نجاحات غير مسبوقة فى مجال الطاقة
من أهم النجاحات والإنجازات غير المسبوقة التى حققتها الدولة المصرية فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، كانت ومازالت فى مجال الطاقة سواء فى مجال المواد البترولية أو الغاز أو الطاقة من توليد الكهرباء أو الطاقة الجديدة والمتجددة سواء من الشمس أو الرياح وكذلك فى مجال الهيدروجين الأخضر، وما يحمله المستقبل من مكانة عالمية واعدة فى هذا المجال.
الحقيقة أن مصر حققت أهدافًا فى مجال الطاقة جديرة بالاحترام تستطيع أن تدرك قيمتها جيدًا فى ذروة الأزمات العالمية خاصة جائحة «كورونا» وحالة الإغلاق التى عانى منها العالم أو تداعيات الحرب الروسية ــ الأوكرانية وما أدت إليه من ارتفاع كبير فى مجال النفط والغاز والذى وصل إلى معدلات شكلت أزمة للعالم، ولنا أن نتخيل، ماذا لو لم تحقق مصر هذا الإنجاز العظيم فى مجال الطاقة عمومًا والغاز تحديدًا، يقينًا كانت هناك أزمة قاسية وطاحنة فى ظل تداعيات الحرب الروسية ــ الأوكرانية، لكن مصر بفضل ما تحقق من نجاحات وأهداف فريدة تعيش حالة من الاستقرار فى مجال الطاقة.
شهد مجال الطاقة فى مصر إنجازات وطفرات وقفزات غير مسبوقة على مدار 8 سنوات توجت بتحول مصر إلى مركز إقليمى لتداول وتجارة الطاقة بفضل ما تحقق فى مجال تطوير البنية التحتية والأساسية فى مجال الطاقة وتعظيم القدرات المصرية فى هذا المجال وتطويرها وتحديثها، وحل مشاكل هذا القطاع، واستعادة ثقة الشركات الأجنبية العاملة فى مصر وسداد مستحقاتها التى بلغت أكثر من 7 مليارات دولار، وأيضًا التوسع فى التنقيب والبحث والاكتشافات وهو ما كلل الجهود المصرية باكتشاف «حقل ظهر» العملاق فى شرق المتوسط وإبرام اتفاقيات تعيين الحدود البحرية مع قبرص واليونان وفقًا للقانون الدولي، وترسيخًا للحقوق المشروعة لمصر. وتوثيق هذه الاتفاقيات فى الأمم المتحدة.
رؤية الرئيس السيسى بالنهوض بهذا القطاع الحيوى والمحورى حققت مكاسب جوهرية، وأهدافًا مهمة على طريق الازدهار الاقتصادي، وسد الاحتياجات المصرية بتحقيق الاكتفاء من الغاز، وتصدير الفائض بعد أن كانت الدولة المصرية تستورد الغاز بمليارات الدولارات، ولعل نجاح مصر فى تصدير الغاز بـ 8.4 مليار دولار إلى الأسواق الخارجية بالإضافة إلى توفير المليارات التى كانت تنفق على استيراد احتياجاتنا من الغاز هو إنجاز اقتصادى كبير على طريق توفير النقد الأجنبي، والحصول على المزيد منه كعائد من التصدير.
نجاحات قطاع البترول فى عهد الرئيس السيسى تواصلت خلال العام الماضى ويكفى أن نتوقف أمام هذا الرقم بارتفاع الصادرات البترولية المصرية إلى 18.2 مليار دولار بالإضافة إلى تحقيق فائض فى الميزان التجارى البترولى للعام الثالث على التوالى يصل لأكثر من 3 مليارات دولار، هذه الأرقام كنا فى أشد الحاجة إليها، لم تكن موجودة من قبل أدت إلى دعم الاقتصاد المصرى وانعكست على حياة المواطن وهو يحقق إنجازًا كبيرًا يضاف لإنجازات الرئيس السيسي.
الحقيقة أيضًا وفى ظل الدعم الرئاسى لهذا القطاع الحيوى والطموح المصرى غير المسبوق، فإن هناك إقبالاً كبيرًا فى مجال البحث والاستكشاف وفق رؤية مصرية خالصة لذلك تم طرح ثلاث مزايدات عالمية فى عام 2021، ومن المخطط طرح ثلاث مزايدات عالمية خلال العام الجارى ووضع خطة طموح مع الشركاء العالميين حتى عام 2025 لحفر أكثر من 300 بئر استكشافية وتسعى مصر بوضعها سريعًا على الإنتاج.
