خلود الشعار
نجح الرئيس عبد الفتاح السيسي، في إعادة مصر إلى ريادتها في قلب القارة السمراء وتحريك عدد من الملفات العامة والشائكة مثل سد النهضة الإثيوبي، ومواجهة الفكر المتطرف وهدم أوكار الإرهاب وبتر أزرعه إقليميًا ومحليًا، وسرعان ما برزت نتائج زيارة الرئيس لأربعة دول إفريقية، حيث قررت حكومة التشاد طرد السفير القطري من بلادها بعد أيام قليلة من زيارة الرئيس المصري، واتهمته بدعم كيانات متطرفة من شأنها زعزة استقرار البلاد.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد بدأ جولة رسمية إفريقية منتصف الأسبوع الماضي، استغرقت أربعة أيام، زار خلالها كل من تنزانيا، ورواندا، والجابون، وتشاد.
وأصدرت دولة تشاد، أمس، قرارًا بإغلاق السفارة القطرية، وطردها للسفير وجميع الدبلوماسيين العاملين بها، واتهمت الدولة الإفريقية قطر بمحاولة زعزعة استقرارها.
وقال إبراهيم حسين طه، وزير الخارجية التشادي، إن قطر تقوم بأعمال تهدف لزعزعة الاستقرار فى تشاد، فضلًا عن وجود جماعات معادية لتشاد تدعمها قطر وهى موجودة فى ليبيا.
وأكد دبلوماسيون وبرلمانيون، أن توضيح الرئيس السيسي لبعض الأمور أمام الدول الإفريقي أزال كثير من اللبس وكشف العديد من الحقائق والمخططات الكيدية سواء للقاهرة أو القارة السمراء بأثرها.
مهمة الرئيس
النائبة غادة عجمي، عضو لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب، قالت إن مهمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، جولته الأخيرة لبعض الدول الإفريقية خلال الفترة الأخيرة كانت لتوضيح الأمور، ووضع الآليات اللازمة للقضاء على الإرهاب في المنطقة، وكذلك الداعمين له، مشيرة إلى أن المراحل التي يمر بها الرئيس في سفره للدول الخارجية مدروسة ومعروف سياستها وتخطيطها
ودور مصر في محاربة الإرهاب عالميًا.
وأضافت لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس يسعى لتوضيح الأمور للعالم بأثره، باستخدام الأدلة والبراهين وليس الأحاديث فقط، مؤكدة أنه من الطبيعي أن تكون مصر في حالة تثبيت الرؤى التي تسعى إليها، متمنية أن يجتمع العالم على رأي واحد لسلامته قبل سلامة مصر.
وتابعت:" أن مصر ممثلة في الرئيس السيسي أولًا دورها توضيح الرؤية بالأدلة، حيث أنها تسعى لوضع مصر في مكانتها الصحيحة، والعمل على قيادة الحرب الفعلية ضد الإرهاب على مستوى العالم كافة.
توضيح الأمور للدول الإفريقية
النائبة إيفلين متى، عضو لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب، قالت إن هنامك بعض الدول تستفيد من خبرة مصر وقائدها فشخصية الرئيس عبد الفتاح السيسي وهيبة مصر جعلت الجميع ينصوت جيدًا لحديثه يتعلمون منه دراسة الأمور والأضاع في البلاد، مشيرة إلى أنه من الممكن أنهم كانوا ينظرون لقطر من منظور آخر، ولكن بمجرد جلوسهم مع الرئيس وتعرفوا على الوضع الحقيقي، أيقنوا أن قطر هي المورد والداعم الرئيسي للإرهاب.
ولفتت لـ"الهلال اليوم"، إلى أن لكل دولة حرية الاختيار، فليس هناك إجبار لفصل أو قطع دولة علاقتها مع قطر، ولكن لكل دولة اقتناعاتها الشخصية المناسبة لها ولسياساتها أيضًا مع الدول الأخرى، مؤكدة أن الرئيس السيسي قائد في الدول الإفريقية، ويُعرف للجميع ما يسعى إليه، مما يجعل الدول الأخرى تحترم رأيه، لأن مصر من أقوى الجيوش على الساحة الأفريقية والعربية.
طرد السفير
وأضافت، أن هذا الأمر يجعل الدول الأخرى تأخذ الدعم والقوى، وذلك نتيجة المحادثات بين الطرفين، وتوضيح الأمور فيما يخص دعم قطر للإرهاب، هي من دفعت التشاد لطرد سفير الدوحة، مشيرة إلى أن ما حدث من خلال زيارة الرئيس كان عبارة عن توضيح للرؤى فقط لبعض الدول الأفريقية التي زارها.
وأكدت، أن الإرهاب يتوغل في هذه الدول أيضًا، ويستغلون بعض المواطنين الفقراء وأصحاب النفوس الضعيفة في تنفيذ العمليات الإرهابية، قائلة : "أنهم يلعبون على احتياجات الأفراد".
اللعب على المكشوف
الدكتورة هبة البشبيشي، الخبير في الشئون الإفريقية بمعهد الدراسات الإفريقية، قالت إن العمليات الإرهابية وعناصرها أصبحت تستخدم استراتيجة "اللعب على المكشوف" في دول العالم كافة، مؤكدة أن الدول الداعمة للإرهاب أصبحت معروفة للدول المختلفة، فكان لزيارة الرئيس تأثيرًا كبيرًا ليس فقط على المنطقة الأفريقية بل على الساحة العربية والدولية أيضًا.
وأضافت البشبيشي، أنه عقب زيارة الرئيس السيسي للدول الأفريقية، خفضت أمريكا المساعدات والمعونة العسكرية لكافة الدول، فضلًا عن تصرف دولة تشاد اليوم بطرد السفير القطري، مشيرة إلى أن هذا رد فعل للزيارة المصرية، حيث أن مصر تمتلك أدلة تدين قطر بالعمليات الإرهابية، وتم تقديمها في مجلس الأمن.
رد الفعل
وأكدت، أن الدوحة أكبر داعمة وممولة للجماعات الإرهابية في مصر، لافتة إلى أن زيارة الرئيس السيسي كانت قصيرة ومكثفة ولها أهداف، أهمها تقديم الدعم العسكري والفني للدول الأفريقية، مما أصبحت ردود الفعل سريعة ومفاجئة.
وتابعت:" أنه من المتوقع أن تتخذ الدول التي زارها الرئيس نفس موقف دولة تشاد، ولكن مع مراعاة مصالحها أيضًا في ذات الوقت، مثل "الجابون وتنزانيا ورواندا" وغيرها، ولكن من الواضح أنه هناك تحرك كبير تسعى إليه مصر في المنطقة الأفريقية، متوقعة أنه سيكون هناك مزيد من ردود الأفعال، والتحركات الدولية خلال الفترة القادمة.