كتبت : شيماء محمود
يستعد جاليرى ضى لإقامة معرض فني باللوحات المنجزة خلال ورشة تنفيذ لوحات تشكيلية مستلهمة من شعر الراحل الكبير عفيفي مطر التى أقيمت على مدار أسبوعين.. ليكون المعرض مصاحبا للحفل الذي سيقيمه لإعلان أسماء الفائزين بجائزة عفيفى مطر للشعراء الشباب تحت 40 سنة ويشارك فى المعرض الدكتور صلاح المليجي وشروق قنديل صاحباً فكرة الورشة.. ومن بين المشاركين أيضا د.عبد الوهاب عبد المحسن والنحات طارق الكومى ود.السيد عبده سليم ود.أيمن السمرى ود. فاطمة عبد الرحمن ود. هانى الاشقر ود. سالى الزينى ود.ممدوح القصيفى وسارة يوسف وبسمة ربيع ويارا حاتم وسالى الزينى ورمضان عبد المعتمد.
تناولت لوحات الفنان صلاح المليجى مجمل أعمال الشاعر بشكل عام وليس قصيدة معينة.. قائلا سعيت أن ارسم أكثر حتى أغوص بين مفرداته الخاصة .. التى تعبر عن تأثره بهموم الناس .. ولأنه فى الأساس فلاح فكان لذلك بالغ الأثر على اشعاره المرتبطة بالريف والأرض والمياه ..وكأنه فنان تشكيلى لا يفوت أدق تفاصيلها .. وشدنى لأشعاره أنها تحمل مفردات جعلتنى أستخدم المعجم لتفسيرها فهو متمكن من اللغة العربية بشكل كبير واستطاع أن يصوغها حتى فى التعبير عن أساطير الحضارات المختلفة من مصرى قديم ويونانية وإغريقية .. ولأنه شاعر مهم قد تم ترجمة أعماله لعدة لغات كما حصل على جوائز مهمة كجائزة الدولة التقديرية وجائزة العويس بالشارقة ..كل هذا جعلنى أريد تنفيذ شىء خاص به وليس تجربتنا المعروفة .. من منطلق أنه فنان له قيمة ونحن نقرأه ونقرأ صوره الشعرية لذا لم أتناول الجانب الفكرى بقدر ما تناولت الجانب التشكيلى حيث رسمت خيال الحقل والكبش والأقنعة التى استخدمها كرموز فى أشعاره ..
أما الفنان أشرف مهدى فنفذ لوحة من وحى قصيدة تدور حول شخصية محمد عبيد و كيف كان من شخصيات الضباط المهمين بالثورة العرابية، حيث انه سعى مع الضباط لمحاولة الإفراج عن عرابى عندما تم سجنه.. ثم قامت الثورة العرابية.. وكان مشاركاً بمعركة التل الكبير التى أصيب بها واستشهد جراء هذه الإصابة.
الفنان أيمن السمرى نفذ عملاً مستوحى من لوحة "الجوع والقمر" ..التى تخيلها كاملة ..مع مكملتها «قدرة الفول» التى ستوضع أمام اللوحة التى نفذها على ورق مستخدما رموزاً أقرب للكتابة الهيروغليفية لكنها رموزه الخاصة التى عبرت عن كثير من مفردات الشاعر المهتم بالارض والريف والفقراء ليكون بذلك عملاً متكاملاً.
فيما تناول الفنان طارق الكومى شخصية الفنان عفيفى مطر من خلال عدة تجارب تصويرية بدلا مما اعتدنا عليه كمثّال ..ليكون بطل لوحاته هو الإنسان مثلما يرى أن معظم أشعار عفيفي مطر كان بطلها الأساسى هو وصف الحالة الإنسانية مهما تنوعت المفردات بالقصائد.
وأشار الفنان ممدوح القصيفى إلى أن اكثر ما شده ورسم عنه هو مشروعه الفكري بالغ الثراء والاهمية الذى تعرض على إثره للسجن لانحيازه للبسطاء وعلي الضفة الأخري من السلطة..حتي انه كتب يعزي المهجرين اثناء بناء السد العالي بينما كان يهلل الجميع ..كل هذا حاولت أن أعبر عنه خلال أعمالى لأجسد شخصية كما أتصورها إنسان من الارض ببساطتها وتعقيدها وجمالها تتحول ملامحه الجريحة لزهور وسنابل لأنه لا يملك بداخله سواها .. واستخدمت القهوة للرسم مباشرة علي توالى الرسم لأعطي تأثير الطين المبتل .. وفعلا أعطتني تأثيرات مدهشة وموحية.
فيما قال الفنان أحمد عبد الجواد أنا عاشق لقصائد الشاعر الكبير عفيفي مطر وسعدت بالدعوة لتنفيذ أعمال تشكيلية معبرة عن قصائده وأن يلتقي أكثر من عشرين فناناً فى معترك فني شئ رائع ..وقد رسمت 8 لوحات من وحى قصيدة "سلطانة الأطلال"..معبرا عن مفردات القصيدة بأسلوبى الخاص .
أما الفنان عبد الوهاب عبد المحسن فنفذ لوحتين..الاولى عن روح عفيفي مطر الفنية عموما ..والاخرى من وحى قصيدة "امرأة تلبس الأخضر دائما ورجل يلبس الأخضر أحيانا" .
بينما نفذ الفنان هانى الأشقر عمله الأول مستوحي من قصيدة "ابو الطيور" .. والعمل الاخر هو رؤية عامة لأشعاره التي تنضح بالصور الفنية حيث يقول: أربكتني تلك الصور الشعرية بغناها البصري فقررت عمل لوحة تعبر عن صراع الصور وصراع الأحرف داخل ذهن الشاعر لبلورة إبداعاته الأدبية وقد أضفت إليها أحد العناصر التي استخدمتها مرات عدة في اعمال وهي الأسماك واستخدمتها في هذا العمل متصارعة متأكلة البنية الا سمكة واحدة حرة مستقلة تعبر عن الشاعر العظيم.
الفنانة سارة يوسف نفذت عملها النحتى عبر خامة السلك امتدادا لتجربتها التى تعبر من خلالها عن الشفافية لتضع داخل منحوتتها عشباً اخضر يعبر كإحدى مفردات عفيفى التى داخل كل إنسان.
فيما تأثرت الفنانة سارة العقيلى بقصيدة "مناظر من مدينة ميتة" ..حيث وجدت فيها أشياء تلمسها ..فصورت مشهداً من الحياة الأخرى ووصفت حالة الصراعات التى تدور بين الناس مستخدمة رموزاً من الحضارة المصرية القديمة مثل المومياوات وانوبيس إله الموتى.
بينما أرادت الفنانة يارا حاتم حامد أن ترسمه وسط مفرداته التى لا تخلى منها قصائده من الماء والهواء والخضرة والنار ..لذا اختارت قصيدة رباعيات التى ضمت كل هذه المفردات التى تناولتها بأسلوبها الخاص.