الخميس 20 يونيو 2024

مع زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن.. أبرز مجالات التعاون المصري الأمريكي

مصر والولايات المتحدة الأمريكية

تحقيقات29-1-2023 | 14:22

إسراء خالد

توجه وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في زيارة للمنطقة العربية تستمر على مدار يومي 29 و30 يناير الجاري في مصر ثم يتوجه إلى القدس ورام الله في الفترة من 30 إلى 31 يناير، وذلك بهدف تعزيز حقوق الإنسان، والأمن الإقليمي والعالمي، خاصًة في ظل تصاعد الأحداث بالقدس المحتلة.

ومن المقرر أن تتضمن جولة وزير الخارجية الأمريكي لقاء نظيره المصري، الوزير سامح شكري، والرئيس عبدالفتاح السيسي، إذ تجمع بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية تاريخ طويل من العلاقات المشتركة في مختلف المجالات، إذ كانت العلاقات المصرية الأمريكية وستظل مرتبطة بحقيقة أن الولايات المتحدة قوة عالمية لها مصالحها الواسعة في مختلف المناطق من العالم بما فيها منطقة الشرق الاوسط، وأن مصر قوة إقليمية لها التزاماتها ورؤيتها لقضايا المنطقة؛ لذلك فإن الاعتراف بهذه الحقيقة يجعل العلاقات تنطوي على كل ضرورات التعاون وكذلك إمكانات الاختلاف وهو الواقع الذى يفرض أهمية التشاور والحوار الاستراتيجي المستمر بين الجانبين.

مصر والولايات المتحدة الأمريكية

وارتبطت مصر والولايات المتحدة الأمريكية بعلاقات استراتيجية وثيقة استمرت على مدى العقود الأربعة الماضية، وظل التنسيق والتشاور المصري الأمريكي قائما في كافة قضايا المنطقة، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، والأوضاع في سوريا ولبنان والسودان والعراق واليمن، ومكافحة الإرهاب.

وشهدت العلاقات المصرية الأمريكية، تطوراً كبيراً منذ الحرب العالمية الثانية وحتى الآن، إذ مرت بمراحل متعددة حتى بلغ عمرها 100 عام.

مجالات التعاون المصري الأمريكي

وتأتي أبرز مجالات التعاون المصري الأمريكي المشترك، كالتالي:

- تعزيز الأمن المشترك، إذ تظل الشراكة في مجال الدفاع بين مصر والولايات المتحدة التي استمرت عقودًا ركيزة أساسية للاستقرار الإقليمي، وأكد الرئيسان على أهمية هذه الشراكة التي تخدم مصالح البلدين، كما أكد الرئيس بايدن مجددًا أن الولايات المتحدة تعتزم مواصلة دعم مصر للدفاع عن نفسها، بما في ذلك من خلال استمرار تقديم المساعدات الأمنية بالتشاور مع الكونجرس الأمريكي. وشدد الرئيسان على التزامهما بالتعاون في مكافحة الإرهاب ورحبا بالإنجازات البارزة التي حققها التحالف الدولي لهزيمة داعش، وأعرب الرئيس السيسي عن تقدير مصر للمعدات العسكرية والمساعدات الأمنية من الولايات المتحدة.

- دفع الازدهار الاقتصادي، إذ أعرب الرئيسان عن التزامهما بتعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي من أجل المصلحة المتبادلة للشعبين المصري والأمريكي، وقررا استكشاف طرق جديدة لتوسيع التجارة الثنائية، وزيادة استثمارات القطاع الخاص، والتعاون في مجال الطاقة النظيفة وتكنولوجيا المناخ، ورحب الزعيمان بزيارة البعثة الأمريكية الخضراء إلى مصر مؤخراً، وهى الأكبر تاريخياً، والتزما بإطلاق اللجنة الاقتصادية المشتركة رفيعة المستوى.

الحرب الروسية الأوكرانية

أكدت مصر والولايات المتحدة أن السلام والأمن والنظام متعدد الأطراف القائم على القواعد يقع في صميم شراكتهما طويلة الأمد، واستذكرا قراري الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2 و24 مارس بشأن أوكرانيا، اللذان صوتا لصالحهما، وأكدا مجددًا على مبادئهم المشتركة المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك احترام القانون الدولي، وسلامة الأراضي، والسيادة الوطنية.

