«همهمات كثيرة تعلو وتعلو بين الناس، جثة مولود تسكن القمامة، دموع أمهات تنظر لجثمان الصغير وتتحسبن، وآباء يحبسن دمعاتهن ويتلون الفاتحة، والجميع يردد لابارك الله في قاتليك ياصغيري».

البداية كانت بإلقاء أحد الأشخاص القمامة داخل الصندوق في الشارع بمنطقة مصر القديمة، ليتفاجيء بوجود جثة طفل حديث الولادة داخل الصندوق، فانتابته حالة من الصدمة واقشعر بدنه، خاصة بعدما تأكد أن الطفل متوف، ليتم إبلاغ الشرطة، وتتحول المنطقة لخلية نحل ممتلئة برجال المباحث في مكان، يبحوثون عن قاتل الطفل، وهويته خاصة أنه لا توجد أي إصابات ظاهرية بجسده، وبدأ رجال الشرطة في محاولة كشف غموض الواقعة.

وقام رجال الشرطة بتفريغ الكاميرات الموجودة فى محيط صندوق القمامة، وكذلك الأماكن المجاورة، وفي محيط المنطقة، وتبين أن الكاميرات رصدت سيدة وشابا أثناء قيامهما بحمل الطفل الصغير والتوجه به إلى الصندوق وإلقائه داخله خلسة دون أن يشاهدهما أحد.

وبعد أن ألقى المتهمان الطفل داخل الصندوق غادرا المكان سريعًا وبحذر، وقام رجال الشرطة بتحديد مكان تواجدهما، وتحركت مأمورية وتم ضبطهما واقتيادهما إلى قسم الشرطة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في الواقعة. 

وأمرت جهات التحقيق بسرعة إجراء تحريات الشرطة في الواقعة، وعرض الطفل على الطب الشرعي، لبيان سبب الوفاة، وإعداد تقرير مفصل وبيان احتمالية وجود شبهة جنائية، كما أمرت عرض السيدة والشاب على الطب الشرعي لإجراء تحليل البصمة الوراثية لبيان مدى تطابقها بالبصمة الوراثية الخاصة بجثة الطفل ومدى صلتهما به.