بقلم: نورا أنور
إعلان الفنان الكبير يوسف شعبان والفنان محمود الجندي اعتزالهما الفن اعتراضا علي الحالة المتردية التي وصل إليها سوق الانتاج الدرامي في مصر وعدم احترام وتقدير قيمة ومكانة الفنانين القدامي أصحاب التاريخ الطويل والذين أفنوا أعمارهم في الفن ولم يحققوا سوي مكانة فنية تليق بهم ، طرحت علي السطح السؤال الصعب .. متي يعتزل الفنان ويترك الساحة وهل هناك سن محددة للاعتزال ؟ ! الاجابة بالتأكيد أنه لا توجد سن محددة ولكن هو الوحيد صاحب القرار متي يقرر أن يعتزل !! لأن الفن ليس وظيفة ولكن هناك شروطاً للاستمرار أي فنان هو أن يحافظ علي لياقته وقدرته علي العطاء لأن له جمهوره الذي يريده فعليه الحفاظ علي شروط الاستمرار مع تطور نفسه في كل مرحلة حياته فلا يعقل أن يقدم فنان تجاوز مثلا الستين من عمره دور الرجل التي تقع في غرامه الفتيات والسيدات أو يظل فنان يصر علي العمل وهو لا يستطيع ان يتحكم في حركة يده أو مخارج ألفاظه .. وعلي الفنان الذي لا يجد في نفسه القدرة علي التطور والتنوع في الاداء يمكن أن يتخذ قرار الاعتزال حفاظا علي تاريخه الفني ، إن الفنان عندما يشعر بعدم قدرته علي العطاء لابد أن يتخذ القرار بشجاعة والفنان الحقيقي لا يجد أي عيب عندما يعلن أمام الجميع أنه اعتزل الفن دون ان يبحث عن شماعة لعدم قدرته علي الاستمرار حتي تظل صورته أمام جمهوره كما شاهده في الاعمال المتميزة التي قدمها أما اذا " كابر " الفنان وقرر الاستمرار دون أن يكون لديه القدرة علي الابداع والتوهج وقدم أعمالا دون المستوي فتلك الاعمال ستأخذ من تاريخه الفني وتكون ضده .. فمن من الفنانين علي الساحة حاليا يمتلك الشجاعة لإعلان اعتزاله الفن ؟!