وزير البترول المهندس طارق الملا تحدث عن بعض الإنجازات المصرية على مدار الـ 8 سنوات الماضية حيث نجح قطاع البترول فى تطوير بنيته التحتية بزيادة عدد الموانئ وأرصفة استقبال ناقلات البوتاجاز وإضافة 79 مستودعًا لتخزين الزيت الخام والمنتجات البترولية وإضافة خطوط لنقلها وعدد من خطوط الغاز الرئيسية لتدعم الشبكة القومية للغاز، وتنفيذ 8 مشروعات جديدة فى مجال تكرير البترول بالإضافة إلى توصيل الغاز الطبيعى لملايين الوحدات السكنية ولـ 200 قرية ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة».
ما أريد أن أقوله إن «مصر ــ السيسى» صنعت لنفسها مستقبلاً واعدًا فى مجال الطاقة، ومجدًا كبيرًا، حقق لها جزءًا كبيرًا من الاكتفاء الذاتى فى عدد من مصادر الطاقة مثل الغاز والكهرباء بمختلف مصادرها وأيضًا التصدير إلى دول العالم، وهو ما وفر ميزانيات هائلة كانت تنفق على الاستيراد، وجلب ميزانيات مهمة من عوائد التصدير وصلت إلى 18.2 مليار دولار من تصدير المنتجات البترولية بالإضافة إلى أن مصر ينتظرها مستقبل واعد فى ظل الحديث عن اكتشافات جديدة فى مجال الغاز والبترول سواء فى شرق المتوسط أو شرق دمنهور والصحراء الغربية والبحر الأحمر.. وهو ما يؤكد جدارتها لتكون مركزًا إقليميًا للطاقة بالإضافة إلى ما تملكه من قدرات وبنية تحتية وموانئ فى هذا الإطار.
إنجازات مجال الطاقة، قولاً واحداً، هى أمر غير مسبوق، ليست فقط فى مجال البترول والغاز ولكن أيضًا فى مجال الكهرباء، والتى كانت قبل الرئيس السيسى تمثل أزمة عميقة فى ظل النقص الشديد وتهالك البنية التحتية فى مجال الطاقة من الكهرباء لكن حققت مصر منذ عام 2014 إنجازات هائلة، وعالجت مشكلة وأزمة الانقطاع شبه الدائم للتيار الكهربائى وهو ما سبب معاناة للمواطنين وكافة مجالات الإنتاج والاستثمار، لكن الآن أصبح لمصر اكتفاء ذاتى من الكهرباء، وفائض وصل إلى 13 ألف ميجاوات حيث وصل إنتاج مصر من الطاقة الكهربائية إلى ما يزيد على 52 ألف ميجاوات، وترتبط باتفاقيات مع الكثير من الدول الشقيقة والصديقة لتصدير هذا الفائض لسد احتياجاتها عبر الربط الكهربائي، لذلك كان اجتماع الرئيس السيسى أمس الأول مع كبار مسئولى شركة «كوبو لوزيس» لبحث نقل الطاقة من مصر لأوروبا عبر اليونان ولتنفيذ مشروعات إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة فى مصر ونقلها إلى أوروبا من خلال الربط الكهربائى بين القاهرة، وأثينا وللاستفادة من البنية الأساسية الحديثة التى أسستها وطورتها مصر فى مجال الكهرباء خلال الأعوام الماضية.
توليد الطاقة من الكهرباء، لم يقتصر على المصادر التقليدية بل نجحت مصر فى تحقيق إنجازات عملاقة فى مجال توليد الكهرباء من الشمس والرياح مثل محطة «بنبان» لتوليد الطاقة من الشمس وهى ثالث أكبر محطة فى العالم، وهى نموذج لمشاركة القطاع الخاص، بالإضافة إلى توليد الطاقة من الرياح من خلال مجموعة محطات أبرزها فى جبل الزيت كما ينتظر مصر مستقبل واعد فى مجال توليد الطاقة من الهيدروجين الأخضر لتكون مصر واحدة من أهم دول العالم فى هذا المجال.
الحقيقة أن هناك تساؤلات مهمة فى ملف الإنجازات فى مجال الطاقة، إجاباتها تكشف بوضوح عظمة ما تحقق من نجاحات وأهداف.. أولها ماذا لو جاءت إلينا الأزمات العالمية من «كورونا»، والحرب الروسية ــ الأوكرانية ونحن لم نستعد لها، وماذا لو كنا نعانى من وجود أزمة فى مجال الطاقة والغاز والكهرباء، وكيف كنا سنتحمل فواتير الاستيراد الباهظة، لو لم تأت إلينا عوائد التصدير التى وصلت إلى رقم غير مسبوق،؟ أعتقد أن ما تحقق من إنجاز عظيم هو قيمة مضافة للاقتصاد المصرى نجنى ثمارها فى النجاة من أزمات طاحنة وقاسية فى ظل تداعيات أزمات عالمية معقدة.. لذلك الإنجاز العظيم فى مجال الطاقة؛ جاء من رؤية ثاقبة واستشراف حقيقى للمستقبل وأهداف كثيرة تحققت فى عهد الرئيس السيسى.