ندوة مواقع التواصل ‏الاجتماعى بين التبعية ‏والاستقلال بجناح الأزهر بمعرض القاهرة للكتاب

نظم جناح الأزهر الشريف، بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، فى ثانى أيامه، ندوة تثقيفية لجمهور المعرض عن "مواقع التواصل الاجتماعى بين التبعية والاستقلال".

حاضر فى الندوة خالد البرماوى، الكاتب الصحفى المتخصص فى الإعلام الرقمى، والشيخ معاذ شلبى، رئيس قسم النشر بمركز الأزهر العالمى للرصد والفتوى الإلكترونية، وأدارها الدكتور محمد البحراوى، عضو هيئة التدريس بكلية الإعلام جامعة الأزهر.

وقال البرماوى، إن الأصل فى نشر المعلومات منذ القدم هو الإعلام الاجتماعى، ومع ظهور الشبكات الاجتماعية بدأ الأمر فى الانتشار، وأصبحت تؤثر بشكل كبير على البشر وتوصل المعلومة بسرعة كبيرة وعلى نطاق أوسع، مبينا أن مواقع التواصل الاجتماعى لها إيجابياتها وسلبياتها، على حسب استخدام الفرد لها.

وأوضح أن مخاطر وسائل التواصل الاجتماعى قد يكون صداها أقوى من الهجمات العسكرية، كما أن الأخبار المفبركة قد تهدم اقتصاديات دول.

واضاف أن الجماعات المتطرفة مثال حى لمخاطر وسائل التواصل الاجتماعى، فقد استغلت وسائل التواصل الاجتماعى لنشر أفكارها واستطاعت استقطاب الشباب لتنفيذ مخططاتهم الخبيثة، مبينا كيفية الوصول إلى المعلومات الصحيحة، وذلك من خلال البعد عن التحيز الشخصى، والبحث عن مصدر المعلومة، كما قدم بعض النصائح للنشء والشباب فى كيفية مواجهة أخطار مواقع التواصل الاجتماعى.

ومن جانبه، قال الشيخ معاذ شلبى، رئيس قسم النشر بمركز الأزهر العالمى للرصد والفتوى الإلكترونية، إن مواقع التواصل الاجتماعى أصبحت لغة الناس ومن أراد أن يخاطب الناس عليه أن يكون على دراية كبيرة بها، مبينا أن هناك ضوابط شرعية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعى وأن كل فرد مسؤول أمام الله عن ما ينشره وسيحاسب عليه.

وأوضح أن من مخاطر وسائل التواصل الاجتماعى أنها تجعل الإنسان يعيش فى واقع افتراضى، وتضيع عليه صلة الرحم وثوابها العظيم، وقد تؤثر على العلاقات الأسرية بين الأزواج والأولاد، وعلاقة الإنسان بربه، كما قد تؤثر على فكر الإنسان باعتناقه أفكار خاطئة أو متشددة.

وأكد شلبى، ضرورة ترشيد استخدام مواقع التواصل الاجتماعى، مستعرضا جهود الأزهر فى مواجهة مخاطر وسائل التواصل الاجتماعى، موضحا أن مركز الفتوى لا يقدم الفتوى فقط، ولكن هناك تواصلا كاملا إذا استدعى الأمر ذلك لمعالجة المشكلة التى تواجه المستفتى، كما أن الأزهر يقدم الحكم الشرعى فى المستجدات لتقديم النصح حتى لا يقع البعض فى المخاطر أو المحرمات، مشددا على ضرورة المسؤولية الفردية للإنسان أثناء استخدامه لمواقع التواصل الاجتماعى وأن هذه المسؤولية بدورها تحمى المجتمع فى النهاية.

وقال الدكتور محمد البحراوى، عضو هيئة التدريس بكلية الإعلام جامعة الأزهر، خلال إدارته الندوة التثقيفية إن مواقع التواصل أصبحت مهمة فى حياة كل الناس، وأثرت بشكل كبير فى كثير من المجالات المعرفية والشخصية والتسويقية، مشيدا بدور الدولة فى اهتمامها بتزويد المواطنين بالأخبار الصحيحة ونفى الأخبار الشائعة الكاذبة.

ويشارك الأزهر الشريف للعام السابع على التوالى- بجناح خاص فى معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ 54، وذلك انطلاقا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية فى نشر الفكر الإسلامى الوسطى المستنير الذى تبناه طيلة أكثر من ألف عام.

ويقع جناح الأزهر بالمعرض فى قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر مربع، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربى، فضلا عن ركن للأطفال والمخطوطات.