الأحد 24 نوفمبر 2024

فن

كامل الشناوي.. ومن الوهم ما قتل!

  • 9-2-2023 | 20:18

كامل الشناوي

طباعة

كان كامل الشناوي يرى أن الحب والعذاب شيء واحد، كما أنه لم يكن يميل إلى الحب السهل الخالي من الآلام والمشكلات، لذلك لم يعرف في حياته إلا قصة حبه للفنانة نجاة الصغيرة

الرسائل التي كتبها الشناوى لنجاة، والشعر الذي نظمه فيها  يقول إنها كانت الوهم الجميل الذي صنعه وصدقه، وأدركت هي الحقيقة فتركته في وهمه ينزف حبه وشعره وألمه

قال عن نجاة: إنَّھا تَحتَلُ قَلبي.. تتصرفُ فيهِ كَما لو كان بيتها تكنسهُ وتمسَحهُ وتعيد ترتيبَ الأثاثِ وتقابلُ فيهِ كُل الناس.. شخص واحد تتهربُ مِنه.. صاحبُ البيتِ

كان كامل الشناوي يحاول بأى طريقة أن يمتلكها وكانت هي تتلاعب به وبمشاعره فتارة تمنحه نظرة وتارة تلغى ميعاد، وهو لا يملك سوى السمع والطاعة

ماذا يفعل القدر في عاشق أضناه الهوى، أي مبررات لا تجدي، وأي تبريرات لا فائدة منها، لقد عشقها رغم كبر سنه، فلو كان بيده ما أحبها، هو يعرف جيدا أن هناك فارقا عمريا كبيرا بينهما، يعرف أنها لا تحبه ومع ذلك قرر أن يكون عاشقا في محرابها، حارسا لقلبها، كاهنا لمعبدها -هي فقط- حتى ولو كانت نتيجة هذا الحب الفشل، يكفيه فقط أن تكون سعيدة، نظرة منها تكفيه، لا يطمع في أكثر من ذلك، يكفي أن يكون بجوارها، يستمتع بتلك النظرة العابرة منها التي لا تحمل أي معنى أو دلالة للإعجاب، رغم كل ما قدمه لها، اعترف هو بنفسه عن تملكها له قائلا:  

«إنَّھا تَحتَلُ قَلبي.. تتصرفُ فيهِ كَما لو كان بيتها تكنسهُ وتمسَحهُ وتعيد ترتيبَ الأثاثِ وتقابلُ فيهِ كُل الناس.. شخص واحد تتهربُ مِنه.. صاحبُ البيتِ»

في لحظة أصابه كيوبيد الحب عندما استمع إلى صوتها فى منزل شقيقه مأمون الشناوي عندما كان يسمعها كلمات إحدى أغانية التي كانت تنوي غنائها، لم يبالى فارق السن بينهم رغم أنها في عمر ابنته فهي فى العشرينيات من عمرها وهو قد تجاوز الخمسينيات، لكنه لم يبالي فقلبه قد خفق لها، وسكنته، وهنا تزول كل الفوارق لا تسأل عن عمر أو فروق طبقية أو غيره، هنا صوت الحب وحدة يتكلم، لا صوت يعلو عليه، كانت نجاة نفسها فى تلك الفترة قد خرجت من تجربة زواج لم تستمر طويلا من كمال منسي الذي تزوجها فى سن الـ17 عام وتم الطلاق عام 1960.

حب الشناوي لها دفعه أن يكون هو الباحث لها عن السعادة فقد وفر لها كل شيء، عرفها على كبار المثقفين والمؤلفين والملحنين مثل محمد التابعي، وفكري أباظة، ومحمود الشريف، ورؤوف ذهني كي يساعدها.. إلى أن احتلت أعلى المراتب في الغناء، أما بالنسبة له فهو يكتفي فقط بابتسامة منها لا يفهمها هو نفسه قال عن ذلك: لا أفهمها، فهي امرأة غامضة لا أعرف هل هي تحبني أم تكرهني..؟، هل تريد أن تحييني أم تقتلني..؟.

