تعتبر الفكاهة وروح الدعابة من أهم ما يزيد الترابط بين الزوجين، لما يضيف من محاربة النكد والضغوطات الاجتماعية والملل بين طرفي العلاقة، ومن الضروري أن يتمازح الزوجان للتخلص من الرتابة، ولكن هناك فرق كبير بين الفكاهة والدعابة والسخرية التي قد تؤثر سلبا على العلاقة بينهما، وهو ما أوضحه الأطباء النفسيين في موقع "psychology today" ، بأن السخرية مشكلة خطيرة لأنها غالبًا ما تكون سامة وضارة لصحتنا الجسدية والعقلية، وترتبط بسوء الصحة والعادات السيئة والاكتئاب المزمن والنوبات القلبية.
حيث تؤدي السخرية لحالات من عدم الثقة وجرح المشاعر، وتقطع الروابط الاجتماعية، وتجعلها قائمة على الحقد والتباغض بدلًا من المودة والتراحم، وتعد هي النواة الأولى لبذور البغضاء والعداوة بين أفراد المجتمع، وتولد الشعور باحتقار النفس وهوانها، إلي أن يصل بنا الأمر للاكتئاب أو إنهاء الحياة، وغالبًا ما يكون المتصفون بطبع السخرية وحيدين، ولا يملكون أي أصدقاء حقيقيين، فيحاولون تكوين الصداقات من خلال جذب الانتباه إليهم بأي وسيلة كانت، ولو من خلال السخرية بالآخرين والتقليل من شأنهم، كما أنه من أهم أسباب سخرية الزوج من زوجته شخصيته الضعيفة مع الآخرين فيأتي إلى زوجته ساخراً منها كشكل من أشكال تعويض النقص وفرض السيطرة في المنزل بطريقة خاطئة.
ولذلك على من يتعرض للسخرية سواء امرأة أو رجل أن يصارح الطرف الذي يسخر منه بشكل مستمر، للحد من سخريته، فقد لا يستطيع أحدهما فهم مشاعر الآخر عندما يسخر منه ويعتقد أنه لا يفعل شيء مزعج، لذلك لابد من التعبير عن استيائنا من السخرية، ويجب الانتباه إلى النية لأن السخرية ليست ممتعة على الإطلاق، فالاستمتاع بالسخرية من الوزن أو الشكل يعد تنمراً.