الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

الاتحادية

الرئيس السيسي: نقدر ونحترم دعم الأشقاء العرب للدولة المصرية

  • 13-2-2023 | 17:07

الرئيس عبدالفتاح السيسي

طباعة

 أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أهمية دعم الأشقاء العرب للدولة المصرية، وقال: إنه" لولا دعم الأشقاء في الإمارات والسعودية والكويت ما وقفت مصر مرة أخرى".. معربا عن التقدير والاحترام لكل من ساهم وساعد ليس مصر فقط وإنما أية دولة عربية أخرى.

وأضاف: أن الدولة المصرية واجهت تحديات كاشفة وحاسمة وكادت أن تضيع في 2011 ، وأن تلقي نقس مصير بعض الدول العربية ، الذي نجت منه مصر.

وذكر الرئيس السيسي- في كلمة خلال جلسة حوارية على هامش فعاليات القمة العالمية للحكومات بدبي فى الإمارات العربية المتحدة، اليوم الاثنين - إنني سأتحدث عن التحديات المتوازية كلها لأنها تسير في خط واحد، وأنا لا أملك رفاهية اختيار الأولويات والتحديات، ولكنني أريد مجابهة كل التحديات مرة واحدة لأنه لا يجب إغفالها.

ووجه الرئيس السيسي التحية والتقدير والاحترام والشكر للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الذي طالما حظي به فى دولة الإمارات، سائلا الله أن يديم عليها الأمان والسلام والاستقرار.

وقال الرئيس إلى أنه "التقي أمس مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وطلب منه مساعدة سوريا وأجابه: أننا نرسل يوميا 8 طائرات قلت له أكثر، طيب ممكن الشعب الإماراتي يزعل من ذلك، أوعوا تزعلوا أبد بالعكس تفتخروا وتسعدوا أنكم عملتم هذا وتقومون به".

وتطرق الرئيس إلى أن النقطة المضيئة الأولى التي لولاها لم يكن ممكنا أبدا أن تعبر مصر ما كانت فيه خلال الفترة من 2011 حتى 2013، مشيرا إلى أن الاحتياطي النقدي لدي مصر خلال تلك الفترة كان تحديا آخر بعد الحالة التي حدثت حيث كان الاحتياطي يُستهلك من خلال تمويل المشتقات النفطية وكاد أن ينتهي ، وما بقي كان قليلا، مؤكدا في هذا الإطار أنه لولا وقوف الأشقاء في الإمارات والسعودية والكويت لم تتمكن مصر من الوقوف مرة أخرى.

وجدد الرئيس السيسي شكره لدولة الإمارات العربية المتحدة ، قائلا: " لا تسمحوا للأقلام والأفكار ومواقع التواصل الاجتماعي المغرضة أن تؤثر على الأخوة التي بيننا"، مذّكرا بالآية الكريمة" إنما المؤمنون أخوة"، معربا عن التقدير والاحترام لكل من ساهم وساعد ليس مصر فقط وإنما أية دولة عربية أخرى.

وقال الرئيس السيسي إنه لا يتحدث إلى المفكرين والمثقفين والمعنيين فحسب، بل إلى الشعوب أيضا، مضيفا "إن المتخصصين يفهمون حديثي جيدا في إطار متطلبات إدارة الدول ومقتضياتها، لكن لابد أيضا من وجود رابط بيني وبين الناس".

وأشار الرئيس السيسي إلى أن مصر واجهت العديد من التحديات منذ 2011، من بينها حالة التفكك وفقدان الأمل واليأس الذي عاش فيه المصريون بسبب بعض الأشخاص الذين استهدفوا إسقاط الدولة حتى تقع في أيديهم.

ونبه الرئيس إلى صعوبة قيام أي دولة في المنطقة العربية عقب سقوطها وقال: إن التحديات الأخري التي واجهت مصر خلال الفترة الماضية كان من بينها قطاع الكهرباء والغاز، وأن الدولة أنفقت ما يقرب من 7ر1 تريليون جنيه في هذا القطاع.

وفيما يتعلق بإنفاق الحكومة مبالغ ضخمة في البنية الأساسية والمشروعات القومية، قال الرئيس السيسي : إن مصر تعاني من مشكلة الكهرباء منذ سبع سنوات مضت وإذا لم يكن قد تم حل هذه المشكلة كانت البلد ستضيع، ومنذ ذلك الحين وجهت بضرورة حل هذه المشكلة خلال عام واحد فقط.. مؤكدا أهمية التواصل المستمر مع الشعب وإيضاح كافة التحديات التي تواجه البلاد.