ومع كل هذه التناقضات لا يطيق الشاعر الكبير الابتعاد عنها، فوجودها بالنسبة له هو الحياة بكل معانيها، حتى وإن لم يحصل منها على شيء، هو يعرف جيدا أنه حب من طرف واحد وكان يتلذذ من ذلك، صديقة رجاء النقاش فى كتابه الذي روى فيه حكايات عن أشهر قصص الحب، والذي صدر بعد وفاته، قال أن “كامل الشناوي” كان يرى أن الحب والعذاب شيء واحد، كما أن الشناوي لم يكن يميل إلى الحب السهل الخالي من الآلام والمشكلات، لذلك لم يتزوج ولم يعرف في حياته إلا قصة حبه للفنانة نجاة الصغيرة، وكانت كل الأوساط الأدبية والصحفية تعرف هذا الحب، وكانت هذه التجربة العاطفية بالنسبة للشناوي مليئة بالعذاب، فـ”نجاة” في مثل سن ابنته لو كانت له ابنة، والفرق بينهما في العمر لا يقل عن ثلاثين سنة".

ورغم هذا لا يكل عن حبها، هو متعايش مع تلك الحالة، تتلبسه وتسكنه وتخرج لنا أجمل ما عنده، لا تكذبي، لست وحدك حبيبها، وغيرها من الأغاني  التى كانت تعبر عن هذا الحب الجارف، حتى صدماته من جراء هذا الحب ترجمها بروح العاشق إلى أشعار تغني بها كبار مطربينا، إنها حالة حب غير طبيعية، فكيف لعاشق يصدم من حبيبته لكنه يحول هذه الصدمة إلى شيء يعجبها؟! ما أقواك يا شاعر الحب! ما أقواك أيها العاشق الصبور! وما هذا الحب الذي وصل إلى مرحلة الجنون بالمحبوبة؟!

فى إحدى ليالي عام 1962 كان عيد ميلادها، تأهب العاشق منذ فجر ذلك اليوم لهذا اللقاء المنتظر، عله يحصل على نظرة جديدة تثري حياته وتمنحه قدرا من الأمل في تحقيق حلمه، ذهب فى الصباح إلى شقتها فى الزمالك محملا بالهدايا والحلويات استعدادا لسهرة عيد ميلاد محبوبته في المساء، وبالفعل جاء المعاد، لكنها اختارت يوسف إدريس كي تمسك بيده ليقطع معها التورته، وأن يكون هو أول من يطبع قبلة على خدها، بل هناك من قال إنها شدته إلى إحدى الغرف المجاورة لتحصل منه على قبلة مختلفة، كانت صدمة كبيرة لكامل الشناوي الذي اختار أن ينسحب من المكان وهو صاحب القلب المحروق والمكوي، ما كل هذا الخذلان، بعد كل ما يفعله الرجل لا يجد منها أى مقابل.. إنه صدمة الحب ولذته في نفس الوقت، خرج الشاعر من بيت حبيبته ليكتب لنا أحلى أغنيتين "لا تكذبي"، وتبعها "لست وحدك حبيبها" التي غناها عبدالحليم حافظ.    

في كتابة الشهير  “شخصيات لا تنسى”:  كتب الكاتب الكبير مصطفى أمين “عشت مع كامل الشناوي حبه الكبير، وهو الحب الذي أبكاه وأضناه.. وحطمه وقتله في آخر الأمر، أعطى كامل لهذه المرأة كل شيء، المجد والشهرة والشعر، ولم تعطه شيئًا. أحبها فخدعته.. أخلص لها فخانته.. جعلها ملكة فجعلته أضحوكة”.

وكشف مصطفى أمين أن قصيدة "لا تكذبي" كتبها كامل في غرفة مكتبه بالزمالك وهى قصيدة ليس فيها مبالغة أو خيال، وكان كامل ينظمها وهو يبكي كانت دموعه تختلط بالكلمات فتطمسها، وكان يتأوه كرجل ينزف وهو ينظم، وبعد أن انتهى من نظمها قال: إنه يريد أن يقرأ القصيدة على المطربة بالتليفون. 

