الأحد 5 مايو 2024

موقع مصر الجغرافى .. وعبقرية الاستثمار


موقع مصر الجغرافى .. وعبقرية الاستثمار

مقالات9-2-2023 | 01:58

بقلم :عبدالرازق توفيق

الأفكار الخلاقة وعبقرية استثمار كافة المقومات والموارد المصرية.. سر نجاح تجربة البناء والتنمية الملهمة على مدار 8 سنوات.. تعانقت خلالها كافة الرؤى غير التقليدية.. من خلال حسن استغلال وتوظيف موقع مصر الجغرافى الفريد.. والاستثمار فى بناء علاقات وشراكات شاملة مع الدول الكبرى والمتقدمة.. لجذب الاستثمارات واستغلال الفرص الهائلة التى وفرتها تجربة البناء والتنمية.

الاستثمار فى موقع مصر الجغرافى الذى يجمع بين العبقرية والمكانة والخصوصية.. هو عمل خلاق يرتكز على ثمار تجربة ملهمة للبناء والتنمية.. حققت نتائج فاقت التوقعات وعلاقات وشراكات دولية قوية.. وانفتاح كبير على العالم وتواصل وترويج يمزج بين خصوصية الموقع وتعدد الفرص وتوفير مقومات النجاح.

الاستثمار فى الموقع الجغرافى الفريد.. هو استثمار لم تعرفه مصر سوى فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى.. حقق الكثير من النجاحات والإنجازات لمصر.

فكر خلاق وغير مسبوق.. امتزج بالاستثمار فى علاقات دولية..

وفرص غزيرة مهيأة.. بعد نجاح أكبر تجربة بناء وتنمية فى تاريخ مصر

موقع مصر الجغرافى .. وعبقرية الاستثمار

ربما يعرف الكثيرون منا الاستثمار التقليدى الذى يتعلق بالاقتصاد وإقامة المشروعات الصناعية والتجارية واستغلال الفرص المتاحة سواء على مستوى رجال الأعمال فى الداخل.. أو كبار المستثمرين والشركات على المستوى الدولى.. لكن هناك استثماراً من نوع آخر ومختلف وفريد سواء فى استغلال ما لدى الدولة من موارد وثروات طبيعية ليس هذا فحسب ولكن تحويلها إلى قيمة مضافة تحقق عوائد مضاعفة لصالح الاقتصاد الوطنى.

الاستثمار الذى أقصده ولم يسبق الرئيس عبدالفتاح السيسى إليه أى رئيس مصرى سابق هو استثمار عبقرى.. وقراءة فريدة فى خصوصية الدولة المصرية.. وأعنى هنا الموقع الجغرافى الإستراتيجى الفريد لمصر.. ووصفها بأنها قلب العالم والطريق المهم لمختلف قارات العالم.. والأسواق المهمة التى يتطلع العالم للوصول إليها بالإضافة إلى كون مصر تطل على أهم بحرين هما الأبيض المتوسط والأحمر بالإضافة إلى امتلاك مصر لأهم شريان ملاحى فى العالم.. من خلال قناة السويس التى كانت ومازالت وستظل الأهم فى العالم.

الحقيقة ان الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يقود أكبر ملحمة بناء وتنمية فى تاريخ مصر وأيضاً صياغة رؤية شاملة لوضع مصر على خريطة التقدم.. ويقيناً ان سر أسرار نجاح التجربة المصرية سواء فى الخروج من الأزمة والمعاناة العميقة التى عاشتها مصر على مدار 50 عاماً أو تجاوز محدودية القدرات والامكانيات.. ناهيك عن انهيار الوضع الاقتصادى قبل وصول الرئيس السيسى للحكم يكمن فى عدم الاعتداد بالأفكار التقليدية ولكن الاعتماد على الأفكار والحلول والبدائل الخلاقة التى نطلق عليها (خارج الصندوق) وتجلى ذلك فى العديد من مشاهد ملحمة التنمية والبناء التى تشهدها مصر سواء فى المدن الجديدة فى تدبيرها ميزانيات بنائها.. أو اختيار مواقعها.. أن مكوناتها وأنشطتها.. وأهدافها أو تطوير البنية التحتية كأحد أهم مقومات النهوض الاقتصادى وجذب الاستثمارات.. والتوسع العمرانى والزراعى والصناعى.. وربط المدن والتوسعات العمرانية الجديدة بالقديمة.. وسهولة الوصول إليها سواء للأفراد أو حركة التجارة أو البضائع وربطها بالموانئ والمطارات المصرية.. لتصبح الحياة بكافة أشكالها أكثر سهولة ويسراً وسرعة وجدوى اقتصادية.

