الأحد 12 مايو 2024

المثقفون يهجرون "سور الأزبكية "لارتفاع سعر الدولار

17-1-2017 | 15:08

يعتبر سور الأزبكية من أهم الأسواق  لبيع الكتب المعرفية  و الثقافية، بأسعار زهيدة  لمحبي القراءة  والمثقفين، فهو يعد  أقدم أسواق الكتب التي  يتوافد اليها كافة الفئات والاعمار ، ولكن مع إرتفاع العملة الصعبة “الدولار” ضرب الكساد السوق لزيادة أسعار الكتب ثلاث أضعاف ما كان عليه، مما جعل أصحاب محال الكتب يعانوا من إنخفاض إقبال المواطنين ، ورغم ذلك مازال البائعين يحافظون على أسعار بعض الكتب وسط حالة الغلاء التى يواجهها البائع والمواطن.

داخل أحد الدكاكين الصغيرة  بسور الأزبكية يجلس عم هاشم ياسين "شيخ السوق"  ذو السبعين عاماً، بجلبابه  منهمكاً في ترتيب  كتبه لعرضها بمحاله، والذي حدثنا قائلا" سوق الكتب بيعانى من قلة الشراء من فترة، بسبب إرتفاع سعر الدولار اللي أثر على سعر الورق و الحبر بشكل خيالي،  فبقى الكتاب سعره عالي فالناس بطلت تشتري زى الأول"، لافتا الى ان ضعف الاقبال بات يزداد يوماً بعد يوم، مما يزيد عبء المصروفات على البائعين داخل السوق، ويزيد من عجزهم فى سداد أي مديونات مطالبين بها.

أزمة صعبة

ويوضح  ان البائعين يمروا بازمة صعبة، و لن يستطيعوا السيطرة على الاسعار فى ظل الإرتفاع المتزايد لسعر العملة الأجنبية، مما يجبرهم على زيادة سعر الكتب الى ثلاث اضعافه، مضيفاً " الزبون مبقاش يشترى الكتب زى زمان، بيشترى الكتب الضرورية بس اللى محتاجها، زى الكتب الدراسية والكتب التعليمية، لكن معدش بيشترى عشان حابب يقرأ ويتعرف على الكتب، لان الكتاب اللي كان بـ 3 جنيه بقى بـ6  جنيه فمبقاش يقدر يشتريه بسعره الحالي ".

ويشير "هاشم" الى ان هناك بعض الكتب الرخيصة لا تزال تحافظ على أسعارها، لكونها قديمة ومستعملة لهذا يقبل عليها الكثيرين من محبي القراءة لزهد اسعارها عن باقي الكتب، متابعاً " أرخص كتب ممكن تجدها فى السوق  عندنا، بس المستعملة والقديمة  لان سعرها بيكون قليل وفى مقدرة الناس البسيطة اللي بتحب القراءة، بعكس المكتبات المعروفة بتكون أسعارها غالية جدا".

تدهور السوق

ويرى "شيخ السوق"  ان حل تلك الازمة مرتبط  بإنخفاض سعر الدولار ، لأن استمرار ارتفاعه سيزيد من الازمة بشكل كبير، وسيساهم فى تدهور حال السوق وسيصبح الاقبال على الشراء معدوم.

زيادة أسعار وكساد

وعلى بعد عدة امتار  يقف إسلام فوزي ذو الثلاثين عاماً أمام دكانه الملاصق لدكان " شيخ السوق"  واضعاً لافتات اسعار الكتب الرخيصة للأستقطاب الزبائن للشرا ء لكسر حالة ركود البيع وبالحديث معه قال " السوق بعيش حالة من الكساد، لان الاسعار زادت جدا و المواطن بدل ما هيجيب كتاب هيجب حاجة ياكلها احسن"، لافتا الى ان الورق المطبوع زاد ثمنه بشكل مبالغ فيه، لانه يتم استيراده بالعملة الصعبة التي تشهد ارتفاع ضخم مما خلق حالة من الكساد الشديد بسوق الكتب.

سعرها الضعفين

ويضيف " اسلام"  ان الكتاب الذى كان 30 جنيه اصبح بـ 50 جنيه، فى زيادة تصل الى ضعفي سعره الاساسي قبل ارتفاع الدولار ، موضحاً " كل الكتب الجديدة واللى لسه مطبوعة زاد سعرها الضعفين، بس فى كتب رخيصة بس قديمة وسعرها بيبدء من 3 جنيه لحد 5 جنيه، واحنا على قد منقدر بنحاول نخفض سعر الكتب عشان المواطن يعرف يشتريها".

ويؤكد ان اغلب الكتب الورقية يتم نشرها بشكل إلكتروني ، على بعض المواقع المهتمة  بنشر الكتب الجديدة، التي يتم تسربيها على شبكة الانترنت، مما يضعف الاقبال على الكتب الورقية، لنشرها بشكل مجاني للقراء، بدلاً من  شرائه الكتب الورقية المباعة  فى المكتبات لإرتفاع ثمنها في الوقت الحالي، ما يشكل خسارة فادحة في سوق الكتب.

تخفيض سعر الكتب

ويتمنى إسلام ان يستقر سعر الدولار وينخفض الى معدله الطبيعي، حتى يتمكن من تخفيض سعر الكتب، و ينتعش السوق كسابق عهده حتى يزيد دخله لسد حاجاته الماديه هو وعائلته.

تدبير 200 ألف طن

بحسب بيانات غرفة تجارة القاهرة، تحتاج مصر إلى ما يعادل 450 ألف طن من ورق الكتابة والطباعة المستخدم في إنتاج كتب الدراسة والكتب الخارجية والكشاكيل والكراسات، يتم تدبير 200 ألف طن منها سنوياً عن طريق 22 مصنعاً، بينها مصنعان حكوميان هما إدفو وقنا لصناعة الورق، واستيراد ما يزيد على 250 ألف طن، و150 ألف طن من الورق الخاص بإنتاج الصحف سنوياً، وزيادة سعر الدولار سيشكل ازمة حقيقية ستضاعف من اسعار الورق والكتب.

التوقف عن الشراء

بين العشرات من الكتب يقف "ياسر علي" ذو الخمسين عاما متطلعاً ايها لرغبته في شراء احد الكتب المفضله اليه والذي حدثنا قائلا" انا متعود انزل السوق اشتري كتب كل فترة لاني بحب اقرأ الكتب السياسية و التاريخية، لكن بعد زيادة سعر الدولار سعر الكتب زادت فبطلت اشتري الكتب اللي بحبها" مشيراً الى انه في السابق سعر الكتب كان مناسب ويمكن شرائه ولكن فى الوقت الحالي اصبح من الصعب شراء اي كتاب جديد لارتفاع اسعاره بطريقة مبالغ فيها ، مما يضطره  للبحث فى الكتب المستعملة والقديمة  لرخص ثمنها عن الجديدة.

مش هقدر اشتريها

ويضيف "ياسر" انه اعتاد القراءة ولا يستطيع الاستغناء عنها بسهولة  ولكن في ظل ارتفاعها سيتوقف عن الشراء حتى تنخفض الاسعار، موضحاً " صعب ابطل قراءة عشان اسعارها زادت ومش هقدر اشتريها، لكن بشوف الكتب القديمة ارخص وبرضه بلاقي  اللى انا عوزه فيها ورخيصة بالنسبالي فبشتريها بدل ما ابطل اشتري خالص".

    Dr.Radwa
    Egypt Air