كانت الصحافة والكتابة حلمه الأول والأخير، فتحقق هذا الحلم الذي طالما سعي إليه الكاتب محفوظ عبدالرحمن، فعمل صحفيًا بدار الهلال ثم مجلة السينما التي أصبح سكرتير تحرير بها، ثم شهدت العديد من المجلات داخل مصر وخارجها كتاباته الصحفية والأدبية واستطاع بأسلوبه الخاص أن يتميز على غيره في ذلك الوقت وشهد له الجميع من طلابه الذين تتلمذوا على يده بالأخلاق وحسن المعاملة مشددين على كرم عطائه ككاتب وعدم بخله بما يحمل من علم وثقافة، حتي إنه قام بسرد تفاصيل كتابته لمسلسل "ليلة سقوط غرناطة" لينقل لطلابه بالكامل كيف صنع هذا العمل الذي يدور حول ليلة واحدة، وكيف استطاع الحفاظ على جميع المشاهد دون أن تفلت منه، وكان مسلسل "بوابة الحلواني" نقطة تحول كبيرة في حياة الكاتب الذي قدم له أربعة أجزاء شهدت نجاحًا غير مسبوق ليصبح محفوظ عبدالرحمن من أشهر رواد الدراما التلفزيونية فكان أول من حصل على جائزة مهرجان نجيب محفوظ في دورته الأولى ثم تبعه الكاتب أسامة أنور عكاشة في دورته الثانية.
تميز محفوظ عبدالرحمن بتغلغله في اللغة وتجرعة الثقافة ولكن جميع كتاباته حملت الأسلوب البسيط في التعبير والكلمات السهلة الممتنعة في السرد، فأبدع في كتاباته وخاصةّ "بوابة الحلواني" الذي تعمق في وصفه لكل شخصية وسرده للأحداث وإشارته للزمن فتصدّر المسلسل الدراما المصرية في المنطقة العربية وقدمه كل من الفنانين عبدالله غيث وعلي الحجار وعزت العلايلي وحسن حسني ونجاح الموجي ومحمد توفيق وزيزي البدراوي وكشف في المسلسل مظاهر الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية أيضا في عهد الخديوية وبالتحديد في عهد الخديوي اسماعيل وكذلك أبدع محفوظ في كتابة مسلسل "كوكب الشرق" الذي أحدث ضجة فنية حين عرضه خاصة أن محفوظ حكى من خلاله أبرز محطات أم كلثوم وكشف طبيعة العلاقة بينها وبين والدتها، وقامت الفنانة صابرين بتقديم دور أم كلثوم ليصبح المسلسل بمثابة النجومية الدرامية لها كذلك قدم العديد من الأعمال الدرامية التي أثرت في تاريخ الفن والدراما منها "سليمان الحلبي" و“عنترة" و”ليلة سقوط غرناطة" و"الفرسان يغمدون سيوفهم" و"ليلة مصرع المتنبي" و"السندباد" و"الكتابة على لحم يحترق" و"ولد الهدى" و"قابيل وهابيل" و"الدعوة خاصة جدًا" و"المرشدي عنبر".