كان تليفوني بسماعتين، أمسك هو سماعة وأمسكت أنا وأحمد رجب سماعة في غرفة أخرى، وتصورنا أن المطربة ما تكاد تسمع القصيدة حتى تشهق وتبكي وتنتحب ويغمى عليها وتستغفر وتعلن توبتها، وبدأ كامل يلقي القصيدة بصوت منتحب خافت، تتخلله العبرات والتنهدات والآهات وكانت المطربة صامتة، وبعد أن انتهى كامل من إلقاء القصيدة قالت المطربة: كويسة قوي تنفع أغنيها، لازم أغنيها، وانتهت المحادثة ورأينا كامل الشناوي أمامنا كأنه جثة بلا حراك

 كان كامل الشناوي يحاول بأى طريقة أن يمتلكها وكانت هي تتلاعب به وبمشاعره فتارة تمنحه نظرة وتارة تلغى ميعاد، وهو لا يملك سوى السمع والطاعة فهجرانها بالنسبة له الموت لدرجة أنه اعتاد فى سنواته الأخيرة أن يزور المقابر وعندما سأله مصطفى أمين عن ذلك أجابه: حتى أتعود على الحياة التي سأبقى فيها إلى الأبد.

ربما هذا ما دفع صديق عمره مصطفى أمين أن يكتب مقالا فى أخبار اليوم بعد وفاته فى 30 نوفمبر 1965 بعنوان من قتل كامل الشناوي؟ والذي اتهم فية نجاة بشكل مباشر بقتله بسبب تجاهلها له رغم أنه منحها كل شيء مما دفع نجاة إلى أن تقاضيه بتهمة السب والقذف وتشويه سمعتها 

وقد جاء فى مقالة: «كانت تجد متعتها في العبث به، يوما تبتسم ويوما تعبس، ساعة تقبل عليه وساعة تهرب منه، تطلبه في التليفون في الصباح ثم تنكر نفسها في المساء، واستمرت لعنة الحب الفاشل تطارده وتعذبه، ومات الشناوي ومضت السنون وقابلت المطربة التي كان يعشقها وقلت لها: إنني كرهتها طول حياتي منذ قصيدة لا تكذبي»

قالت: إنني لم أحبه، هو الذي كان يحبني... إنني كنت أحبه كصديق فقط. وطلب مني أن يتزوجني فرفضت لأننا نختلف في كل شيء أنا رقيقة وهو ضخم، أنا صغيرة وهو عجوز، أنا أجد متعة في أن أجلس مع الناس، ومتعته أن يجلس معي وحدي، أنا لا أريد أن يعرف الناس من أحب، وهو يريد أن تعرف الدنيا كلها أنه يحبني!

قلت لها: إن أصدقاءه يعتقدون أنك قتلتيه!

قالت: لا.. إنه هو الذي انتحر!

سألتها: تقصدين أنه انتحر حبا؟

قالت: بل انتحر غيرة!

ولم أصدقها طبعا

بالطبع مقال مصطفى أمين أزعجها وقامت برفع قضية ضده وتدخل الكاتب الكبير أحمد رجب والشاعر مأمون الشناوي والموسيقار محمد عبدالوهاب كي تتنازل نجاة عن هذه الدعوى ووافق بشرط أن يعتذر مصطفى أمين وهو ما رفضه ليتم الحكم فى نهاية المطاف ببراءته وإلزامها بالمصاريف

فى كتابة غرام المبدعين اختص الكاتب الصحفى أيمن الحكيم كامل الشناوي بفصل كامل عن الشاعر الكبير كامل الشناوي ورصد شهادات تكاد تنسف ما قيل عن واقعة عيد ميلادها وعلاقتها بيوسف السباعي وأنها فضلته عن كامل الشناوي فى الاحتفال معها والإمساك بيدها لتقطيع التورتة، لا ينفى الحكيم بالطبع حب الشناوي لنجاة فيقول عن ذلك: عاش الشاعر الكبير أصعب تجارب العشق في أخريات عمره، كانت المطربة الصغيرة الجميلة هي حبيبته الأخيرة وملهمته الشهيرة، استغرقته التجربة وعذبته وقت أن أصبح قلبه منهكا ليس فيه موضع لم تدميه سهام الحب الكثيرة والعلل الخطيرة..