لكن ما أود الحديث عنه هو نوع عبقرى وشديد الخصوصية من الاستثمار.. يرتبط برؤية وفكر خلاق.. وهو الاستثمار الأمثل فى استغلال موقع مصر الجغرافى الفريد.. والعمل ان يكون قيمة إضافية ذكية لزيادة الفرص الثمينة للاستثمار التقليدى سواء المحلى أو الأجنبى وهى رؤية اعتبرها أحد الحلول الخلاقة لتجاوز محدودية الموارد والامكانيات.. فهذا الموقع الإستراتيجى الفريد الذى تحدثت عن مقوماته فى السطور السابقة مع وجود أكبر عملية بناء وتنمية وغزارة الفرص الاقتصادية يشكل حجر الزاوية فى عملية التقدم المنشودة للدولة المصرية.

الحقيقة ان رؤية الرئيس السيسى واضحة للعيان فى توظيف واستغلال واستثمار موقع مصر الجغرافى الفريد.. وكونه قلب العالم.. أهم حلقة لمرور جزء كبير من حركة التجارة العالمية.. بالإضافة إلى الامتيازات والفرص التى يخلقها وقوع مصر على البحرين الأبيض المتوسط والأحمر وبدا ذلك فى الكثير من المشروعات القومية العملاقة التى تهدف فى الأساس إلى بناء دولة حديثة وعصرية تدرك أولاً قيمة موقعها الجغرافى وتعمل على حسن استغلاله واستثماره بطريقة عصرية واستثمارية واقتصادية خلاقة.

لم يكن حفر قناة السويس الجديدة إلا تجسيداً للفكر الخلاق فى استغلال موارد وموقع مصر الجغرافى الفريد.. وما تمثله قناة السويس كأهم شريان ملاحى فى العالم.. لذلك كان حفر قناة السويس الجديدة عملاً عبقرياً خلاقاً.. عظم من قيمة وأهمية ومكانة القناة على مستوى العالم.. وما يعزز ما أقوله هو وصول عوائد وإيرادات قناة السويس إلى 8 مليارات دولار وفى القريب سيصل الرقم غير المسبوق لـ10 و12 مليار دولار بالإضافة إلى ما تشهده القناة من تطوير وتحديث وتوسعة وتعميق خاصة فى القطاع الجنوبى بالإضافة إلى عملية التطوير الشاملة والمشروعات العملاقة التى تتبناها هيئة قناة السويس فى مجالات مختلفة مثل بناء السفن ومشروعات الهيدروجين الأخضر إلى جانب باقى المشروعات التنموية المختلفة ليس هذا فحسب.. ولكن موقع قناة السويس وأهميتها الفريدة خلقت أهمية وجود المنطقة الاقتصادية لقناة السويس والتى تمتلك فرصاً غير مسبوقة ومتنوعة للاستثمار الناجح والذى يضمن سهولة وسرعة الوصول إلى مختلف الأسواق المستهدفة خاصة الأسواق العربية والأفريقية.. وأصبحت قناة السويس شرياناً مهماً يضخ موارد للاقتصاد المصرى.. وتمثل قيمة مضافة لجذب الاستثمارات الأجنبية.

قبل مغادرة قناة السويس كمشروع إستراتيجى يجسد كيفية استثمار الموقع الجغرافى الفريد لمصر هناك أمر ذو صلة بالقناة وهو إقامة أنفاق أسفل القناة تستطيع الربط بين مدن القناة وسيناء وهى قضية أمن قومى وبعد إستراتيجى.. تساهم فىسهولة ويسر الوصول إلى أرض الفيروز.. والتى شهدت نجاحات كبيرة سواء فى تطهيرها من الإرهاب واستعادة كامل الأمن والاستقرار على أراضيها.. أو ما تشهده من ملحمة تنمية غير مسبوقة.. لذلك فالأنفاق هى حلقات الوصل بين سيناء وما تشهده من تنمية واستغلال واستثمار لمواردها وربطها بباقى مدن ومحافظات الجمهورية ومدن القناة.. وقناة السويس وتحقق الأهداف الإستراتيجية للدولة المصرية وفق رؤية شاملة وفريدة تقضى على تحديات الماضى.

موقع مصر الإستراتيجى وهب مصر منحا كثيرة فاستثمار هذا الموقع الفريد لا يقتصر على تطوير قناة السويس ولكن أيضاً الاستغلال والبحث عن ثروات وموارد مصر فى البحرين سواء المتوسط أو الأحمر وهو ما حدث فى عهد الرئيس السيسى بشكل غير مسبوق.. وصنع الفارق للاقتصاد المصرى فى تحقيق الاكتفاء والتصدير للخارج خاصة الغاز والدليل على ذلك فى شرق المتوسط متمثلاً فى اكتشاف حقل ظهر.. والذى أوصل مصر للاكتفاء والتصدير للخارج بعوائد وصلت إلى 8.4 مليار دولار.. والأهم ماذا لو لم يكن حقل ظهر؟.. من أين هذه المبالغ والأرقام الطائلة من أجل استيراد احتياجاتنا من الخارج من الغاز فى ظل توقيت الأزمة والحرب الروسية- الأوكرانية وتداعياتها على العالم وهو ما يجسد عبقرية الرؤية التى تبناها الرئيس السيسى بالإضافة إلى وجود إرادة مصرية لاستثمار هذا المجال فى المزيد من الاكتشافات الجديدة فى هذا الإطار وهو ما تحقق بالفعل سواء فى حقل نرجس- 2 أو شرق دمنهور وهناك جهود كبيرة فى البحر الأحمر توصف بأنها واعدة فى ظل إقبال الشركات العالمية للتعاون مع مصر.

استغلال واستثمار الموقع الإستراتيجى الفريد لمصر ليس فقط فى قناة السويس أو المنطقة الاقتصادية للقناة أو البحث والاكتشاف لحقول غاز وطاقة ولكن أيضاً هناك رؤى أخرى جعلت مصر مركزاً إقليمياً ودولياً لتجارة الطاقة بكافة أنواعها.. وأيضاً مركزاً مهما للوجستيات وأحد المحاور والمراكز المهمة للتجارة العالمية.. لذلك فإن تحويل الموقع الجغرافى الإستراتيجى الفريد لمصر لطاقة وقيمة اقتصادية وترجمة ذلك بالأرقام والمشروعات والاهتمام هو إنجاز عظيم وغير مسبوق يحسب للرئيس السيسى.

لم يكن أيضاً تطوير الموانئ المصرية ذات الأهمية الإستراتيجية العالمية إلا ترجمة لرؤية الرئيس السيسى فى كيفية استثمار موقع مصر الجغرافى.. فلا شك ان وجود مصر على البحرين الأبيض المتوسط والأحمر يمنحها فرصاً ومميزات فريدة.. لذلك جاءت الرؤية بتطوير وتحديث الموانئ المصرية وتحويلها إلى عالمية وعصرية وبامكانيات هائلة.. لتكون رقماً مهماً فى مجال التجارة العالمية.. بما يعود على الاقتصاد المصرى بعوائد كبيرة.. فالاستثمار فى الموانئ الحيوية للدول هو أمر يواكب العصر.. ويستجيب لأهداف التقدم والازدهار الاقتصادى.

ظلت مسألة استغلال واستثمار ثروات مصر التعدينية أمراً راكداً وجامداً على مدار عقود.. ولكن لأن الرئيس السيسى يمتلك الرؤية والإرادة.. تولى الدولة المصرية أهمية وأولوية كبيرة للاستفادة من ثرواتها وتعظيم القيمة المضافة منها لذلك خرجت مشروعات ومصانع الرمال السوداء للنور فى عهد الرئيس السيسى.. ومازالت الدولة المصرية تعمل على استثمار مواردها الطبيعية وموقعها الجغرافى الفريد.. وهذا التوجه لا ينفصل عن المشروعات الزراعية العملاقة فى توشكى وشرق العوينات وأيضاً فى الدلتا الجديدة وكيفية الربط والبحث العبقرى عن موارد وقيمة زراعية مضافة من خلال التوسع فى استغلال المساحات المناسبة للزراعة وتوفير الموارد المائية وحسن استغلالها.

