الأحد 12 مايو 2024

«صدمة» المندياليتو

مقالات12-2-2023 | 22:10

خلخل مونديال الاندية لكرة القدم، الذي اقيمت منافساته في المغرب، الكثير من المفاهيم والمعتقدات.

فما نردده عن العروبة والاسلام في حياتنا اليومية وحتى خلال التظاهرات الرياضية لايتميز بالدوام.

لقد طرات عليه تغييرات برزت بشكل لافت خلال مواجهتي ريال مدريد ضد الاهلي المصري في نصف النهائي، والهلال السعودي في النهائي. 
لسنا بصدد ظاهرة جديدة، فإذا نظرنا الى الأمور بكل تجرد سنلاحظ ان قلوب مواطنين عرب وليس مغاربة فقط تتسع لفرق أوروبية، وهو حب متوارث عبر الاجيال.
كثيرون هم المواطنون العرب الذين يحبون الى جانب فرقهم المحلية فرقا عالمية، لكن هذا اتخذ بعدا اخر، فإذا لعب ريال مدريد ضد الرجاء البيضاوي فإن الوداديين الرياليين سيشجعون الفريق الاسباني، وسيصدر الموقف نفسه من طرف الرجاويين الرياليين اذا لعب النادي الملكي ضد الوداد البيضاوي.
لا أدافع عن موقف أبناء بلدي، لأني سأرى الشيء نفسه لو غيرت الوداد والرجاء بالأهلي والزمالك المصريين او النصر والهلال السعوديين أو...
لم ابالغ حين قلت ان الاهلي بين أهله، لأن الجماهير لم تكن في حاجة الى املاءات لتشجع الاهلي والهلال ضد فرق اخرى غير الريال، وايضا لا يمكن ان نتوهم ان املاءات ما حملت الجماهير على دعم الريال.
في المغرب كما في الكثير من البلدان العربية روابط لمشجعي الريال وبرشلونة، ولا توجد في بلد عربي روابط لمشجعي فرق عربية من بلدان أخرى، هذه الحقيقة لا مراء فيها لأن الفرق الكبرى ذات الشعبية العالمية الجارفة تصل الى بلدان العربية أكثر من الفرق العربية.
لعل خير دليل عل ما اقوله تشبيه الجماهير العربية وملاعبها بجماهير وملاعب غير عربية.
نتقبل التشبيه ونطلق القاب نجوم غير على عرب، ولا نطلق القاب نجوم عرب مهما علا صيتهم على لاعبين عرب، انها الحقيقة التي ينبغي ان نصفها بالمرة لأن العشق لا وطن له و لا يعترف بالقومية.
من الصعب ممارسة السلطة على الجماهير، فقد تناقل مناصرو الوداد ذات عام صورة مشجع رجاوي انتقل الى المطار لاستقبال الاهلي وتحفيزه قبل مباراته ضد الوداد. 
لا يمكن ان ننكر على ذلك المشجع الرجاوي كونه مغربيا، لكن ينبغي ان نقر بحدوث الكثير من الامور الشاذة في محيط كرة القدم، وعلينا أن نقر انه لا ينبغي ان ننزع العروبة عن من يشجع فريقا غير عربي ضد اخر عربي.
الجماهير المغربية تحفظ عن ظهر قلب اسماء لاعبي الريال او البارصا، لكنها بالمقابل قد لا تعرف التشكيلة الكاملة للاهي والزمالك، الشيء نفسه بالنشبة لعشاق الكرة في أي بلد عربي لانهم يشاهدون الفرق الاوربية مرة في الاسبوع على الاقل.
ربما ينبغي ان تحدث صدمة الموندياليتو، وان كنت لا احسبها كذلك، تأسيسا على ما سبق تحولا في التعامل مع تسويق الد ريات العربية عسى الجماهير تصبح عاشقة لأخرى عربية من غير بلدها الاصلي، لكن يلزمنا كثير من العقود لنشهد هذا الامر، ونعايش محبين عرب لفرق غير عربية بدافع الحب وليس كذبا على القومية العربية والاخوة التي تنمحي في عوالم اخرى من حياتنا ولعل ما فعلته فينا السياسة خير دليل.

Dr.Radwa
Egypt Air