هل كان حبه للمطربة الشهيرة وهما صنعه هو وصدقه وعاشه واستعذب ألمه وفجّر شعره؟ 

إن الرسائل التي كتبها لها.. والشعر الذي نظمه فيها يقول ويؤكد هذه الحقيقة، إنها كانت الوهم الجميل الذي صنعه وصدقه، وأدركت هي الحقيقة فتركته في وهمه ينزف حبه وشعره وألمه: 
 

أحببتها وظننت أن لقلبها نبضا كقلبي لا تقيده الضلوع / أحببتها وإذا بها قلب بلا نبض.. سراب خادع.. ظمأ وجوع / فتركتها.. لكن قلبي لم يزل طفلا يعاوده الحنين إلى الرجوع / وإذا مررت ببيتها تبكي الخطى مني وترتعد الدموع.. هذا ما كتبه عنها أما رواية قصيدة لا تكذبي وما تبعها من حكايات يقول الحكيم صاحب الشهادة هو أحمد عثمان، الكاتب الصحفي والباحث في التاريخ المصري القديم، والمقيم في لندن.. والأهم أنه كان تلميذا لصيقا لكامل الشناوي، ولذلك فهو يتكلم من مقام الذي شاهد وعرف وليس الذي سمع.. وأتيح لي أن ألتقي به في زياراته السنوية للقاهرة وأن أسجل شهادته..

 وأتركه يحكي شهادته بنص كلامه: ربطتني علاقة وثيقة بالأستاذ كامل الشناوي، ولا أبالغ عندما أقول أنه تبناني وأصبحت ابنه الذي لم ينجبه، وكنت محروما من مشاعر الأبوة بعد أن رحل والدي وأنا في سن مبكرة، فكان كامل بيه يصحبني معه في كل مكان، وكنت سعيدا بصحبته، لأنها كانت توفر عليّ عناء التنقل بين أماكن السهر في القاهرة لأجمع أخبار نجوم الفن، وكنت حينها محررا في قسم الفن بأخبار اليوم، ففي سهرة كامل الشناوي اليومية بالهيلتون يتجمع كل نجوم مصر في الفن والأدب والسياسة، وعلى ترابيزة كامل بك جلست مع عبدالحليم وعبدالمطلب ويوسف إدريس وسهير البابلي وبليغ ولطفي الخولي وعبد الرحمن الخميسي وعشرات من ألمع المبدعين.

أعود إلى (لا تكذبي) الذي سجل فيها كامل الشناوي (طعنة الغدر) التي تلقاها في خشوع من المرأة التي أحبها بصدق، ولم يعد خافيا على أحد أنها الفنانة القديرة نجاة الصغيرة، وأتذكر هذا المشهد الذي التصق بجدران ذاكرتي ويستحيل نسيانه: كنا في منزل الفنان والكاتب والقديس عبدالرحمن الخميسي، أخذني كامل الشناوي إلى عزومة الغداء التي دعاه إليها الخميسي بمنزله بجوار السفارة السويسرية، و بعد قليل جاء عبدالحليم حافظ وجلس معنا على الأرض، وأخبرنا أنه قادم للتو من عند الأستاذ عبدالوهاب، وأنه استمع إلى الكوبليه الأول من لحنه لقصيدة كامل بيه الجديدة (كان عبدالحليم لا يستخدم لقب أستاذ إلا سابقا لعبدالوهاب وحده والباقيين كلهم عنده بهوات)، وأنه من فرط إعجابه بـ (لا تكذبي) حفظ الكوبليه كاملا وبإجادة كاملة، فهتف فيه كامل الشناوي بحماس: طيب غنيه لنا!

