الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

دي ميستورا: أكتوبر القادم سيكون حاسمًا بالنسبة للأزمة السورية

  • 17-8-2017 | 14:58

طباعة

 أعلن ستافان دى ميستورا المبعوث الخاص للأمم المتحدة للأزمة السورية إن شهر أكتوبر وبداية نوفمبر المقبل سيكونان حاسمين للأزمة في سوريا، وخاصة أنه تلاحظ المزيد من الاتفاقات على المستوى المحلي في سوريا لخفض العنف ووقف العمليات العدائية.

وأشار دي ميستورا في مؤتمر صحفي اليوم الخميس في جنيف، إلى أنه قرر تأجيل المباحثات الفنية مع المعارضة السورية والتي كانت مقررة في 22 أغسطس الجاري، وذلك لمنح المعارضة الوقت للتوصل إلى صياغة شاملة وواضحة وبناءة فيما يتعلق ومشاركتها في مفاوضات جنيف المقبلة، معربا عن أمله في أن تتمكن المعارضة عبر المفاوضات التي تجريها الهيئة العليا للمفاوضات مع منصتي القاهرة وموسكو من التوصل إلى معارضة موحدة تؤكد انهم جاهزون للمفاوضات، وكذلك أن يكون النظام السوري جاهزا للمفاوضات ويبدى جدية أكبر ولفت دي ميستورا إلى أن الحكومة السورية كانت قد رفضت عقد مباحثات فنية مع المبعوث الخاص وفريقه وأكدت أنها ستقتصر في مفاوضاتها على المفاوضات الرسمية.

ونوه دى ميستورا بأهمية شهر أكتوبر وبداية نوفمبر، حيث ستكون هناك تطورات وتصاعدا للعمليات العسكرية لتحرير الرقة وكذلك في دير الزور كما أن الوضع في إدلب ما زال حساسا وتحت المناقشة وأعاد دي ميستورا أهمية هذا التوقيت كذلك إلى المؤتمر الذي سينعقد في أكتوبر بشأن تنظيم مستقبل المعارضة السورية وقال دى ميستورا إنه سيقدم إفادة في نهاية أغسطس الجاري إلى مجلس الأمن حول تطورات الأزمة السورية وسيطلب توجيهات بشأن الخطوات اللاحقة الخاصة بالمحادثات الفنية والمفاوضات المخطط لها قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة كما لفت دي ميستورا إلى أن جولة جديدة من مباحثات استانا سوف تجرى نهاية أغسطس الجاري .

وأفاد دي ميستورا في المؤتمر الصحفي بأنه تلقى مؤخرا رسالة من وزير الدفاع الروسي وذلك بشأن قيام الجانب الروسي بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية على الأرض إلى المحتاجين في سوريا وبخاصة في مناطق خفض التوتر، وأشار دى ميستورا إلى أن وزير الدفاع الروسي أكد له أن الشرطة العسكرية الروسية على الأرض سوف تعمل لإزالة العوائق التي قد تحول دون وصول قوافل المساعدات وذلك على الطرق التي ستسلكها القوافل، كما أكد الوزير الروسي في خطابه أن أفراد هذه الشرطة العسكرية سيكونون منتقين وبحيث يكون لهم قبول لدى السكان ومرحب بهم، مؤكدا في هذا الخصوص أن أفراد الشرطة العسكرية الروسية لن يقوموا بمرافقة القوافل لأن هذا لا تقبله الأمم المتحدة في عملها لكنه رحب باستمرار الدور الذي يمكن أن تقوم به في مناطق خفض التوتر خاصة إن استمر.

من جانب آخر وفي الوقت الذي قال دى ميستورا إنه يعول على روسيا وإيران في الضغط والتأثير على الحكومة السورية لتكون جاهزة حين توجه لها الدعوة لمفاوضات جنيف المقبلة للتفاوض مع منصة المعارضة التي سترى النور، فإن دي ميستورا وردا على أسئلة الصحفيين أكد أنه من المبكر الحكم أو تقييم نتائج تأثير مناطق خفض التوتر على الوضع في سوريا وإن كان لفت إلى أن التقييم المبدئي هو إيجابي وأن أي تحرك في اتجاه خفض العنف هو مرحب به من قبل الأمم المتحدة .

من ناحيته وفي ذات المؤتمر الصحفي قال يان أجلاند المستشار الخاص للمبعوث دي ميستورا والمعنى بالمسألة الإنسانية في سوريا أن عدد من يتلقون المساعدات في سوريا قد ارتفع من ستة ملايين إلى تسعة ملايين شخص وأشار إلى أن قافلة للمساعدات الإنسانية هي الأولى المشتركة منذ مايو الماضي بين الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري تقوم الآن بإفراغ حمولتها في دوما ونجحت في الوصول بمساعدة روسية ونوه إلى أنه يتم تقييم الوضع بالنسبة للمساعدات في سوريا مع مجموعة العمل الإنسانية الدولية التي تعقد اجتماعاتها في جنيف وذلك لمعرفة كيف كان الوضع في الفترة الماضية من العام الجاري.

وقال يان اجلاند إن مدينة حلب الآن أصبحت مكانا يستطيع السوريون العودة إليه كما أن حمص هادئة بشكل عام لكنه لفت إلى أن الأسوأ الآن في سوريا هو الرقة التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" وحيث يوجد حوالى 25 ألف من المدنيين المحاصرين داخلها ويجرى استخدامهم من قبل التنظيم كدروع بشرية ونوه أجلاند إلى أن الأمم المتحدة على اتصال بكافة الشركاء الإنسانيين في هذه المنطقة والذين يؤكدون أن الوضع لا يمكن أن يكون أسوأ مما هو عليه في الرقة خاصة بالنسبة للأطفال والنساء وحث أجلاند التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية إلى العمل من أجل إخراج المدنيين من الرقة بامان .

وأضاف أجلاند في المؤتمر الصحفي إنه كان يعتقد بأن وضع النزوح في سوريا سوف يتحسن ولكن الحقيقة هو أن هذا لم يحدث حيث كان معدل النزوح حوالي 7 آلاف شخص يوميا خلال العام الجاري 2017 وأوضح أن أعداد من عادوا إلى منازلهم والبالغة حوالى 500 ألف سوري هي أكبر عما كانت عليه وقال أجلاند إنه وحتى الآن فإن الأمم المتحدة ليست قادرة على الوصول إلى أغلب المدنيين في المناطق المحاصرة والذين يصل عددهم إلى حوالى 540 ألف شخص لمدهم بالمساعدات لكنه أشار إلى أن الأمم المتحدة برغم ذلك لديها خطابات تسهيل وموافقات اكثر من الشهور الماضية وقال أجلاند إنه متفائل بشكل اكبر عن الفترة الماضية وانه يأمل أن يتحسن وضع إيصال المساعدات وتخفيف المعاناة عن السكان في سوريا في الفترة المتبقية من العام .

    الاكثر قراءة