كتب : حاتم جمال
عندما يتلاقى عبق التاريخ بتراثه وفكره وشكله المعمارى مع المعاصرة بفنونها المختلفة التى تراعى أذواق أفراد الأسرة، يصبح للفن رسالة وهدف يتحقق على أرض الواقع.. هذا ما فعله مهرجان قلعة صلاح الدين للموسيقى والغناء فى دورته الـ 26 الذى تنظمه وزارة الثقافة متمثلة فى دار الأوبرا المصرية التى نجحت فى ترسيخ المهرجان وجذب نجوم الغناء العربى للمشاركة فيه..
مهرجان هذا العام انتصر للناس الغلابة والبسطاء وقدم لهم وجبة فنية دسمة تفوقت على حفلات حيتان الساحل فى نقاط..
1- شهد المهرجان مشاركة كوكبة من نجوم الغناء العربى فحرصت الأوبرا على اجتذاب نجوم الصف الأول على رأسهم النجم هشام عباس فى أولى مشاركته بالمهرجان بجانب النجوم الشباب أحمد سعد ونسمة محجوب وخالد سليم وريهام عبدالحكيم والتونسية غالية بن على ومحمد محسن وأحمد جمال بجانب نجوم الفن الكبار أمثال محمد الحلو ومدحت صالح ونادية مصطفى وايمان البحر درويش وعلى الحجار.
2- أمام الآلاف التى تدفع ثمناً لتذكرة حفلات حيتان الساحل قامت إدارة الأوبرا برفع سعر التذكرة لتتراوح بين 5 و10 جنيهات للفرد أى أن الأسرة المكونة من خمسة أفراد تستمتع فى أمسية فنية لسماع النجوم لايف وهو الهدف الأساسى من المهرجان.
3- لم يقتصر مهرجان القلعة على تقديم فقرات الغناء فقط بل قاموا بتطعيمها بفرق الانشاد الدينى والموسيقى المختلفة لإظهار التنوع الموسيقى المصرى من الشعبى إلى الصوفى إلى المعاصر وظهر هذا فى فرقة ياسين التهامى والمنشد عامر التونى بجانب فرق لايف تيم ريف جاز باند والأخوة أبو شعر السورية وسداسى شرارة وعازفة الماريمبا نسمة عبدالعزيز وفرقتها والمطربة صابرين النجيلى وايقاع سعيد الارتيست. هذا مغاير لما يقدم فى حفلات الساحل الذين حاولوا تدارك ضعف الإقبال باستقدام راقصات قبل أى حفل.
4- الجمهور نفسه التزم بقواعد الحفلات الغنائية فى المظهر والشكل فلا توجد ملابس خارجة كما يحدث فى حفلات الحيتان الساحلية من بكينى وخمور وغيرها.
5- مزجت هذه الحفلات الأغانى المعاصرة بالتراث فمعظم النجوم يغنون أغانيهم الخاصة بجانب بعض الأغانى التراثية التى تظهر قدرتهم الغنائىة وهذا لا يتوافر فى حفلات الساحل.
6- من الايجابيات تقديم الحفلات فى المهرجان لمدة أسبوعين متتاليين بعد أن زاد طلب النجوم علي المشاركة فكان فى الأعوام السابقة المهرجان أسبوعاً ثم أصبح عشرة أيام وهذا العام 15 يوماً متتالية يقدم فيها 29 حفلاً متنوعاً وهو ما لا يحدث فى حفلات الساحل حيث يقدم حفل كل فترة وفى أماكن متفرقة.
7- تفوقت دار الأوبرا فى المهرجان من حيث نسبة الاقبال فمتوسط حضور الحفل يومياً ستة آلاف مشاهد أى ما يقرب من مائة ألف مشاهد طوال فترة المهرجان وهو رقم صعب تحقيقه فى حفلات الساحل ذات التذاكر المرتفعة.
8- توفير وسائل النقل مجانية من داخل القلعة إلى مقر المسرح لخدمة الجمهور وهو لا يتوافر فى حفلات الساحل حيث تذهب كل أسرة بسيارتها.
9- مكان الحفل داخل القلعة فى وسط القاهرة الأمر الذى يعطى سهولة التحرك فى الذهاب والعودة على عكس حفلات الساحل التى لابد من السفر إليها والمبيت هناك.
10- انتظام مواعيد الحفلات وهو السمة التى ميزت مهرجان هذا العام وحرص النجوم على الحضور مبكراً للتواجد مع الجمهور والتسجيل مع القنوات الفضائية وعمل حوارات صحفية وهو أمر صعب المنال فى الحفلات الساحلية التى يسيطر عليها الجاردات.