الجمعة 3 مايو 2024

من يحمي خصوصيتنا الإلكترونية؟!

مقالات8-2-2023 | 03:14

هذا هو زمن المشاعر الالكترونية،.. الحب يبدأ بضغطة إعجاب والفراق لابد وحتماً أن يصاحبه حظر أو بلغة التكنولوجيا "بلوك"،.. وليت الأمر توقف عند هذا الحد، بل أصاب الأسرة في مقتل.. فهناك عدد ليس بقليل من الرجال تورطوا في خيانات إلكترونية وربما جسدية جراء تطبيقات دردشات التعارف ألا أخلاقية.. وفي المقابل نجد كثير من النساء يصرخن ليل نهار على المجموعات النسائية "الفيسبوكية" جراء طعنة غدر من زوج كان لهن الحلم والهدف، ولو سألت أحدهما ماذا فعل هو أو هي ، لإنقاذ حياتهما من الدمار، تحايل وقدم عريضة طويلة تتضمن كافة الدفوع والتبريرات، التي تؤكد إدانة الطرف الأخر ، وكأن حصوله على شهادة "فيسبوكية" بأنه الطرف المغلوب على أمره هو أقصى غايته لتحقيق ذاته!.. وبين هذا وتلك، نجد كم من الصغار اللذين كبروا قبل الأوان، وعرفوا ما لا يتناسب مع مرحلتهم العمرية جراء تغاضي أب وأم عن ساعات طوال يقضونها أمام الشاشة العنكبوتية..

أقول هذا الكلام، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للانترنت الأمن،  والذي يهدف إلى رفع الوعي لاستخدام الشباب والأطفال لوسائل التكنولوجيا وحماية خصوصيتهم ، فضلاً عن تعلم كيفية مواجهة التحديات الحالية كالتنمر، والتعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي والهوية الرقمية ..

والحقيقة يا سادة، أن كل هذا رائع وهام لكن الأهم منه هو أن نتعلم نحن نساء ورجال كيفية حماية بيوتنا من الخراب الالكتروني.. أن نحافظ على تفاصيل وهوامش حياتنا، ونعي جيداً أن أوجاعنا الشخصية مكانها جدران المنزل وليس صفحة "فيسبوكية" نسرد من خلالها حكاوينا اليومية، وننشر صورنا أمام كل من "هب ودب" من المتابعين لأحوالنا.. أن نتعامل مع هذا الانترنت، كمصدر تكنولوجي يساعدنا على سرعة الوصول لمعلومة تفيدنا، وليس وسيلة هروب من زواج بائس أو وحدة لا تطاق.. ألا ننتهز فرصة سكوت أطفالنا أمام  شاشات الهواتف الذكية لنلتقط أنفسنا من "الزن"، وبدلاً من الاستماع إليهم واكتشاف ميولهم المكبوتة سواء كانت رياضية، فنية ، أو ثقافية، وأثقالها بما يضمن سلامتهم النفسية والعضوية، نتركهم للألعاب  والتحديات الالكترونية الخطرة، وحين يحدث ما يغتال طفولتهم نسب ونلعن كل ما هو إلكتروني بينما نحن من يأخذ مساوئه وفقط!..

تعالوا معاً نحتفل باليوم الأمن للانترنت، بوضع هذا الجهاز الالكترونية في مكانه الصحيح، ونكف عن إضاعة أيام وليالي من أعمارنا أمام شاشة لا تتعدي السنتيمترات.. ليتنا نقنن ساعات وأهداف استخدامنا له.. نضبط هواتفنا المحمولة على وضعية الصامت طوال الليل، ونعيد أواصر التواصل بين كل أفراد الأسرة.. وقتها،.. لن نكون بحاجة لمن يحمي خصوصية حسابتنا الإلكترونية..

 

 

Dr.Randa
Dr.Radwa