وتابع: إن البعض قد يتساءل "لماذا نضع تحدي الطاقة كأولوية؟، وقال : إن التجربة المصرية لها خصوصيتها فالشعب المصري لم يكن ليتحمل استمرار هذا الوضع لعام آخر، وكان هذا تقديرنا كمسئولين عن الناس الذين وضعوا المسئولية في رقابنا بأنهم لن يتحملوا أكثر من ذلك.

وأضاف: أن الحالة التي حدثت في 2011 كانت صعبة للغاية ولم يكن مطلوبا تكرارها مرة أخرى.. مؤكدا أن تلك الحالة من الفوضى كلفت مصر 450 مليار دولار في دولة ظروفها الاقتصادية ليست قوية، وعلى المسئول أنه يحل مسائل قدر الإمكان لا تؤدي إلى اهتزاز الدولة مرة أخرى.

واستطرد: أنه على ذات النسق يأتي قطاع النقل في مصر الذي تكلف 2 تريليون جنيه، وهذا يعني أن القطاع مؤهل للعمل لخدمة 105 ملايين مواطن وخدمة المستثمرين لتنفيذ استثماراتهم في مصر.

ولفت الرئيس السيسي إلى أن ذلك الوضع ينطبق على تحديات أخرى كثيرة، ولكن تلك القطاعات كانت هناك ضرورة للعمل عليها والتحرك فيها في نسق واحد، فلم يكن لأحدهم أولوية بل كان لابد من التعامل معهم جميعا.. مشيرا إلى أن مسئولي كل دولة أدرى بثقافة وممارسات شعبها وبالتالي يضع الحلول التي تتناسب مع الطبيعة والشخصية، فما يناسبنا لا يناسب دول أخرى والعكس، لأن كل بلد لها خصوصيتها.

وحول جودة التعليم، قال الرئيس السيسي إنه تحد آخر حيث تمتلك مصر نحو 25 مليون طالب بمراحل التعليم الأساسي، فضلا عن 4 ملايين بالتعليم الجامعي، ويتخرج سنويا 700 ألف شخص، مشيرا إلى أن هناك تحديا من نوع خاص يتمثل في النمو السكاني، حيث كان التعداد السكاني في 2011 حوالي 81 مليون نسمة وبعد 10 سنوات أصبحنا 105 ملايين نسمة، ما يعني زيادة بنحو 25 مليونا، مؤكدا أن الحكومة كافحت على قدر استطاعتها في ظل ظروف محددة لكي تحل تلك المسألة.

وأضاف الرئيس السيسي أنه من أجل العمل على حل مسألة جودة التعليم، فإن مصر بحاجة إلى 250 مليار دولار، أي أن كل طالب يحتاج 10 آلاف دولار، متابعا: "أنا لم أستطع توفير هذا الرقم.. وفي نفس الوقت لا أستطيع أن أخل بالتزاماتي تجاه المواطن وأولادي وأحفادي في حقهم بالتعليم".

ولفت إلى أن دولة مثل مصر بحاجة إلى تريليون دولار كموازنة سنوية، ولكن هذا المبلغ ليس متاحا، وقال: "في تقديري، فإن الحل الأمثل يكمن في طرح المبادرات والأفكار.. فصاحب الظروف الصعبة دائما يكون مطالبا بالتفكير".

ولفت إلى أن السكان في مصر يعيشون على شريط ضيق من أسوان إلى الإسكندرية، منذ أكثر من 150 عاما، وهو الشريط المحاذي لنهر النيل، منوها إلى أن هذا الوضع كان مناسبا أيام فترة حكم محمد علي التي بلغ التعداد وقتها 4 ملايين نسمة، ولكن الآن فإن هذا الوضع غير مناسب، الأمر الذي أوجد تحديا بيئيا وانتشار العشوائيات ما استدعى وقفة بهدف تنفيذ تخطيط وتنمية عمرانية.

وقال الرئيس السيسي "إننا لو أردنا تنفيذ نموذج في التطور والنمو والتقدم مثل ما فعلته كل من كوريا الجنوبية وسنغافورة.. فإننا نستطيع فعل ذلك بشرط العمل ثم العمل والصبر والتضحية".

وأضاف الرئيس "إننا نريد عمل ربط كهربائي مع السعودية واليونان وإيطاليا والسودان وليبيا".. متسائلا: "هل أنا مؤهل لذلك؟، ثم أجاب بقوله: "قبل ذلك لم نكن جاهزين.. أما الآن فنحن مستعدون".

وتساءل الرئيس السيسي: هل يستطيع المواطن تحمل تكلفة وتبعات وضغوط من أجل تحقيق مطالبه أم لا ؟ مثلا موضوع الطاقة هل كان من الممكن تأجيله لمدة 10 سنوات؟ وهل أنت جاهز في هذه الحالة لاستقبال مستثمرين وعمل ربط كهربائي مع دول الجوار؟ وأجاب بالنفي قائلا "طبعا لا " .

