كان للكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن مواقف سياسية عظيمة إلا أنه لم يكن يوما أداة فى يد السلطة، حيث حرص على الاستقلالية التامة فى كتاباته ورصد التاريخ كما هو:
محفوظ عبدالرحمن هو الكاتب الوحيد الذى تحدّث عن تأميم القناة من خلال مسلسل «بوابة الحلوانى«.
كان يتمنى أن يكتب المؤلفون عن القناة، خصوصًا بعد حفر القناة الجديدة، التي استدعت الحديث عن القناة الأساسية «المؤمّمة».
ورأى أن المثقف ليس مضطرًا لتقديم أي نوع من التنازل للسلطة، فأمامه خيارات متعددة تجنبه «شبهة عدم الاستقلال» ليظل محتفظا بمصداقيته.
وآمن بأن الجائزة الكبرى للكاتب هي استقلاله عن أي سلطة وانحيازه للقيمة الجمالية والأخلاقية ووصول رسالته إلى جمهور لا يعرفه شخصيًا، وأن الكتابة لا بد أن تفصل الكاتب عن توجهاته السياسية ليكون حرًا.
واستعرض القرن العشرين من خلال أبرز رموزه في مصر هم عبد الناصر وأم كلثوم وسعد زغلول، فقال إنه «مفتون بأم كلثوم» وإنه يعنى بما تبقى من آثار تركها الرمز التاريخي.
وكتب عبد الرحمن سيناريو فيلم «ناصر 56» الذي عرض عام 1996 ويتناول مقدمات تأميم عبد الناصر لشركة قناة السويس في 26 يوليو 1956 وما ترتب عليه من نتائج سياسية وعسكرية أبرزها العدوان الثلاثي (البريطاني - الفرنسي - الإسرائيلي) على مصر والذي انتهى بتتويج عبد الناصر بطلا في بلاده، ورمزًا للاستقلال في كثير من دول العالم الثالث الساعية للتحرر من الاستعمار الأوروبي.
وكان يرى فى حقبة الإخوان أن الجماعة المحظورة ليست قادرة على فعل أيّ شيء، وقال إن الإخوان كانوا يعتمدون على أن الدولة ستنهار، وأن لهم أنصارًا في الخارج يضغطون وهذه حسابات خاطئة لأنهم لا يعنيهم من سيموت أو من سيعيش.
كما كان يرى أن ثورة 25 يناير 2011 و ثورة 30 يونيو 2013 لم تحققا ما يطمح إليه المواطن، مؤكدًا أن الثورات تحتاج إلى وقت طويل لتحقق أهدافها، وهو يؤمن بأن الفساد مازال العائق الأكبر أمام تحقيق أحلام الشعب.