الثلاثاء 21 مايو 2024

كيفية التعامل مع الطفل العنيد

15-8-2017 | 17:11

العناد سلوك طبيعي ينتشر بين الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة بين السنة الثانية والخامسة من العمرحيث تنمو لدى الطفل الرغبة في الاعتماد على الذات، لا يهتم بما يقوله أو يفعله الآخرون إلا إذا كان له علاقة به.

وتقول الدكتورة ميرفت ميرغني مدرسة مناهج وطرق تدريس تربية الطفل إن العناد ينتج عن تصادم رغبات الطفل وأوامر المربين ونواهيهم، فلا ينفذ الطفل أوامر المربين أو يتعمد معاكسة ما قالوه،  لذا يجب أن يتأكد الوالدان تمامًا من أن الطفل العنيد غير مريض وغير عاق لوالديه، وإنما هذا العناد  راجع لطبيعة المرحلة العمرية، ويصبح العناد مشكـلة إذا تعدى الطفل سن الخامسة من عمره واتصف سلوكه بالعنف والعدوانية أو إذا أخطأ الوالدان في كيفية التعامل مع عناد طفلهم، فقد يتطبع الطفل بالعناد حتى مراحل متأخرة من طفولته، وقد يتحول إلى اضطراب سلوكي يحتاج إلى علاج.

فالعناد قد يستفز المربين ويدفعهم لعقاب الطفل العنيد لإنهاء هذا السلوك باعتباره سلوكًا مشينًا، فيحاولون قمعه بشتى الطرق حتى لا يتطور، والذي يؤدي بدوره إلى مزيد من العناد ويدور كل من المربين والطفل فى حلقة مفرغة، كلاهما يتحدى الآخر.

من مظاهر العناد عند الأطفال: رفض الطفل أمورًا هامة مثل غسل الوجه، والاستحمام، وتناول الطعام، والقيام بالواجبات المدرسية، والنوم في الموعد المحدد، فيبدو مقاومًا متشبثًا برأيه رافضًا توجيهات الوالدين.

ومن الأسباب التي تدفع الأطفال للعناد، الأساليب التربوية الخاطئة مثل الحماية الزائدة من الوالدين كفرض القيود عليه عند اللعب والتدخل المستمر في شئونه في كل صغيرة وكبيرة أو تفضيل الأبوين لأحد الأبناء مما يدفع به إلى محاولة لفت أنظارهم إليه، فالغـيرة سـبب رئيـسي لعـناد الطـفل وربما لعـدوانـيته المفـرطة، والتهـديد المستمر للطفـل وربما ضـربه أو معـاقـبـته يـؤدي به بطـريقة مباشـرة إلى معـاقـبة والـديه، حـسب اعـتـقاده من خلال العناد، والعلاقات الأسرية المتوترة والشجار بين الأبوين يسبب التوتر للطفل وأيضا هناك أثر للتلفزيون والوسائط التكنولوجية في إثارة العناد لدى الطفل من خلال التقليد والتشبع بشخصية البطل وتصبح عملية التمثيل أوالتقمص غير واعية، وبعد أن يتعود الطفل على رؤية الأحداث نتيجة تكرارها، لا يعود ليتأثر بها، بل ينظر إليها على أنها طبيعية وعادية.

ومن الأسباب أيضًا، أحلام اليقظة عند الطفل، حيث تختلط الحقيقة بالخيال عند الأطفال فيتشبث الطفل بموقف غير واقعي، وأيضًا وجود أسـباب سـيكولوجـية ونفـسية يمر بها الطفـل في ظـروف معـينة وتـنـتهي بزوال هـذه الظـروف، وقد يكون سبب العناد خللاً فسيولوجيًا مثل إصابات الدماغ.