تعيش الكثير من النساء في حالة من الحنين للماضي، وتظل أسيرة لذكرى راحت وولت، وكلما مر العمر ازدادت رغبتها للعودة والعيش في الماضي، دون التفكير في الحاضر أو المستقبل، فلماذا تهوى بعض النساء العيش في "نوستالجيا" الأمس وترفض الواقع...
تقول الدكتورة منى غازي استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، أن "النوستالجيا" وهي مصطلح يستخدم للتعبير عن الحنين إلى الماضي، أو العيش في الأمس، فقد تمر بعض النساء بحالة تشعرها بالحنين وتثير لديها الذكريات والشجون والمشاعر المختلطة التي عاشتها خلال حياتها الماضية ما بين السعادة والألم والشجون والحزن وأحيانا الندم، وتلجأ المرأة "للنوستالجيا" عندما ترفض تقبل الحاضر أو الوضع التي تعيشه، وقد يصل بها الأمر نتيجة تفكيرها بالماضي وعدم تقبل الخروج منه لإصابتها بالاكتئاب.
وتضيف استشاري الصحة النفسية أن المرأة في محاولة دائمة كي تعيش حالة عاطفية محددة، حتى لدى كبار السن، وعندما لا تجد من يساعدها على تلك الحياة، تلجأ للتفكير في الماضي حيث دفء المشاعر والحنين للذكريات، وتساعد "النوستالجيا" على مقاومة الشعور بالوحدة والملل والقلق، واستعادة التجارب الممتعة التي عايشناها ولو للحظات، كمحاولة لتعويض ما نفتقده من مشاعر في وقتنا الحالي.
وأكدت غازي على ضرورة أن نكون منصفين لأنفسنا ولا نقع أسرى الماضي ومشاعره وحدوده، وأن نضع الأمور في موضعها الصحيح ونرضى بالواقع كما هو سواء جيد أو سيئ، مع ضرورة الحفاظ على العلاقات الطيبة ، وكذلك على المرأة أن تقوم بشغل ذاتها بالأمور والمهام التي تحبها، كي تكون قادرة على التعايش مع المجتمع والحاضر وأن تتذكر الماضي بما فيها من ذكريات سعيدة أو حزينة ولكن لا تضعه محور تفكيرها حتى لا يؤدي لإصابتها بالأمراض النفسية والاكتئاب.