وبدأ عبدالحليم يغني: لا تكذبي/ إني رأيتكما معا/ ودعِ البكاء فقد كرهت الأدمعا/ ما أهون الدمع الجسور إذا جرى/ من عين كاذبة فأنكر وادعى/ إني رأيتكما، إني سمعتكما/ عيناكِ في عينيه في شفتيه في كفيه في قدميه/ ويداكِ ضارعتان، ترتعشان من لهف عليه/ تتحديان الشوق بالقبلات تلذعني بسوط من لهيب/ باللمس، بالهمس، بالآهات، بالنظرات، باللفتات، بالصمت الرهيب/ ويشب في قلبي حريق/ ويضيع من قدمي الطريق/ وتطل من رأسي الظنون تلومني وتشد أذني/ فلطالما باركت كذبك كله/ ولعنت ظني.. 

وإذا بكامل الشناوي ينفجر في نوبة من البكاء الشديد، كان ينهنه كالأطفال ولم يستطع أن يتحكم في مشاعره، أنا فوجئت بالمشهد وأصابتني نوبة من الذهول، فلم أكن أتصور ولا أتوقع أن هذا الرجل العملاق المهيب يمكن أن يبكي كالأطفال..

كان واضحا أن القصيدة هي قطعة ملتهبة من قلبه!.. وبعد أن هدأ كامل الشناوي قليلا قرر عبدالحليم أن يستغل الموقف وإعجاب كامل الشناوي بأدائه لكلماته فطلب منه أن يسمح له بغنائها، وبلا تردد قال كامل الشناوي: مفيش مانع، مستدلا بأن هناك موضة في الغرب وقتها أن الأغنية الواحدة يمكن أن يغنيها أكثر من مطرب، واعتبر عبدالحليم أنه حصل على موافقة رسمية بغناء (لا تكذبي) فغناها في حفل عام في نفس الأسبوع الذي غنتها فيها نجاة بفيلم (الشموع السوداء) وغضبت منه نجاة كثيرا واعتبرته تعديا على حقوقها وتصرفا لا يليق.. والمدهش أن الأستاذ عبدالوهاب سجلها هو الآخر بصوته وطرحها في أسطوانة.. وأنا سمعت الأغنية بأصوات عديدة لكني أقطع أن القصيدة بإلقاء كامل الشناوي هي الأمتع عندي!

لم يكن الظرف ملائما يوم عزومة الخميسي  لأسأل أستاذي كامل الشناوي عن سر هذا الانفعال الشديد وبكائه الطفولي عندما سمع كلماته بصوت حليم، والتجربة التي مر بها فجعلته يكتب عن صدمة عاطفية كان واضحا أنه عاشها بكل كيانه..

وكنت أعرف أنه حب أفلاطوني، كانت هي ملهمته، ولم تتعدى العلاقة أكثر من ذلك، وعرفت منه فيما بعد تفاصيل تلك الصدمة التي جعلته يكتب (لا تكذبي)، فقد كان ضيفا دائما على نجاة ويزورها كثيرا، وكانت خادمتها تعرفه جيدا ففتحت له وسمحت له بالدخول عندما صعد إليها فجأة بدون موعد سابق، فوجدها في مشهد عاطفي مع المخرج عز الدين ذو الفقار، وكان جارها ويسكن معها في نفس العمارة.. ولم يدرك من صدمته أن عز الدين مخرج فيلمها الجديد "الشموع السوداء" يدربها على مشهد تمثيلي، فظنه حقيقة.. فالموضوع لم يكن فيه نزار قباني ولا يوسف إدريس، فطبقا لرواية كامل الشناوي لي أنه المخرج عز الدين ذو الفقار.

هذا ما قاله لي أحمد عثمان بنص كلامه.. وهي شهادة مهمة وتقدم اسما جديدا ومختلفا للبطل أو قل المتهم الحقيقي لقصيدة (لا تكذبي)، وتفسيرا جديدا للواقعة ربما يعيد كتابة تاريخ حكايتها وأسرارها من جديد.

تتعدد الروايات ويبقى البطل واحدا كامل الشناوي شاعر الرومانسية المقهور بحبه والباقي بفنه وأغانيه إلى الأبد.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة