السبت 18 مايو 2024

واغلقت بوابة حكاء التاريخ ..وداعا محفوظ عبد الرحمن

20-8-2017 | 21:53

حالة فريدة من الفن الراقي..وبصمة لن تتكرر في تاريخ الكتابة الروائية الدرامية بشكل خاص تلك التي أحدثها الكاتب الراحل الكبير محفوظ عبدالرحمن مؤرخ الدراما المصرية  الذي وافته المنية أمس السبت عن عمر يناهز 77 عاما بعد رحلة من العطاء والأعمال التي ستظل حاضرة وحافظة لتاريخه الذي تربت عليه أجيال وعاصرته أجيال آخر ي وتعرفت علي  التاريخ جيدا بفضل كتاباته الأبداعية التي تحولت الي مسلسلات وأفلام أرخت لفترات تاريخية هامة في عمر المجتمع المصري وكان أشهرها بوابة الحلواني،  وأم كلثوم وناصر 56 وليلة سقوط بغداد  وحليم والقادسية ،وغيرها من عشرات الأعمال التي تخطت36 عملا بين الدراما والسينما والمسرح الذي قدم من خلاله أعمال ثرية  منها : "حفلة على الخازوق، غريب لبنت السلطان، الحامي والحرامي، كوكب الفيران، السندباد البحري، الفخ، الدفاع، محاكمة السيد م، احذروا، وغيرهم.

بدأ "عبد الرحمن "مشواره الابداعي في مجال الصحافة،  فبعد ان أتم دراسته الجامعية عمل  في مؤسسة دار الهلال، واستقال من العمل بها عام 1963، ليعمل بعد ذلك في العديد من الصحف والمجلات المصرية ذلك الي جانب عمله بوزارة الثقافة، وفي عام 1974 سافر الي الكويت بصحبة رفيقة دربة الفنانة الكبيرة سميرة عبد العزيز وعمل في تليفزيون الكويت ، وقدم مجموعة من أجمل أعماله، لكنه قدم استقالته وعاد إلى مصر في عام 1978، وفي عام .1982".

والذي قد لايعرفه الكثيرون ان القصة القصيرة كانت من أولى اهتمامات عبد الرحمن، حيث كتب أولى مجموعاته القصصية في عام 1967، وكانت بعنوان "البحث عن المجهول"، وثاني مجموعة قصصية كانت بعنوان " أربعة فصول شتاء" وتم إصدارها في عام 1984، أما روايته الأولى كانت بعنوان "اليوم الثامن" ونُشرت في عام 1972 بمجلة "الإذاعة والتليفزيون"، وثاني وآخر رواياته كانت بعنوان "نداء المعصومة" والتي نُشرت عام 2000 بجريدة "الجمهورية".

وصف محفوظ عبد الرحمن بحكاء التاريخ وهو وصف أكده عبد الحكيم عبد الناصر نجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وذلك لتناوله فيلم” ناصر 56 “بكثير من الحيادية وقليل من المغالطات  التاريخية في فترة هامة ومصيرية  في تاريخ مصر و التي اعتبرها محفوظ عبد الرحمن نفسه  أهم وأخطر فترات قيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لمصر قبل وبعد تأميم قناة، كما يأتي مسلسل "بوابة الحلواني" 1992 كأحد أهم الأعمال التي سلطت الضوء علي الحياة المصرية السياسية والأجتماعية في الفترات الملكية التي عاصرتها مصر وكان حول حكامها جدلا كبيرا فجاء "محفوظ" ليكشف عن حقائق كانت غائبة خاصة في فترة حكم الخديوي أسماعيل  ،والصراعات التي كانت قائمة في تلك الفترة .

لم يكن محفوظ عبد الرحمن حكاءا للتاريخ فقط لكنه أرخ للفن من خلال سيرة ذاتية لاساطير الفن مثل ام كلثوم الذي أبدع عملا دراميا بنفس الأسم”أم كلثوم”  وقدم من خلاله قصة رائعة حول صعود كوكب الشرق تضافرت فيها أحداث سياسية وأجتماعية لاينسجها سوي محترفا للكتابة عن التاريخ مثل الكاتب الراحل الذي أنجز فيلما مهما عن العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ بعنوان "حليم" وهو الفيلم الذي وأن لم يلق نجاحا جماهيريا لكنه وثق لشخصية جماهيرية محبوبة مثل عبد الحليم كشف فيها عن رحلة معاناته مع المرض والتي كان يتشكك البعض فيها .

    الاكثر قراءة