أمرت المحكمة الفيدرالية الكندية الجمعة الحكومة بإعادة أربعة مواطنين كنديين محتجزين منذ سنوات في شمال شرق سوريا ... جاء هذا القرار بالتزامن مع إعلان كندا موافقتها على إعادة ستّ نساء كنديات و13 طفلاً معنيين في هذا الملف القانوني.
هذه العملية هي الأكبر لإعادة عائلات إرهابيين تنظمها البلاد على الإطلاق، وسابقة فيما يتعلق بإعادة رجال محتجزين في سوريا.
واتخذت عائلات الكنديين المحتجزين في سوريا اجراءات قانونية ضد الحكومة الكندية، لاعتبارها خصوصا أن رفض السلطات إعادتهم ينتهك الشرعة الكندية للحقوق والحريات.
قالت باربرا جاكمان، محامية جاك ليتس، وهو بريطاني كندي اعتنق الإسلام وجُردته لندن من جنسيته وأحد المعنيين الأربعة بقرار القضاء "لقد تحدثت إلى الوالدين وهما سعيدان حقًا".
وأضافت المحامية أن القاضي "عرض جميع القضايا التي كانت تثير القلق" مشيرة إلى أنه أمر أوتاوا بطلب إعادة الرجال الأربعة "في أقرب وقت ممكن بشكل معقول" وبتزويدهم جوازات سفر بشكل عاجل وإرسال ممثل عن الدولة إلى سوريا لمساعدتهم.
واشار القاضي في قراره خصوصا إلى ظروفهم المعيشية "الأكثر صعوبة من ظروف النساء والأطفال الذين وافقت كندا لتوها على إعادتهم" لافتاً إلى أنه لم توجه إليهم تهم ولم يحاكموا.
وأعلنت وزارة الخارجية الكندية الجمعة أنها "وافقت أخيرًا على قرار" يتعلق فقط بنساء وأطفال المجموعة وليس بالرجال الأربعة.
تتعامل حكومة جاستن ترودو حتى الآن مع هذه القضية على أساس كل حالة على حدة، وأعادت في أربع سنوات عددا محدودا من النساء والأطفال.
منذ سقوط "خلافة" داعش في العام 2019، أصبحت إعادة زوجات الإرهابيين وأبنائهم مسألة حساسة للغاية في بلدان عدة.
تستنكر الكثير من المنظمات غير الحكومية افتقار الحكومات إلى الشجاعة، بينما تعيش عائلات الإرهابيين وضمنهم آلاف الأطفال، في مخيمي الهول وروج الخاضعين لسيطرة الأكراد، وحيث يتفشى العنف وتعم الفاقة.
وبحسب منظمة هيومن رايتس ووتش، لا يزال نحو 30 كنديًا بينهم 10 أطفال، في مخيمات في سوريا.
وكشفت مديرة منظمة هيومن رايتس ووتش في كندا فريدة ضيف لوكالة فرانس برس أن "عددا من النساء والأطفال تلقوا رسائل من الحكومة تشير إلى أنهم يستوفون شروط العودة إلى الوطن"، ما يشير إلى مزيد من عمليات الإعادة.
ولم تحدد السلطات موعد إعادة النساء والأطفال المعنيين، ولم تقدم أي إشارة إلى الإجراءات القانونية المحتملة التي يمكن أن تتخذها في حق النساء عند عودتهن إلى الأراضي الكندية.
في أكتوبر الماضي، أعادت كندا امرأتين وطفلين كانوا محتجزين في سوريا. وفي العام 2020، سمحت أوتاوا بعودة طفلة يتيمة تبلغ خمس سنوات، بعدما رفع عمها دعوى قضائية ضد الحكومة الكندية.