أكد عدد من الخبراء الألمان، في مقابلة مع صحيفة /دير تاشبيجل/، أن كل قتال سينتهي عاجلا أم آجلا حول طاولة المفاوضات، والأمر نفسه ينطبق على الأزمة الأوكرانية.
وتبادل الخبراء توقعاتهم حول كيفية تطور الأزمة بشكل أكبر، وكذلك متى وبأي شكل ستتم التسوية السلمية للنزاع.
وطرحت الصحيفة سؤالين حول اعتقادات الخبراء، جاءت على النحو التالي، "بأي شكل يمكن أن يحدث ذلك ومتى؟"، وأجاب ثلاثة خبراء الإجابة ذاتها عن هذه الأسئلة.
من جانبه يعتقد رئيس المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية مارك ليونارد، أن الصراع المجمد لن يسمح بالسيادة الكاملة لأوكرانيا، لذلك من الضروري البحث عن وسطاء يمكنهم جلب الأطراف المتحاربة إلى طاولة المفاوضات.
وأضاف ليونارد، "أن العديد من الأشخاص مناسبون لهذا الدور، من الصين إلى البرازيل ومن تركيا إلى فرنسا، لكن يجب أن تناسب كل من موسكو وكييف، وكذلك أهم حلفاء أوكرانيا، لكن المشاركين في الصراع لا يثقون بجميع المرشحين".
وبالإضافة إلى ذلك، لا يزال القتال في مرحلة اقتنعت فيها روسيا وأوكرانيا بأن بإمكانهما تحقيق المزيد بالمعدات العسكرية، وليس وراء طاولة المفاوضات، وسيستمر هذا إلى أن يغير أحد الطرفين أو كلاهما رأيه على الأقل بشأن هذه المسألة، وإلا فالمفاوضات مستحيلة.
وأشار الخبير، إلى أنه حتى الآن، يتعامل الكرملين مع الصعوبات العسكرية من خلال تصعيد الموقف، في المقابل، كييف ليست مستعدة لتقديم تنازلات إقليمية.
وبحسب رأي الخبيرة من المؤسسة الألمانية للعلوم والسياسات سابينا فيشر، فإن جميع الدول يمكنها المساهمة في إيجاد حل تفاوضي، ووفقا لها، كجزء من عملية قبول أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي، يمكن للدول الأعضاء في الاتحاد مساعدتها على التعافي، وكذلك الشفاء.
وقالت فيشر، يمكن للحلفاء عبر الأطلسي أن يساعدوا أيضا، من الضروري أيضا إعطاء ضمانات أمنية لكييف وجميع الدول الأخرى التي تخشى روسيا.
وأضافت ، في الوقت نفسه، من الضروري استئناف نظام الحد من التسلح على المستوى الدولي وفي إطار المشروع الأمني الأوروبي، ويمكن للأمم المتحدة أن تلعب دورا مهما من خلال أن تصبح منبرا ووسيطا، على سبيل المثال، إنشاء وحدة دولية لحفظ السلام في أوكرانيا.
وأشارت فيشر، إلى أن الصين والبرازيل وجنوب إفريقيا والهند ودول أخرى، يمكن أن تساعد في كبح "السياسة العدوانية" لروسيا، لكن في الوقت الحالي، لا يمكن مناقشة كل هذا إلا ضمن شروط، لأن اللحظة المناسبة للمفاوضات لم تأت بعد.
وقالت ، إنه لا يمكن لأوكرانيا قبول الوضع الراهن، وإلا فإنها ستعرض وجودها للخطر، ولا تظهر روسيا، أو بالأحرى رئيس الكرملين فلاديمير بوتين، استعداده للبحث عن حل تفاوضي، على العكس من ذلك، ستستخدم موسكو كل الوسائل لتحقيق أهدافها، أي "تدمير أوكرانيا المستقلة".
ومن وجه نظر مالتى ليمينج الصحفي في صحيفة /دير تاجشبيجل/ ، فإن الانتقال من الحل العسكري إلى الحل الدبلوماسي ممكن فقط إذا لم يعد الجانبان يأملان في تحقيق مكاسب إقليمية، مشيرا إلى أن المفاوضات هي نتيجة الاستنزاف، ومع ذلك، توجد بالفعل في هذه المرحلة بعض الاتفاقات المحدودة، على سبيل المثال، بشأن تبادل أسرى الحرب، وإنشاء ممرات إنسانية، وكذلك توريد الحبوب والأسمدة عبر البحر الأسود.
وأشار ليمينج، إلى الدور الذي أظهره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وكذلك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، كوسطاء في هذه الأمور، مؤكدا أنه كلما قل عدد المشاركين في المفاوضات المستقبلية، زادت فرص نجاحها.
وقال :"سيكون من الأفضل عقد قمة بين فلاديمير بوتين وجو بايدن بمشاركة وثيقة من أوكرانيا".
وكان الرئيس الامريكى قد أشار مرارا إلى أنه مستعد للمفاوضات على أعلى مستوى، النتائج ليست مضمونة حقا، ومثل هذه القمة يمكن أن تفشل بسهولة، لكن الأمر يستحق العناء.