أكد وزير الخارجية سامح شكري، رئيس مؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ "COP27"، أن مؤتمر المناخ المقبل COP28 في الإمارات، سيُمثل فرصة للبناء على نجاحات مؤتمر شرم الشيخ، معربا عن استعداد مصر الكامل لدعم ومساندة الأشقاء في الإمارات على نحو يسهم في تحقيق "مؤتمر COP28" للنتائج المنشودة لعمل المناخ الدولي بمختلف جوانبه.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها شكري في فعاليات "قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة" كمتحدث رئيسي في الجلسة المخصصة لتناول مخرجات مؤتمر COP27، الذي عقد بشرم الشيخ في شهر نوفمبر الماضي، وذلك بحضور عدد من الوزراء وكبار المسؤولين الدوليين المعنيين بتغير المناخ.
وصرح السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن الوزير شكري ألقى كلمة خلال الجلسة أشار فيها إلى ما يمثله أسبوع أبوظبي للاستدامة من منصة هامة لبحث التفاعلات الاقتصادية والبيئية المستدامة في المنطقة وحول العالم، منوهاً بأن نسخة العام الجاري لهذا الحدث تكتسب أهمية خاصة كونها تُعقد في بداية الطريق بعد انعقاد مؤتمر COP27 وصولاً إلى الدورة المقبلة لمؤتمر المناخ COP28 المقرر عقدها بمدينة دبي نهاية العام الجاري.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية، أن الوزير شكري استعرض، في كلمته، أهم مخرجات مؤتمر شرم الشيخ وما تمخض عنه من نتائج، حيث مثل المؤتمر محطة هامة أكدت على جدوى العمل متعدد الأطراف وقدرته على تحقيق نتائج ملموسة، مشيرا إلى أن ذلك تجلى في قمة شرم الشيخ لتنفيذ تعهدات المناخ التي تخللت المؤتمر وشارك بها نحو 120 رئيس دولة وحكومة، أكدوا فيها على إرادتهم السياسية لتعزيز عمل المناخ، وهو ما أسفر في نهاية المطاف عن اعتماد "خطة شرم الشيخ لتنفيذ تعهدات المناخ" بإجماع الدول المشاركة، بهدف تعزيز طموح العمل المناخي والإسراع بتحقيق النتائج المنشودة في مختلف جوانب عمل المناخ.
وأبرز وزير الخارجية كذلك نجاح مؤتمر COP27 في إدراج بند معالجة خسائر وأضرار تغير المناخ ضمن أجندة عمل مؤتمرات المناخ، في سابقة هي الأولى من نوعها، وعدم الاكتفاء بذلك حيث نجح أيضاً في إنشاء صندوق لتمويل الخسائر والأضرار، وهو ما عكس الإرادة الجماعية للدول المجتمعة في شرم الشيخ للتحرك وتوفير الدعم اللازم للملايين من الأشخاص الذين يعانون من تبعات تغير المناخ وتأثيراته في شتى أنحاء العالم.
كما تناول الوزير شكري النتائج الأخرى الهامة التي أسفر عنها مؤتمر شرم الشيخ، وعلى رأسها تعزيز جهود تخفيف تبعات تغير المناخ والتأكيد على ضرورة الحفاظ على أهداف اتفاق باريس والاتفاق على برنامج جديد لتخفيف تبعات تغير المناخ، يمتد على مدار 6 سنوات وبرنامج عمل لتحقيق التحول العادل نحو مصادر الطاقة الصديقة للبيئة، بجانب الدعوة لتعزيز الإسهامات المحددة وطنياً في مجال خفض الانبعاثات والوفاء بها.
كما تم الاتفاق على أجندة طموحة للتكيُف مع تغير المناخ تُمهد الطريق لاعتماد إطار للهدف العالمي حول التكيُف خلال الدورة المقبلة لمؤتمر المناخ.
وأضاف السفير أبو زيد، أن وزير الخارجية سلط الضوء كذلك على الدعوة الجادة التي أطلقها مؤتمر شرم الشيخ إلى بنوك التنمية متعددة الأطراف ومؤسسات التمويل الدولية، من أجل إعادة النظر في سياساتهم على نحو يضمن إعطاء الأولوية اللازمة لتعزيز جهود حشد تمويل المناخ اللازم وتسهيل الحصول عليه من قبل الأطراف المعنية.
كما أشار الوزير شكري إلى ما شهده مؤتمر COP27 من تفاعل كبير مع مختلف الأطراف المعنية بعمل المناخ الدولي من منظمات المجتمع المدني، حيث بلغ عدد المشاركين منهم حوالي 12 ألف مشارك على مدار "الأيام الموضوعية" المختلفة التي تخللت المؤتمر للتركيز على شتى الموضوعات ذات الصلة بتغير المناخ، مثل الطاقة والمياه والزراعة والتخلص من الكربون والتنوع البيولوجي ودور المرأة والشباب في عمل المناخ وغيرها من القضايا المناخية ذات الأولوية.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن الوزير شكري أكد، فى كلمته، على أن مؤتمر شرم الشيخ استطاع تحقيق كل هذه النتائج الهامة على الرغم مما تشهده الساحة الدولية من تحديات سياسية واقتصادية جمة، دفعت العديد من الأصوات إلى التخوف من تراجع الزخم المصاحب لعمل المناخ الدولي.