وأشار إلى أن الربط الكهربائي هو تطور كبير في الكهرباء في العالم ، والعالم كله يرغب في أن يكون شبكة واحدة لتبادل الطاقة طبقا لظروف كل بلد واحتياجاتها.

وأكد الرئيس السيسي أن الدولة طرحت التعاون مع القطاع الخاص في المستشفيات والمدارس، بحيث يتم إدخال القطاع الخاص للعمل بقدرته على الإدارة الجيدة على أن تساهم الدولة بدورها في التكلفة، بحيث يعمل القطاع الخاص على المعالجة على مستوى القطاع المدني بفكر القطاع الخاص وأن يلتزم في الوقت ذاته بالشريحة الخاصة بالدولة ضمن البروتوكول المبرم ما بين الطرفين.

ولفت الرئيس السيسي إلى أنه بعد أن شهدت مصر منذ 2011 حتى 2013 حالة من الفوضى الكاملة، دخلت في تحد آخر وهو مواجهة الإرهاب الذي يستهدف تدمير المدارس والكنائس والمساجد والبنية التحتية والمواطنين، مذّكرا بأنه في هذه الفترة كان يتردد على لسان المصريين مقولة " وفروا لنا الأمان ولا نريد أن نأكل "، مؤكدا أن الإرهاب أصبح الآن مجرد تاريخ .

وأكد الرئيس أن الدولة المصرية كانت تعمل لمواجهة كافة التحديات في سياق متواز من خلال وضع حلول متكاملة، مشيرا إلى أنه خلال تنفيذ مشروعات الكهرباء والمياه والنقل، ترتب عليها تشغيل شركات وطنية بها نحو 5 ملايين مواطن، وهو ما ساهم في معالجة أزمة البطالة المحتملة نتيجة عودة المصريين المغتربين من الدول التي شهدت أزمات خلال تلك الفترة .

ووجه الرئيس السيسي كلمة إلى الشعب الإماراتي والحضور في الجلسة الحوارية قائلا " خلال هذه الفترة كانت هناك نقطتان مضيئتان، الأولى هي دعم الأشقاء العرب وأن ما حدث في مصر لم يكن ليحدث أو يتحقق له النجاح لولا دعم الأشقاء ".

وأضاف الرئيس "عقب بيان 3 يوليو 2013 قام الشيخ محمد بن زايد بزيارة مصر، وكانت الناس آنذاك تقف على محطات الوقود ومستودعات البوتاجاز بالطوابير "، مشددا على ضرورة التمسك بالأمان والاستقرار والسلام الذي تحقق وأن نتعلم كيف نحافظ على بلادنا، وهذا كلام ذكرته كثيرا في السابق .

وقال الرئيس إن الشيخ محمد بن زايد والوفد المرافق له كان يعرف ما هو المطلوب وأنا لم أقل له أي شيء ووجدنا السفن التي تحمل البوتاجاز والغاز والسولار والبنزين تغير مسارها من البحر المتوسط للبحر الأحمر، واصفا ذلك بأنه كان "نقطة مضيئة".

وتابع الرئيس السيسي: "أقول ذلك للمصريين لأذكرهم وأذكر نفسي أن هذه كانت أول نقطة مضيئة، ولكى أكون منصفا وأمينا فإن الشيخ محمد بن زايد نظّم مع الأشقاء العرب الدعم الذي سيُقدم لمصر، وهذا ليس عيبا، فهذه حالتنا وحالة مصر ودول كثيرة في المنطقة تمر بتلك الظروف ".

وجدد الرئيس السيسي شكره لدولة الإمارات العربية المتحدة، قائلا: "ما تسمحوش للأقلام والأفكار ومواقع التواصل الاجتماعي المغرضة أن تؤثر على الأخوة التي بيننا، وذكر بأن أحد الكتاب قال نريد حذف كلمة الأشقاء العرب من القاموس العربي"، مستشهدا بالآية الكريمة "إنما المؤمنون أخوة"، مؤكدا تقديره واحترامه لكل من ساهم وساعد ليس مصر فقط وإنما أي دولة عربية أخرى، داعيا الله سبحانه وتعالي أن يديم نعمة الأمان على الجميع.

وقال الرئيس السيسي إن كل الناس كان لديها تخوف أن المصريين لا يستطيعون تحمل الضغط ولكنهم تحملوا، وكان لدي ثقة في أن الشعب المصري سيكون على قدر المسئولية والحمل الكبير، مضيفا "إن هناك تضخما كبيرا في مصر وفي العالم كله، لكن المصريين تحملوا هذه الظروف، وهي نقطة مضيئة أيضا".