وأبرز الرئيسان ضرورة الامتناع عن استخدام القوة، وحل النزاعات بالطرق السلمية، ووضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان في مناطق الصراع، إذ تشترك مصر والولايات المتحدة في مخاوفهما خاصة بشأن العواقب العالمية الوخيمة الناجمة عن الحرب في أوكرانيا، بما في ذلك سلاسل التوريد العالمية وأسعار الطاقة والسلع، على سبيل المثال، أدى حصار موانئ البحر الأسود إلى زيادة انعدام الأمن الغذائي وفرض ضغوطًا اقتصادية كبيرة على مصر.

تعزيز الاستقرار الإقليمي

تتعاون مصر والولايات المتحدة بشكل وثيق للتوسط لإيجاد حلول للنزاعات الإقليمية وتعزيز السلام، وشدد الزعيمان على أن حل الدولتين لا يزال هو السبيل الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق حل دائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني وتحقيق مستقبل آمن ومزدهر وكريم للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء.

وأعرب الرئيس بايدن عن دعمه لقيادة مصر الحيوية ودورها التاريخي في تعزيز السلام وإنهاء الصراع، وبالتالي توسيع دائرة السلام بين إسرائيل وجيرانها العرب والعالم، وكذلك الحفاظ على هدوء مستدام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وشدد الزعيمان على ضرورة تنفيذ قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2570 و2571 (2021)، وأكدا على ضرورة إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة في أقرب وقت ممكن في ليبيا.

وأبرزا أهمية الانسحاب الكامل لجميع القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب، والدور المحوري للجنة العسكرية المشتركة 5 + 5 في هذا الصدد، بما في ذلك وضع جداول زمنية بشكل سريع.

ووجه الرئيس بايدن الشكر للرئيس السيسي على دور مصر في المساعدة على تثبيت الهدنة اليمنية، لا سيما من خلال تسهيل الرحلات الجوية التجارية من صنعاء إلى القاهرة، وهو عنصر مهم في ترتيبات الهدنة بوساطة الأمم المتحدة، والتزم الرئيسان بإجراء مشاورات منتظمة لحل النزاعات الإقليمية والأزمات الإنسانية في سوريا ولبنان والسودان.

وفيما يتعلق بسد النهضة الإثيوبي، جدد الرئيس بايدن التأكيد على دعم الولايات المتحدة للأمن المائي لمصر وإبرام تسوية دبلوماسية تحقق مصالح جميع الأطراف وتساهم في أن تصبح المنطقة أكثر سلامًا وازدهارًا.

وجدد الزعيمان التأكيد على حتمية إبرام اتفاق بشأن ملء وتشغيل سد النهضة دون مزيد من التأخير على النحو المنصوص عليه في بيان رئيس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتاريخ 15 سبتمبر 2021، وبما يتوافق مع القانون الدولي.

تعزيز حقوق الإنسان

أكد الرئيس السيسي والرئيس بايدن على التزامهما المتبادل بإجراء حوار بناء حول حقوق الإنسان، وهو جزء لا يتجزأ من الشراكة القوية بين مصر والولايات المتحدة، وسيستمران في التشاور عن كثب بشأن ضمان تعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية في المجالات السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وأعاد الزعيمان التأكيد على الدور المهم الذي يمكن أن يلعبه المجتمع المدني في هذه المجالات.

الجهود العالمية لمواجهة أزمة المناخ

قدّم الرئيس بايدن التهنئة للرئيس السيسي على رئاسة مصر لمؤتمر الأمم المتحدة السابع والعشرين لتغير المناخ (COP 27) في شرم الشيخ في نوفمبر 2022 وأعاد التأكيد على التزام الولايات المتحدة بنجاح المؤتمر.

ورحبت الولايات المتحدة بقيادة مصر في تسريع الطموح والعمل العالمي لمعالجة أزمة المناخ، كما رحب الرئيس بايدن بتقديم مصر مساهمتها المحدثة المحددة وطنيًا (NDC)، وأكد الزعيمان على دعم بلديهما للتعهد العالمي للميثان (GMP) ومسار الطاقة الجديد في إطاره، الذي انضمت إليه مصر فيما يتعلق بقطاع النفط والغاز. أعاد الزعيمان التأكيد على الشراكة الجديدة بين مصر والولايات المتحدة بشأن التكيف في إفريقيا، والتي ستشارك مصر والولايات المتحدة في قيادتها، والتي تركز على تقديم مبادرات ملموسة من شأنها تحسين حياة الشعوب والمساعدة في بناء الصمود في مواجهة تغير المناخ. والتزم الزعيمان بعقد اجتماع مجموعة العمل المشتركة بين مصر والولايات المتحدة بشأن المناخ في أقرب وقت ممكن.