في مثل اليوم ولدت الشاعرة العراقية نازك الملائكة واحدة من أبرز الوجوه الشعرية المجددة في الوطن العربي، وتنتمي إلى أسرة لها تاريخ مع الثقافة والأدب والشعر، ولدت "نازك" في بغداد لأسرة مثقفة، حيث كانت أمها تنشر الشعر في المجلات والصحف العراقية باسم أدبي هو "أم نزار الملائكة" وكان لها الفضل في ان تحب الفتاة الصغيرة "نازك" الشعر ولها أثر كبير في تنمية موهبتها وكانت تحفظها الأوزان الشعر.
بدأت نازك الملائكة كتابة الشعر وهى في العاشرة من عمرها، وأتمت دراستها الثانوية والتحقت بدار المعلمين العالية وتخرجت فيها عام ،1944، وترك لها والدها صادق الملائكة مؤلفات أهمها موسوعة "دائرة معارف الناس" في عشرين مجلداً.
غادرت العراق في الخمسينيات واتجهت إلى الكويت واستقرت هناك، حيث عملت مدرسة للأدب المقارن بجامعة «الكويت»، ثم غادرت العراق بعد الغزو الأمريكى، لتتوجه إلى القاهرة وتستقر بها عام ١٩٩١، وأقامت في حي «سراى القبة» حتى وفاتها عام 2007.
وتعتبر نازك الملائكة أول من كتبت الشعر الحر في عام 1947 وتعد قصيدتها المسماة "الكوليرا" من أوائل الشعر الحر في الأدب العربي،ولتلك القصيدة حكاية حيث تأثرت نازك بانتشار مرض الكوليرا في مصر آنذاك وكتبت قصيدتها الشهيرة التي أعادت صياغتها مرة أخري لتتواكب مع شكل حديث بخلاف التقليدي الذي كتبته المرة الأولي ،كما يعتبر ديوان "عاشقة الليل" أول عمل ينشر لها في نفس العام واعتبره المثقفون مدرسة جديدة في الشعرية العربية،والذي قالت فيه: يا ظلامَ الليــلِ يا طــاويَ أحزانِ القلوبِ
أُنْظُرِ الآنَ فهذا شَبَحٌ بادي الشُحـــــوبِ
جاء يَسْعَى ، تحتَ أستاركَ ، كالطيفِ الغريبِ
حاملاً في كفِّه العــودَ يُغنّــــي للغُيوبِ
ليس يَعْنيهِ سُكونُ الليــلِ في الوادي الكئيبِ
هو ، يا ليلُ ، فتاةٌ شُهد الوادي سُـــرَاها
أقبلَ الليلُ عليهــا فأفاقتْ مُقْلتاهـــــا
ومَضتْ تستقبلُ الواديْ بألحــانِ أساهــا
ليتَ آفاقَكَ تــدري ما تُغنّــي شَفَتاهــا
ومن أعمالها "الشمس التي وراء القمة ،منخدر التل ،قناديل لمندلي المقتولة ،."شظايا الرماد"، "الصلاة والثورة".
و"سايكولوجية الشعر" نقد أدبي.
تزوجت نازك الملائكة من الدكتور عبد الهادي محبوبة، وتوفي قبل رحيلها بعامين في عام 2005 ولها ابن يدعى البراق، وعرفت نازك الملائكة بحبها للعزلة فعاشت في وحدة اختيارية حتى ماتت عام 207 بالقاهرة عن عمر يناهز 84 عاما بعد رحلة ابداعية تربعت فيها علي عرش التجديد في القصيدة.