الخميس 27 يونيو 2024

"الحلم الأوروبي" لأوكرانيا ما زال بعيدًا

أوكرانيا

عرب وعالم4-2-2023 | 13:30

دار الهلال

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مقالا حول القمة الأوروبية في كييف جاء فيه أنه بالرغم من التضامن الذي أظهره قادة الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا، أمس، وتعهدهم بتقديم المزيد من المساعدات العسكرية والمالية، إلا أن النقاش حول عضوية كييف للتكتل لم يكن مريحًا بالنسبة للرئيس، فولوديمير زيلينسكي.

وكان قادة الاتحاد الأوروبي قد التقوا في العاصمة الأوكرانية كييف بزيلينسكي وقدموا "دعما رمزيًا" لأوكرانيا التي مزقها الصراع العسكري مع روسيا، لكنهم لم يمنحوه جائزة كبرى يتوق إليها؛ أي تسريع عضوية بلاده في التكتل.

وأشارت الصحيفة إلى أن القمة تأتي في الوقت الذي تفرض فيه القوات الروسية خناقًا مشددًا على مدينة باخموت الشرقية، التي أعلن زيلينسكي أنه لن يتخلى عنها كما طالبته واشنطن الأمر الذي أثار مخاوف الحاضرين بشأن استنزاف القوات الأوكرانية "بلا داع".

وقالت إن قادة الاتحاد الأوروبي ظلوا في موقف حذر بشأن تسريع عملية انضمام أوكرانيا للتكتل، وذلك بسبب الكشف الأخير عن الفساد الذي طال الطبقة السياسية في كييف ومؤسساتها الديمقراطية في زمن الحرب.

وأضافت أن أوكرانيا لم تكن جديرة بالثقة قبل الحرب للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، لكن العملية العسكرية الروسية دفعت التكتل إلى ترشيح كييف رسميًا، وأوضحت أن الانتقال من هذه الخطوة إلى العضوية الرسمية قد يستغرق سنوات عديدة.

ورأت أن القمة الأوروبية كشفت عن عملية التوازن التي ينشدها الاتحاد الأوروبي، حيث يريد القادة تطهير البلاد من الفساد، ودفع أوكرانيا نحو معايير بروكسل لمكافحة الفساد وضمان الديمقراطية الليبرالية، دون تقديم وعود ملموسة بشأن العضوية.

ووفقًا لتقرير الصحيفة، كانت مشكلة الفساد في أوكرانيا، على وجه الخصوص، مصدر قلق للقادة، حيث أجرت الحكومة الأوكرانية، الأسبوع الماضي، سلسلة من المداهمات لمكافحة الفساد، استهدف بعضها شخصيات قوية متحالفة مع زيلينسكي، حيث أرادت كييف التقرب من بروكسل من خلال أخذ القضية على محمل الجد.

وذكر أن زيلينسكي وإدارته يأملان في أن يؤدي الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي لفتح الطريق أمام المزيد من المساعدات وكذلك التجارة الحرة لإعادة بناء البلاد، وتوفير ما يشبه الدرع ضد روسيا، لكن العضوية تتطلب تلبية معايير التكتل لإصلاح الاقتصاد، وكبح الفساد والدين العام، وضمان انتخابات تنافسية ونزيهة، والحفاظ على استقلالية المحاكم ووسائل الإعلام، فضلًا عن تغيير القوانين واللوائح.

وبحسب الصحيفة، فإن قادة الاتحاد الأوروبي لم يتطرقوا أيضًا لتسريع عملية انضمام أوكرانيا بسبب مخاوفهم من تصعيد التوترات مع روسيا بشكل أكبر، حيث لا تزال موسكو تسيطر على مساحات شاسعة من شرق وجنوب أوكرانيا، وتضخ موارد هائلة لـ"هجوم كبير" متجدد للسيطرة على منطقة دونباس الشرقية.