تعاني الكثير من النساء من الضغوط والأزمات الحياتية، فبعضهن يستطعن الصمود والتفكير في حل المشاكل التي تواجههن، وأخريات لا يفشلن في مواجهة المشاكل بمفردهن، الأمر الذي يؤثر سلباً على حالتهن النفسية. ما يصيبهن باليأس والإحباط، فهل من سبيل لتقوية مناعتهن النفسية حتى نصبح أكثر قدرة على التحدي والإصرار؟.
قال الدكتور عماد مخيمر أستاذ علم النفس وعميد كلية الآداب بجامعة الزقازيق، لـ" بوابة دار الهلال"، إن المناعة النفسية للفرد ضرورية مثلها مثل المناعة الجسدية فهي تسهم في رفع وحماية المستوى النفسي ولا سيما الجسدي.
كما أنها تلعب دورًا أساسيًا في الحفاظ على التوازن الانفعالي الذي يعمل بمثابة حائط صد للإنسان، وهي القدرة على التمتع بأكبر قدر ممكن من المرونة، والتكيف مع الضغوط النفسية والاجتماعية والحياتية، وتقبلها وتجاوزها دون السماح لها بإصابتنا بالحزن أو الاكتئاب، من خلال تغيير طريقة التفكير، وضبط الانفعالات، والتركيز على الحلول بدلاً من التركيز على المشكلات، وتقبُّل الفشل والتجارب السلبية والنظر إليها على أنَّها جزء من حياتنا، ومن يفتقدها يكون أكثر هشاشة وعرضه للاكتئاب ونهاية الحياة.
وأضاف أستاذ علم النفس، أن المرأة تتمتع مناعة نفسية أكثر من الرجل، نظرا لطبيعتها الهرمونية التي جعلتها تتحمل الآم كثيرة كالحمل والرضاعة وغيرها من الأعباء التي تواجهها المرأة طيلة حياتها، بالإضافة إلي أن المرأة تنتظرها أدوار أضعاف الرجل فهي من تربي وتعمل ولديها التزامات منزلية وزوجية وعائلية، ولديها قدرة على التحمل والطاقة الايجابية تساعدها على مواجهة الحياة، وهي التي تعبر عن مشاعرها بالفضفضة والتحدث مع أصدقائها، بعكس الرجل الذي يظل فى دوامة من العمل ويتربى على أنه ذكر لا يصح أن يعبر عن مشاعره بالبكاء مما يخلق لديه نوع من كتم الأحاسيس ويؤدي ذلك لهشاشته النفسية.
واستطرد مخيمر، أن صفات الشخص الذي يتمتع بالمناعة النفسية تختصر فى إيمانه بالوجود وبالله، فهو يثق بذاته ولديه هدف، فضلاً عن تمكنه من تحويل أي أزمة يتعرض لها لنوع من التحدي والتجربة التي لابد من تخطيها.
كما أنه شخص خفيف الظل يميل لاصطحاب من يتشابهون معه فى الحس الفكاهي ويبتعد عن المكتئبين الذين يفجرون طاقتهم السلبية فى وجه من أمامهم، وينظر للأشياء بشكل ايجابي ويتعلم من الفشل الذي يواجهه فى الحياة سواء على المستوى العاطفي أو العملي، وأعتبر أستاذ علم النفس أن المناعة تستمد من التربية وكذلك الهشاشة النفسية، مؤكداً أن الإنسان الفوضوي لا يشعر بالمناعة النفسية.