الجمعة 27 سبتمبر 2024

ومضات من عشق فات


ماهر حسن

مقالات9-2-2023 | 17:36

شعر: ماهر حسن

(1)

نبوءتي ووردتي التي 

قد أثقلتها قبلة الضياء والنّدي

باحت بعطر سرّها

للقادم الغريب 

لا أبتغي

سوى الورود فوق شاهد الرواية 

وأغنيات تعبر المجال 

تعيد فك الطّلّسم 

وتشتهي ثمارك التي كشفتها 

في ذات صبحٍ خائفٍ   

(2)

لماذا الخيول التي سافرت فيك 

لا تحمل الآن غير انهياري

أنا قد أخون القصائد.. حاولت.. لكنّها 

لا تخونك في منحنى الأزمنة 

مساءٌ أخيرٌ سيحتلّني

ثم يجتثّني من مساءٍ كئيب 

سأختم فيه فصول الروايةْ 

بما لا يليق بعاشقةٍ 

بل يليق بمخلصةٍ للخيانةْ 

تخون انشطاراتنا 

يوم ميلادنا 

عادة في مساء التّماهي  

(3)

أنت قافلتي… والمساءُ لنا هودجٌ 

وأنا ملء عصرٍ تدور عليه الدوائر 

ويحكم فيه الحصار 

وأنت حصاري وأنت الصّهيل المسافر فيّ 

وفي دنس الاشتهاء 

أنا ملء عصر تدور عليه الدوائر 

تشرق فيه الخيانات 

تعرّي فؤادي تماما 

وصرت أكابد برد البراكين 

وخَطْوِي على آخر اللحظة الآثمة

أنا لست أغنية فاصلة 

بين عشقٍ وآخر 

إذا صار عصري خئونا

إذا ما اتّكأت على وجع لا يعاف انصهارك فيّ 

أنا ملء زمن تدور عليه الدوائر 

يُحْكَمُ فيه الحصار 

وأنت حصاري 

(4)

لبّيك لبّيك 

يا امرأةً خلعت قشرتها 

وازدانت للغيم 

(5) 

أنتِ.. أنتِ 

وليْسَتْ سواكِ 

عاشقة طهّرتني 

وخائنة أخلصت لي 

ومعضلة أشتهيها    

(6) 

أتأملها 

وهي خارجة من قلبي 

وأراقبها 

وهي تؤجّج صبوتها 

لربيعٍ آخر 

وتعود إليّ 

مشرقةً بخيانتها   

(8)  

هل تأذنين لي 

أن أغادرك 

لأطهّر دمي 

وأعاقب أحزاني 

وأسامح قلبي

علي هرطقة العشق ؟؟   

(9)  

رغم أنّني 

لا أستطيع أن أحُوطَكِ  

لا زلت في جزيرتي 

تتأوهّين   

(10) 

نَصْلٌ يعرف سِكّتهُ  لا ريبْ

اقترحي- ماشئْتِ-  شروطك 

قبل البيع 

المحظوظ هو الباقي 

في محراب الضوء

يتعبّد في أوثان الحبْ    

(11)

عاشقةٌ سحقت فيّ غمامتها 

كي يشربَ كلّ الغرباء 

يتوضّأ عُبّاد العشق  

(12) 

شيءٌ ما يتخلّق فيّ 

وكأنّ امرأة فادحة 

ملء شروطي 

وأنا ملء غوايتها 

لم تولد بعد   

(13) 

لاتهتمّي

لاتغتمّي

فالقلب اغتمّ كثيراً من قبل 

قتلته الحسرة إذ أفضيت لك بالسر 

إني منزوعٌ من نزق الجيل الصابئْ

علقّني عمري فوق شروخ الأوقات 

كي يثقل بي بندول الزّمن المتباطئْ

أو يرتق لي عمراً قرضته الحسرات 

فلتظهر عورة أوجاعي 

لست بعابئْ 

(14) 

يمنحُ وجه امرأةِ العقد الرابع 

للنّافذةِ مساء آخر

يمنح لليل إطارا دريّا 

للقلب ضياءً قدسياً 

وللعطش مواسمه 

في ضحكتها تهتز فروعٌ 

يسقط ثمر

يرتجف التغريد 

تفرّ بلابل 

لتعشّش في القلب 

(15) 

دماؤُكِ المتوقّدةْ 

جنّاتُك التي من تحتها الأنهار 

مولدي مجدداً .. من بهوك المضئ 

واحتراق الرّوح في نيازك الجسد 

وغَيْمُكِ الذي بلا قرار

صدرك الموشوم بالصّبا والعنفوان 

تمثالك الذي على بوابة الحياة

مفتاحك السري للولوج والخروج

واسمك المحفوف بالمديح

والحريق والذهول 

رقصك المحموم 

كل هذا بيننا 

بريق عاشقٍ يقاوم الأفولْ 

مسافة من الورود والنصالْ

واللهيب والجليد 

بدأتها من داخلي 

وعائدا إليّ  

(16) 

مسّتني واندلَعتْ فيّ   

أشْعَلَتِ الوقت 

قالت : ضاق الجسد -كثيراً- 

بحرائقه وحدائقه

فَسَكَتّ 

ناوءني الجسد بجغرافيا وورودٍ

وجحيمٍ وزنازنْ    

(17)

يالها من نارٍ قدسيّةْ

يحجبها ليلٌ أزرقُ شفاف 

من دانتيلّا 

وأنا خلف البوابة أقرأ 

في أورادي 

حين اشتعل بهاءُ حديقتها 

واغْتَسَلَتْ في عينيّ  

(18)

ودّعَتْهُ وكانتْ 

على ضفّة الرّيحِ 

ترسمُ أوصافها للغيابْ 

ودّعَتْهُ وكانت 

على حافة الشّوق 

تَجْلوَ أسرارها للغريبْ 

أنا؟؟؟

كنتُ وحدي

كان الحصارُ يؤلّه عشاقَهُ