العتاب كلمة وراء كل باب
يا عتاب لي عندك عتاب.. فقد حيرت الناس جميعًا في التعامل معك.. هل نسمح لك بالدخول في حياتنا وعلاقاتنا بتفصيلها وأحداثها أم لا نمنحك فرصة التواجد بيننا، هل ستصلح علاقاتنا وتيسر المواقف علينا فنعيش في سلام، وهدوء نفسي ورضا داخلي ...!! أم ستعكر لنا تلك العلاقات الغالية على قلوبنا ونفوسنا.. والتي بنيناها في سنين مع أصدقاءنا وأقاربنا وإخواننا كذلك؟ فقد خطر في بالي أن أعاتبك!! نعم ولما لا فأنت متواجد في كثير من المشكلات تتحلى بالهدوء والوقار والحكمة تريد حل مشاكل الناس وصراعتهم.. فيقول الصديق لصديقه لي عندك عتاب أو أعاتبك على كذا، وكذا.. فهل بوجودك تصفى النفوس فعلًا وتطهر القلوب وتعود لسابق عهدها وتظل العلاقة قوية متينة يسودها الود والتفاهم الأعمق من ذي قبل وتقبل الآخر بكل ما فيه من عيوب ونقائص وطباع قد لا تتغير مع الأيام ... والزمن، أم بعد أن جئت ظل في العلاقة بعض الشوائب التي قد تذوب مع الأيام والسنين وقد لا تذوب.
وتظل عالقة في قلب ونفس كل إنسان اختلف مع آخر.. وكل فرد يرى المشكلة من جانب غير الآخر تمامًا.. حيرتني معك.. هل نعاتب بعضنا بعضًا، أم نترك المشاكل تحلها الأيام...؟؟
أرى أيها العتاب أنه يمكنك التواجد طبعًا.. ولكن بشروط تقبلها أو لا تقبلها هذه قوانين تسير فوق الجميع.. موافق؟؟
أولًا العتاب يكون برفق وكلمة حلوة تطيب لها النفس ويحسها القلب وبمنطق يقبله العقل كذلك.
ثانيًا: ألا يكون العتاب بسخرية أو منَّ على الآخرين أو استعلاء أو استكبار مثلًا.
ثالثًا: أن يكون النسيان هو الملجأ لك في نهاية المطاف فبعد العتاب علينا أن ننسى ما دار بيننا ويصبح كأن لم يكن. ولتعلم أن العتاب الحاني، القليل الكلمات، المُحلى بالحب والود والنوايا الطبية هو المطلوب في كل علاقة تزيد مع مرور التجارب والسنين فهمتني أيها العتاب.. كن لطيفًا، كنسمة تمر على الناس تأتي إليهم وهم مشتتين وتتركهم وهم سعداء ومرتبطين.. وبذلك تكون حققت كلمة لطالما قالها الخلق جميعًا (بقي الود ما بقي العتاب) لنعبر طريق الحياة معًا بحب دافئ قد يتوه منا في طريق الحياة.
وقد قال الشاعر قديمًا:
أقلل عتابُك فالبقاء قليلُ
والدهر يَعدِلُ تاره ويميلُ
ولعل أيام الحياة قليلة
فعلام يكثر عتبنا ويطولُ