السبت 23 نوفمبر 2024

عرب وعالم

زاخاروفا: الناتو يخدع الشعب الأوكراني ويستغلهم كأداة للنزاع

  • 27-1-2023 | 16:14

ماريا زاخاروفا

طباعة
  • دار الهلال

أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، اليوم الجمعة، أن تصريحات الأمين العام للناتو بأن الحلف ليس طرفًا في النزاع هي محاولة لخداع الشعب الأوكراني.

وقالت زاخاروفا - في مؤتمر صحفي، وفقًا لما أوردته قناة " روسيا اليوم" الإخبارية - إن الغرب يحاول خداع الشعب الأوكراني ويستخدم الطرف الأوروبي المواطنين الأوكران كأداة لاستغلالهم في النزاع، لافتة إلى تصريحات المستشارة الألمانية السابقة آنجيلا ميركل، الخاصة باكتساب الوقت لتقوية أوكرانيا آنذاك وتزويدها بالأسلحة.

وأضافت زاخاروفا أن مواطني دول الناتو عليهم معرفة أن الحلف متورط في الصراع ضد روسيا، فهناك فارق بين الإمدادات والتسليح، ونحن نلاحظ التضامن الأوروبي رغم زعم تلك الدول أنها ليست طرفا في هذا الصراع مع روسيا ولكن المواطنين يفهمون كل شيء.

وأوضحت أن الأمين العام للحلف كان قد أكد سابقًا أنه لن يرسل جنود أو طائرات إلى أوكرانيا، في حين كانت تصريحات وزيرة الخارجية الألمانية صريحة فقد وصفت الأمور بمسمياتها الحقيقية، وقالت "نحن في حرب ضد روسيا".

وأوضحت أن الرئيس الأمريكي جو بايدن اعترف بانخراط واشنطن المباشر في إدارة الجيش الأوكراني الذي أعلن الهجوم المضاد للقوات المسلحة الأوكرانية مع اقتراب الربيع، قائلاً: "نحن نعلم أن الرئيس الأوكراني زيلينسكي لا يتخذ مثل تلك القرارات بالطبع".

وأشارت زاخاروفا إلى أن الحديث لا يدور منذ فترة بعيدة عن أي دفاع عن أوكرانيا، بل أن كييف والغرب على استعداد للقيام بأي شيء لإلحاق أكبر قدر من الضرر بروسيا.

وقالت إنه في وقت سابق أعلن زيلينسكي عن نيته استخدام أسلحة الناتو لضرب موسكو وبطرسبورج ويكاترينبورج ومدن روسية أخرى، وهو دليل آخر على نية الغرب رفع سقف الرهان في النزاع، الأمر الذي يؤدي إلى إطالة أمده وزيادة الخسائر في الأرواح.

وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، أنه في السياق ذاته كانت لندن قد وضعت البداية التي وعدت بالفعل بتزويد كييف بأربعة عشر دبابة من طراز "تشالنجر"، وحذرت الولايات المتحدة وألمانيا حذوها عبر الإعلان عن قرار إرسال العديد من كتائب الدبابات "أبرامز" و"ليوبارد" الألمانية، وفي الوقت نفسه سمحت برلين لشركاء الناتو بإعادة تصدير دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا، متساءلة "بعد كل ذلك .. كيف يمكننا أن نقول إن الطرف الأوروبي أو الأمريكي ليس طرفًا في هذا الصراع".

وأكدت زاخاروفا أن زيلينسكي كان قد صرح في تعليقه على عمليات تسليم الدبابات القادمة بأن كييف ستطلب من الحلفاء نقل مقاتلات وصواريخ بعيدة المدى، وهنا يجب التأكيد على أن المدرعات المقدمة إلى أوكرانيا مخصصة لعمليات قتالية هجومية، ولا تخفى إدارة الولايات المتحدة حقيقة أن الإمدادات الجديدة مصممة للمساهمة في تحرير الأراضي الأوكرانية بما في ذلك شبه جزيرة القرم والتي هي ليست أراضي أوكرانية بل روسية.

وقالت زاخاروفا: "المواجهة بين روسيا و الناتو ب أوكرانيا في ازدياد"، مشددة على أن أي سلاح غربي ينتهي به المطاف في أوكرانيا سيصبح هدفًا مشروعًا للقوات المسلحة الروسية، ولن تغير الدبابات الوضع لصالح كييف ولكنها تدفع الدول الغربية إلى مستوى جديد للمواجهة مع روسيا، لافتة إلى أن المساعدات المالية والعسكرية والإنسانية الغربية ل أوكرانيا أصبحت مصدرًا للفساد النامي في البلاد.

وأضافت أن الغرب بعد أن أكد نية إرسال الدبابات لكييف يطلب زيلينسكي من الناتو تقديم طائرات وصواريخ بعيدة المدى، وتلك المساعدات الغربية تعتبر أداة دموية لنظام كييف التي أصبحت رائدة على مستوى العالم في الفساد الذي لا يمكن إدراك حجمه حاليًا، فهناك عشرات المليارات من الدولارات واليورو وغيرها من العملات والمساعدات المالية التي لا نعرف إلى أين تتوجه في النهاية.

وأشارت زاخاروفا إلى أن تصريح الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن القوات الأوكرانية تستعد لهجوم مضاد يؤكد أن القرار في كييف لا يعود لزيلنسكي، فبايدن كان قد أعلن عن توريد 31 دبابة من طراز "أبرامز" ل أوكرانيا وتحدث عن استعداد الجيش الأوكراني لشن هجوم مضاد، وهذا ما يوضح من الذي يتخذ القرارات فعلا في أعلى هيئات السلطة في كييف.

وتابعت "أنه من الواضح أن شحنة أسلحة جديدة من الولايات المتحدة بقيمة 2.5 مليار دولار تشمل العربات المدرعة والمدفعية والذخيرة"، لافتة إلى أن آلاف المدنيين فقدوا حياتهم جراء قصف قوات كييف على الأحياء المدنية بدونباس ومناطق أخرى، مشيرة إلى أن نسيان دروس التاريخ يؤدي إلى تكرار مآسي الماضي، فنحن نشاهد تكرار جرائم النازيين الجدد في أوكرانيا.