الجمعة 26 ابريل 2024

مقالات12-1-2023 | 18:55

تعبت بالك ليه؟ ولو دققت النظر قليلًا لوجدت أن بالك مطول باله عليك... وأجد نفسي كلما ضاقت عليّ الدنيا طلبت من أمي أن تدعو لي قد تنصلح لي الأحوال فأجدها تقول لي دائمًا روح يا ابني (ربنا يريح بالك)... وتأملت هذه الدعوة الدافئة الجميلة وتصورت هذا البال أمامي وسألته هل أنت مرتاح؟؟ فرد سريعًا طبعًا غير مرتاح ومطول بالي على الناس كلها، فالجميع يريد مني الراحة بدون تعب أو مجهود وكأني مسئول عن راحة بالهم... ما هذا الظلم ولكني أنظر إليهم صابرًا عليهم جميعًا ولا أخفيك سرًا تعبان جدًا... فالجميع إذا أراد أن يتمتع براحة البال، وراحة قلبه، وهدوء نفسه. وانبساط حالة فعليه بعدة أمور لا يرتاح البال بدونها... وعليهم كذلك ألا يتخذوا من ظروفهم حجة أو سبب للضيق والغضب من الأقدار والأيام... اتفقنا. 

فإن الإنسان إذا قام بما عليه من واجبات كاملة، وأدى دوره على وجه طيب وجميل... فإن الفرد في هذه الحالة يشعر بالرضا عنها، ويحب ذاته أكثر ومن هنا يرتاح باله وتهدأ نفسه ويعيش في حالة من السكينة والتناغم النفسي مع ملكاته... ألست معي في ذلك!! 

وكذلك فإني أراهم متفرقين كل واحد في اتجاه غير الآخر، كل واحد في عالمه وحيدًا. والإنسان الوحيد تزيد عليه الصعاب وتصبح أعباء الحياة ثقيلة عليه فكيف يرتاح باله أو يهنأ في دنياه وأيامه.. لكن إذا ساعد كل منهم الآخر وسانده في مشاق الظروف والأحداث، ووقفوا بجانب بعضهم.. وقام كل فرد فيهم بسد زلات الآخر لوجدتهم سعداء تسري السعادة في أوصالهم ونفوسهم ويرى الفرد صورته في عيون الآخرين جميلة مليئة بالحب والتقدير فتطيب نفسه وتسعد... ويرتاح البال وأرتاح أنا من هذا الشقاء الذي أعانيه مع أغلب خلق الله!!... 

أرى أيها البال أن هذه شروط منطقية جدًا وواقعية جدًا وفي الغالب يعرفها الجميع كذلك ولكن اسمح لي أن أضيف عليها.. أساس ثابت في كل راحة بال مرغوبة.. هو القرب من الله الرحيم الودود الذي يحب عباده ويتودد إليهم، وعلى المشاق يقويهم، وإلى الرشاد والفلاح يدعيهم، وإلى التوفيق النجاح يمسك بأيديهم، وبنوره الذي ملأ السماء والأرض إلى الأحلام يهديهم... فإذا تمسكوا بطريق الله واستعانوا به سوف يرتاح بالهم ويسعدون... وترتاح أنت أيها البال.. من عناء الناس وما فيهم. 

وأنت أيها الإنسان عرفت الهدف وتبينت الطريق فاسعى إليه طارقًا كل سبيل لتصل لراحة بالك.. ولا تضيع دعوة أمك الطاهرة الصادقة، فهي دعوة نقية من أعماق القلب... دعوة تستحق أن تحققها لأمك.. ولك أنت أيضًا. 

 

 

Dr.Randa
Dr.Radwa