وأكد الرئيس السيسي أن هناك حالة من الثقة بين الشعب المصري والقيادة والحكومة، لافتا إلى أن هناك محاولات منذ 8 شهور أو سنة تقريبا للعبث في مساحة الثقة الموجودة بالكذب والافتراء والادعاء وأشياء أخرى كثيرة"، مشددا في الوقت نفسه على أن الإرهاب في مصر فشل وتم الانتهاء منه، وتم دفع ثمن كبير من دم أبنائنا وشعبنا.

وردا على الانتقادات التي تواجهها الحكومة جراء اهتمامها المستمر بالمشروعات القومية في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة، أكد الرئيس السيسي اهتمام الدولة بقطاعي التعليم والصحة وخلق فرص عمل جديدة والنهوض بهما؛ لكونهما من أحد التحديات التي تواجه الدولة من أجل النهوض بها في المستقبل، مشيرا إلى أن المشروعات القومية التي تقوم الحكومة بتنفيذها في الوقت الراهن الخاصة بالتعليم نتائجها طويلة الأمد وستظهر عقب 14 سنة من الآن.

وأشار الرئيس السيسي إلى المشاكل التي كان يشهدها الجهاز الإداري للدولة من ترهل وتراجع بسبب توظيف حوالي مليون ونصف المليون شخص، حيث كان يمكن أن يعمل بكفاءة عالية بثلث العدد المتوفر فيه، مما دفع الحكومة من خلال العاصمة الإدارية الجديدة العمل بميكنة كاملة وحكومة ذكية على أعلى مستوى، مشددا على أن الدولة تستهدف من العاصمة الإدارية الجديدة خلق فكر جديد لدى الحكومة وليس الأشخاص فقط.

وردا على سؤال حول المبادرات الرائدة والنجاحات التي حققتها مصر خلال قمة مؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP 27).. أكد الرئيس السيسي اهتمام مصر المستمر بقضايا البيئة والمناخ ، حيث قامت بعملية تطهير كافة البحيرات منها بحيرة المنزلة، التي تبلغ مساحتها حوالي 250 ألف فدان، وأصبحت الآن مثل البحر المتوسط عقب تطهيرها من كافة الملوثات التي كانت تشهدها منذ حوالي 100 سنة، مشددا على أن مصر تدعم وتعمل بشكل دائم لحل كافة مشكلات البيئة باعتبارها من أحد الأمور الضرورية والحتمية للتحرك من أجلها وحلها في أسرع وقت ممكن.

وأكد الرئيس السيسي أن مصر أعطت اهتماما كبيرا لمجال البيئة واعتبرته أمرا ضروريا للتحرك فيه، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الدولة كانت تهدف من تنفيذ مشروعات شبكة الطرق القومية إلى توفير 8 مليارات دولار سنويا، وهي قيمة حجم الوقود المستهلك في فترات انتظار المواطنين في إشارات المرور.

وأشار الرئيس السيسي إلى أن الدولة بدأت رسميا في الاهتمام بمجال البيئة، من خلال مؤتمر باريس وفي جلاسكو (COP26)، مؤكدا أن مصر كانت حريصة على أن تكون نسخة مؤتمر (COP27) في مصر قمة التنفيذ، حيث كان المرجو من المؤتمر هو تجهيزه بشكل جيد للخروج منه بقرار عملي حقيقي يلزم الدول الصناعية الكبرى للدخول في صندوق التعويضات أو تحمل جزء من الخسائر الناجم عن الدول، التي ستقوم بعمل برامج للإصلاح البيئي.

وحول نسخة مؤتمر (COP28) المقررة في دولة الإمارات العربية المتحدة خلال العام الجاري، أكد الرئيس السيسي أن هناك تنسيقا دائما مع الإمارات، مشيرا إلى أنها كانت متواجدة دائما في هذا المجال قبل تنفيذ مصر لنسخة (COP27)، وذلك لأن الإمارات تعمل دائما على استباق الجميع.

ووجه الرئيس السيسي كلمة للحضور في ختام حديثه قائلا "إن الدول شيء والحفاظ عليها شيء آخر"، واصفا أي مسئول يقود دولة سواء كانت غنية ومتطورة أو فقيرة، بمن "يقبض على النار بيديه".. مطالبا الجميع بالحفاظ على ما أنعم الله به عليهم في بلادهم، والاعتبار بالآثار والأحداث التي مرت بالدول التي دخلت في صراعات، مشيرا إلى أن قمة الحكومة العالمية تعد فرصة عظيمة ليشاهد الجميع ويتعلم من التجارب المختلفة للدول. 

الاكثر قراءة