تشكو بعض الأمهات من رفض طفلها للمشاركة في كل تجمع عائلي، فضلاً عن فقدان قدرته على تكوين صداقات.. فهو دائماً بمفرده، الأمر الذي يجعلها تتساءل عن أسباب هذا الانسحاب، وهل طفلها لديه طبيعة انطوائية، أم يخشى المجتمع ولديه قلق اجتماعي؟!،
توضح الدكتورة سوسن فايد أستاذ علم النفس الاجتماعي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، الفرق بين الانطوائية والقلق الاجتماعي في تصريح خاص لبوابة «دار الهلال»، أن الطفل الانطوائي يحب الهدوء ولا يمثل ميله للوحدة أي خطورة على صحته النفسية.. فالانطوائية الطبيعية لدى الطفل لا تعني توحده أو عدم مخالطته للمحيطين حوله، وإنما يندمج هذا الطفل مع القليل من الأشخاص اللذين يحبهم ويثق بهم.
وأضافت أستاذة علم النفس الاجتماعي أن الطفل الذي لديه قلق اجتماعي يتجنب العلاقات الاجتماعية وغيرها من المواقف التي قد تشعره بالحرج، لذلك نجد أن حركته شبه معدومة في الوسط الاجتماعي، وهو طفل خجول ومضطرب في التعامل وغير متفاعل، ودائم الهروب من المواجهات، ولا يمتلك المهارات التي تأهله للتعامل مع الآخرين، ولديه رغبه دائمة في الانسحاب وبناء عالم خاص به بعيدا عن الوسط الاجتماعي، وترجع أسباب إصابة الطفل بالقلق الاجتماعي إلى عدة أمور أهمهما، صدمة انفصال الآباء أو فشل العلاقة الزوجية بين الوالدين، وخاصة في حالة تحميل إحدى الطرفين وغالباً الأم المسئولية للطفل، وتأكيدها الدائم على أنه المسئول في استمرار الزيجة الفاشلة، مما يجعله يشعر بلوم النفس ويهرب من الاجتماعيات ويخشاها، أما السبب الثاني فهو شعور الطفل منذ ولادته بعدم القبول الذاتي لنفسه من الآخرين وعدم تسجيل أي نظرة إيجابية أو بصمة لديهم، مما يخلق لديه قلق اجتماعي يصاحبه طوال العمر.
وعلى الأم أن تهتم لتلك الصفات إن لاحظتها على طفلها، لأن في حالة ترك الحالة دون علاج، سيؤدي ذلك لنمو طفل خجولاً غير قادر على المواجهة والاختلاط حتى في الكبر، وعليها أن تقوم بالاتي:
- محاولة بناء مهارات اجتماعية، وإدخال الطفل في برامج جماعية، وتحفيزه على الحديث أمام الآخرين.
- إتاحة الفرصة له للتعبير عما يدور في خاطره، والقدرة على التعبير عن ما يشعر به من فرح أو غضب أمام الآخرين.
- عدم تهميش الطفل أو تجريحه ونقده خاصة أمام الغرباء، حتى لا تهتز ثقته بنفسه ويلجأ للهروب من المجتمع، وعدم السخرية من حالته أبداً، لأن هذا يؤدي إلى زيادة في حدة الرهاب والقلق الاجتماعي.
- على الوالدين تفهم حالته وإعطائه جرعات كبيرة من الحب والحنان عن طريق الضم والاحتكاك الإيجابي واللغة.