مناطق جديدة.. ومساحات فريدة لبناء فكرى خلاق لتأسيس دولة حديثة قوية وقادرة تدرك ان لديها موقعاً جغرافياً إستراتيجياً فريداً وشديد الخصوصية تستثمره بشكل يحقق أهداف الدولة فى التقدم والازدهار الاقتصادى.. لذلك أجدنى متوقفاً أمام أمر شديد الصلة باستثمار الموقع الجغرافى الفريد لمصر.. وهو الاستثمار فى العلاقات الدولية.. فمصر نجحت على مدار 8 سنوات فى بناء شبكة علاقات دولية تقوم على الاحترام المتبادل.. والمصالح المشتركة بل والشراكات الإستراتيجية الشاملة مع الدول الكبرى وترتكز على مبادئ وثوابت شريفة وتحظى مصر بثقة دولية وإقليمية لتبنيها أهمية ترسيخ السلام والأمن والاستقرار وتغليب لغة الحوار فى إطار من الاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول.. وبناء علاقات اقتصادية شاملة والعمل على زيادة التعاون والتبادل التجارى وجذب الاستثمارات بما يتناسب مع قوة العلاقات السياسية والتاريخية مع دول العالم.. وهذا التوازن والحكمة فى إدارة وبناء العلاقات الدولية واضح للجميع.. لذلك ترى مصر على علاقات قوية وإستراتيجية مع الولايات المتحدة وأوروبا وفى نفس الوقت مع الصين وروسيا والهند وفى مختلف قارات العالم والاتجاه فى كافة الاتجاهات والدوائر الدولية بالإضافة إلى علاقات قوية وراسخة وتاريخية ومتجذرة مع الأشقاء العرب.. وأيضاً عودة مصر وبقوة للقارة الأفريقية.

هذا الذكاء والحكمة والتوازن فى إدارة وبناء شبكة علاقات دولية يرتبط بشكل كبير بخصوصية الموقع الجغرافى الإستراتيجى لمصر.. وهذا المعنى تستطيع أن ترصده وتقرأه فى حديث الرئيس السيسى خلال زياراته لدول العالم.. خاصة الكبرى والمتقدمة منها واجتماعاته بكبار رجال المال والأعمال والشركات الكبرى لعرض الفرص المصرية الثمينة فى مجال الاستثمار.. والتى تمتلك كافة المقومات وربطها بموقع مصر الجغرافى الإستراتيجى الفريد.. والقدرة والمزايا للوصول إلى الأسواق العربية والأفريقية بسهولة وبسرعة ويسر.. والاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة والتفضيلية التى وقعتها مصر مع شقيقاتها من الدول العربية والأفريقية.. وتبرز فى قلب هذه الأهمية لموقع مصر الجغرافى الفريد.. المنطقة الاقتصادية لقناة السويس والامتيازات التى تحققها الاستثمارات فيها خاصة سرعة الوصول إلى الأسواق العربية والأفريقية وتوفير كافة مقومات الاستثمار الناجح من بنية تشريعية وطاقة وبنية تحتية وموانئ ومطارات وشبكة طرق عصرية.

لا شك ان استثمار موقع مصر الجغرافى الفريد.. هو عمل خلاق.. وربطه بالاستثمار فى العلاقات والشراكات الإستراتيجية الدولية هو فكر مبدع يرتكز على واقع حقيقى من النجاحات والفرص التى جاءت من ثمار أكبر عملية بناء وتنمية فى تاريخ مصر هيأت أفضل السبل والمقومات لجذب الاستثمارات.. لذلك فإن موقع مصر الجغرافى الفريد يعد قيمة مضافة وامتيازاً وفرصة هائلة للمستثمرين والشركات جرى التعامل معها بذكاء وبناء حقيقى.. وترويج وتسويق فاعل وذو أثر كبير.. فربط هذا الموقع الفريد بالفرص الغزيرة والمتنوعة يحقق لمصر أهدافها فى جذب الاستثمارات الحقيقية التى تؤدى إلى قوة الاقتصاد وتوفير فرص العمل.