بقلم – إيمان النجار

بالأرقام يحتل «التسمم الغذائي» المركز الثانى بعد التسمم الدوائى وبنسبة تصل لنحو ٣٠ ٪ من حالات التسمم بشكل عام.

نبهت وزارة الصحة منذ عامين تقريبا للخطر الذى يهدد حياة المصريين خاصة فى ظل قلة أعداد مراكز التسمم، فبدأت بتنفيذ خطة للتوسع فى عدد مراكز السموم فكانت حتى عام ٢٠١٥ نحو ٦ مراكز فقط، وخلال شهرين سيدخل الخدمة بكامل طاقتها عدد ٢٠ مركزا للسموم.

الدكتور شريف وديع، مستشار وزير الصحة لشئون الرعايات العاجلة والحرجةأكد أن الوزارة بدأت بدأنا خطة لإنشاء مراكز للسموم فى مختلف محافظات الجمهورية والوصول بها للمعدلات العالمية، وكان عدد مراكز السموم فى سبتمبر ٢٠١٥ ثلاثة مراكز فقط تابعة لوزارة الصحة، وثلاثة مراكز جامعية بجامعة القاهرة وعين شمس والإسكندرية وهذا العدد قليل جدا مقارنة بعدد السكان وحالات التسمم؛ لذا كانت خطة إنشاء مراكز السموم لضمان وصول المريض خلال الفترة الذهبية لإنقاذه، وبلغ عددها حاليا نحو ٢٣ مركزا إضافة إلى ٢٠ مركزا كمرحلة أولى موزعة فى مختلف محافظات الجمهورية بتكلفة بلغت نحو ٦ ملايين جنيه، وتعمل هذه المراكز بشكل تمهيدى ومتوقع أن تعمل بكامل طاقتها خلال شهرين؛ حيث سيتم توريد كافة المستلزمات والمستهلكات الطبية، وكذلك مضادات السموم والأدوية المطلوبة، ومن المقرر أن يصل العدد لنحو ٤٣ مركزا نهاية العام الجاري، والخطة تشمل الوصول بها لنحو ٦٠ مركزا فى عام ٢٠٢١ «.

وفقا لبيانات قطاع الطب الوقائى بوزارة الصحة والسكان، فإنه بلغ إجمالى بلاغات اشتباه التسمم الغذائى خلال عام ٢٠١٦ نحو ٧٣٤ بلاغا، البلاغات المؤكدة منها معمليا نحو ١١٢ بلاغا، وحسب التقرير فى معظم الحالات بسبب المكورات العنقودية الذهبية من أطعمة تم طهيها بالمنزل وبالأخص الأرز، وبلغ عدد الوفيات نحو ١٢ حالة منها ١٠ حالات شبهة جنائية وحالتان تسمم «بيتيوليزم» خاصة فسيخ معد بالمنزل، وحالة نتيجة تناول سمك القراض السام تم صيده بمعرفة المتوفي.

فى ذات السياق قال الدكتور هشام عطية الشخيبي، مدير المركز القومى للسموم بجامعة القاهرة الأسبق: التسمم الغذائى من أعلى النسب ويأتى فى المرتبة الثانية بعد التسمم الدوائى، وتصل نسبة التسمم الغذائى من حالات التسمم عموما إلى ٣٠ ٪، وحالات منها تصل لحد الوفاة، والتسمم الغذائى أنواع، فهناك تسمم ناتج عن استخدام مبيدات لرش الأغذية أثناء الزراعة، أو ناتج عن استخدام مواد حافظة أو بسبب التصنيع للمواد الغذائية الموجودة فى المعلبات مواد ممكن تؤدى لمشكلات صحية، كما أنه من الممكن أن يحدث نتيجة طريقة حفظ الأغذية فى المنزل غير الجيدة فتتعرض للتلف، أو أنها أغذية معلبة ومحفوظة ونتيجة سوء فى طريقة التخزين أو المواد الحافظة المستخدمة تنشط البكتيريا اللاهوائية داخل الأغذية وتحدث السموم التى تؤدى للتسمم الغذائي، لكن بعد انتشار مراكز السموم بدأت تقل معدلات الوفاة، ومن الصعب حصر هذه المعدلات لأنها تحتاج إلى إحصائية قومية ولا توجد قاعدة بيانات شاملة نقدر نحدد بها نسب الوفاة، لكنها موجودة.

وأضاف: التسمم الغذائى تندرج تحته عدة مراحل منها النزلات المعوية والإسهال والقيء، ومن الممكن ارتفاع فى درجة الحرارة، وهناك حالات تصل لمرحلة البيتيوليزم حيث يؤدى فيها التسمم للشلل فى الجهاز التنفسى وقد يؤدى للوفاة،وفى النزلات المعوية فى بعض الحالات ممكن الجسم يفقد سوائل كثيرة بما يؤثر سلبا على الحالة الصحية العامة وتؤدى للوفاة إن لم يتم التعامل طبيا سريعا مع الحالة حيث يفقد الجسم المعادن بكمية كبيرة ويحدث خلل فى وظائف الجسم من كلى وكبد وغيرها من الأعضاء، وحسب الدرجة أو المرحلة التى وصل لها المصاب تتحدد درجة الخطورة فمثلا فى مرحلة البيتيوليزم، من الممكن أن تحدث الوفاة خلال نصف ساعة لو لم يتم التعامل الطبى سريعا مع الشخص.