.. هل سمعتم عن “ برميل الموت” الذي يضع فيه تجار الطيور الدواجن بعد ذبحها فينتقل المرض بينها ويدفع المواطن الثمن؟.
.. هل تعلمون شيئا عن “ جبنة الغسالة” التي تنتشر فى الأسواق ولا تتوافر فيها أي مواصفات صحية؟
.. هل يعرف احد كيف يتم غش اللحوم و “تسييح” اللحوم البرازيلية والسودانية المجمدة وبيعها للمصريين علي أنها طازجة؟.
.. هل تعرفون كيف يتم غش الألبان السائبة بمواد مسرطنة أو غش السمن المعبأ فى برطمانات زجاجية وبيعه علي انه بلدي؟
.. هل توقف أحدكم أمام كوارث سندوتشات الكبدة والسجق، أو الفول الأحمر بسبب استخدام مواد تسريع الطهي، أو الكشري المضروب؟
هل توقع أحد أن محلات ومطاعم الكبار التي يذهب إليها الصفوة والأغنياء وأسعارها مرتفعة مثل قدورة ولابوار تكتشف الأجهزة الرقابية أنها تبيع أغذية فاسدة أو منتهية الصلاحية أو غير صالحة أصلاً للاستخدام الآدمي ومن خلال هذه الأغذية يحقق أصحاب تلك المطاعم والمحلات المليارات علي حساب صحة وحياة المصريين؟
هل يصدق أحد أن مصانع لها اسم واستثمارتها بالمليارات وتحظي بثقة المصريين تستخدم مواد صناعية مسرطنة أو غير آمنة وتبيع سلع ومنتجات بالمليارات اعتماداً على أن أحدا لن يحاسبهم؟
ما هي الـ٢ مليون كيلو جرام أغذية غير صالحة التي أعدمتها إدارة الأغذية بوزارة الصحة؟
أو الستة ملايين كيلو سلع التي أعدمتها الأجهزة الرقابية بوزارة التموين؟
كل هذه سلع وأغذية يجني بعض التجار من ورائها مليارات ويدفع ثمنها المواطن المخدوع.
المؤكد أن هناك إرادة سياسية واضحة لمكافحة أى نوع من الفساد ودون أى توازنات أو خضوع لأى ضغوط، والرقابة الإدارية وجهودها في هذا الاتجاه خير دليل.
كل هذه ظواهر موجودة فى السوق المصري، أغذية غير آمنة، وأجهزة رقابية تبذل قصارى جهدها لمواجهة الغشاشين وتجار الأغذية الفاسدة، لكن على قدر هذا الجهد تبقى كارثة الغذاء غير الآمن ويبقى خطر الإصابة وربما الموت فى ساندوتش أو وجبة أو طبق الكشري بسبب قلة الضمير والطمع فى الكسب الحرام ليس فقط لدي الباعة والتجار وأصحاب المحلات والمطاعم وإنما عند بعض مفتشي التموين والصحة الذين يغمضون أعينهم مقابل رشاوى والنتيجة حالات تسمم وأمراض تنفق الدولة مليارات لعلاجها.
يبقى الأمل فى مواصلة الأجهزة الرقابية جهودها وفى الهيئة القومية لسلامة الغذاء التي تم تشكيلها بقرار رسمى من رئيس الوزراء مؤخراً لتحمي المواطن من غش التجار وتنقذه من الأغذية الفاسدة
فى هذا الملف نفتح ملف الغذاء فى مصر، ونواجه المسئولين عن الأجهزة الرقابية، ونسأل رئيس هيئة سلامة الغذاء .. ماذا ستفعل الهيئة الوليدة لتؤدي واجبها وتحقق إرادة الدولة فى حماية المصريين، وهل تستطيع مواجهة مافيا الغذاء الفاسد فعلاً وخاصة مافيا الكبار أم ستكون مثل الأجهزة التي سبقتها.. حبراً على ورق ؟