالي) بوفاة آخر ذكر موجود في العالم.. حيوان استطاع العيش 55 مليون سنة قاوم الديناصورات ونيازك والبراكين لكنه لم يستطع مقاومة ضلم البشر».
تداول صور وحيد القرن بالسوشيال ميديا
حقيقة انقراض وحيد القرن
وتعود الصورة التي يتم تداولها إلى عام 2018، إذ نشرت محمية "Ol Pejeta" الكينية، أمس الثلاثاء، منشور عبر صفحتها الرسمية على تويتر تقول: «نرغب في توضيح بعض الأشياء، أولا: نعلن أن وحيد القرن الأبيض الشمالي انقرض عمليا في عام 2018 (ليس بالأمس!)، عندما مات آخر ذكر على قيد الحياة، كان اسمه السودان وتوفي عن شيخوخة.. ويعني الانقراض وظيفيًا أن عدد الحيوانات صغير جدًا بحيث لم يعد يلعب دورًا مهمًا في النظام البيئي؛ أو أن سكان وحيد القرن لم يعودوا قادرين على البقاء».
وفاة أخر ذكر وحيد القرن
وكانت آمي فيتال، مصورة مجلة ناشيونال جيوغرافيك، نشرت الصورة ذاتها التي يتم تداولها الآن عبر منصات التواصل الاجتماعي بعنوان «الوداع الأخير» منذ عام 2019، وذلك في السلسلة المصورة التي عرضتها فيتال، خلال فعاليات النسخة الرابعة للمهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر» بإمارة الشارقة عام 2019.
وأوضحت أن وحيد القرن الذي يظهر في الصورة يعرف باسم «سودان» وهو آخر نوع لذكر وحيد القرن الأبيض الشمالي.
وكان سودان يعيش بحديقة حيوانات «دفور كرالوف» في جمهورية التشيك، حيث كان يُنقل جوا إلى محمية «أول بيجيتا» في شمال كينيا، وفي ذلك الوقت، لم يتبق سوى 8 حيوانات من نوع وحيد القرن الأبيض الشمالي على قيد الحياة، وكانت تعيش جميعها في الأسر في حدائق الحيوانات.
وعاشت سلالة هذا النوع على الكوكب لملايين السنين، ولكنها لم تستطع البقاء على قيد الحياة. وغادر «سودان» و3 حيوانات من نوع وحيد القرن الأبيض الشمالي حديقة الحيوان في ليلة باردة في ديسمبر 2009 إلى السافانا الكينية، في محمية «أول بيجيتا».
وقد كان الخبراء يأملون أن يحفز هواء الموئل الطبيعي للأسلاف، ومياهه، وطعامه، ومساحاته الشاسعة، نوع حيوانات وحيد القرن الأبيض الشمالي، فتستعيد فرصتها في الحياة والتكاثر مجدداً، وتمتلئ غابات إفريقيا بهذا النوع من جديد.
وقضى سودان لحظاته الأخيرة مع الحارس جوزيف واشيرا، الذي يظهر معه في الصورة المتداولة، وكان يفرك أذن سودان ليخفف من آلامه.
والتقطت آمي صورة للصديقين معا لآخر مرة، واصفًة اللحظات الأخيرة بأنها كانت هادئة للغاية، وأن كل ما تستطيع سماعه هو صوت هطول المطر، والحزن المكتوم.
واختتمت آمي: «آمل أن يكون إرث سودان بمثابة حافز لإيقاظ البشرية على هذا الواقع المؤلم، وأن فقدان أي نوع من الحيوانات له تأثير جذري على الحيوانات الأخرى وعلى البشرية جمعاء، وأن مستقبل الطبيعة هو مستقبلنا نحن أيضاً».
سبب انقراض وحيد القرن
جدير بالذكر أنه يوجد 5 أنواع من وحيد القرن، وهى: «وحيد القرن الأسود والأبيض والقرن الأكبر وسومطران وجافان»، لم يتبق سوى اثنين من وحيد القرن الأبيض الشمالي فى العالم وكلاهما من الإناث، وذلك بعد توفي آخر ذكر متبق في عام 2018 تاركا الأنثيين لتلقي الرعاية في محمية بكينيا.
ويوميًا كان يتم قتل ما يقرب من ثلاثة من وحيد القرن وصيدها من أجل قرونها، حيث يستخدم الصيادون المهدئات لتعطيل وحيد القرن وقطع قرونه بطريقة غير إنسانية، ثم تُترك وحيد القرن لتنزف حتى الموت، حيث إن معظم الصيادين مسلحين بأسلحة متطورة وجشع أعمى لرؤية الألم الذي يلحق بالمخلوقات الضعيفة.