الثلاثاء 21 مايو 2024

في ذكرى رحيل النقشبندي قيثارة الابتهال .. نكشف علاقته بالسادات وأم كلثوم

14-2-2017 | 10:53


تحل اليوم ذكرى رحيل قيثارة الابتهال والإنشاد الديني الشيخ سيد النقشبندي، وفي ذكرى النقشبندي نهر الصفاء الروحي نكشف النقاب عن عدة مفاجآت،فإن تكن للأيام علامة ، نعم فهو من علامات الأيام ، وللتأكيد فإن النقشبندي من علامات وروائح شهر رمضان ، وإن لم تبدأ الإفطار على إنشاد وابتهال النقشبندي، فسوف تشعر بنقص كبير، وإن سمعته دون رمضان فصوته يأخذنا في لمح البصر لنتذكر ليالي الشهر الكريم .

في يوم الأربعاء السابع من مايو عام 1969 وقف الشيخ سيد النقشبندي في مسجد السيد أحمد البدوي بطنطا لتصوير مشاهد من فيلم تسجيلي لم يرَ النور وهو فيلم "الطريق الطويل" والفيلم يرصد مشواره في رحاب الأولياء ، وأثناء تواجد الشيخ وفريق العمل بالمسجد فوجئ الجميع بثلاث سيارات يهبط منها شخصيات مهمة وتدخل المسجد ، لم يصدق الشيخ عيناه عندما رأي محافظ الغربية وجيه أباظة وقيادات المحافظة ومعهم كوكب الشرق أم كلثوم ، وقد دخلوا المسجد لقراءة الفاتحة تلبية لرغبة أم كلثوم التي وصلت إلى طنطا لإحياء حفل خيري لصالح المهجرين من أبناء القنال، تعجب الشيخ من تدابير القدر التي دائماً ما تسعد الإنسان ، فهاهو يرى أم كلثوم أمامه دون ميعاد، وهناالتقى النهران ، نهر الطرب ونهر الإنشاد ..

 وخلال اللقاء عبر لها الشيخ عن فرحته بهذا الصدفة التي أسعدته، وأنه من محبي فنها وأنه أنشد في شبابه الكثير من قصائدها مثل "ولد الهدى" و"نهج البردة" و"سلو قلبي" و"رباعيات الخيام".

وسعدت أم كلثوم برؤية الشيخ وحديثه فقد كان من رموز دولة الإنشاد وكانت تسعد بسماع ابتهالاته وتتعجب من قدرته وسلاسته في التنقل بين المقامات الموسيقية ، واستمرت العلاقة الطيبة بينها وبين الشيخ سواء كانت لقاءات في مناسبات عامة أو اتصالات منها لتسمع منه بعض المقامات .

ونعود للمفاجأة الكبرى التي ذهبت في طي النسيان وهي الفيلم التسجيلي "الطريق الطويل" الذي تم تصويره عن حياة الشيخ سيد النقشبندي في رحاب أولياء الله الصالحين ، وكانت الفكرة للمخرج مصطفى كمال البدري، وقد حازت إعجاب النقشبندي، حيث بدأ التصوير بمسجد السيد البدوي الذي ارتبط به طوال حياته، ولم يفارقه منذ صباه مروراً بمسجد السيدة زينب والحسين رضي الله عنهما حتى ضريح الشيخ عبد الرحيم القناوي بصعيد مصر ، وتم تسجيل الابتهالات والأدعية باستوديو مصر ولم يظهر هذا الفيلم التسجيلي للنور حتى الآن ، لذا ننتهز الفرصة، ونطالب بالإفراج عنه فهو بالتأكيد توثيق لمشوار النقشبندي مع مزيد من الابتهالات التي سجلت داخل الفيلم.

أما سر ارتباط الموسيقى بصوت الشيخ النقشبندي، فكانت البداية عندما تواجد الشيخ في مسجد السيدة زينب ليحيي ليالي مولدها وإذا به يجد فريقا من الإذاعة يبدأ في تسجيل ابتهالاته، وكان يقود الفريق المذيع مصطفى صادق الذي انبهر بصوت النقشبندي، ووجد فيه ضالته التي كان يبحث عنها، وهي فكرة

رمضانية يقدم من خلالها أدعية وابتهالات تصاحب إفطار الصائمين، وطلب منه الحضور معه للقاء الإذاعي الكبير محمد محمود شعبان، وبالفعل أنشد النقشبندي عدة ابتهالات في خمس دقائق، وتم عرضها على شعبان الذي أقرها وسمح بقيـد النقشبندي ضمن مبتهلي ومنشدي الإذاعة دون اختبار ، وتصادف وجود الكاتب والملحن محمود إسماعيل جاد الذي اقترح أن يكون للأدعية مقدمة ونهاية، وأحضر فرقة مكونة من ثلاثة دفوف، وثلاثة نايات وستة من الكورال ليبدأ في تسجيل ابتهال الله يا الله لينطلق معهم الشيخ وتكون هذه هي المرة الأولى التي تصاحب صوت الشيخ آلات موسيقية وكورال ، ومن المعروف أن الملحن بليغ حمدي أكمل تسجيل ابتهالات النقشبندي وأيضاً كثير من الملحنين منهم عبد العظيم محمد وسيد مكاوي وغيرهما .

 وكانت للشيخ مكانة خاصة في قلب الرئيس السادات ودائماً ما كان يدعوه في بيته لسماع صوته، وأيضاً لتعطير كثير من المناسبات منها عرس ابنة السادات حيث كان المحن بليغ حمدي ضمن الحضور وطلب منه أن يمزج ألحانه بصوت الشيخ النقشبندي ، وبالفعل نفذ بليغ رغبة الرئيس التي تعد استكمالاً لما بدأه الملحن الإذاعي محمود إسماعيل جاد.

بقي أن نسعد محبي الشيخ النقشبندي بعثورنا على قصيدة "رباعيات الخيام" التي غنتها أم كلثوم كاملة بصوت الشيخ النقشبندي.