أتحدث اليوم عن رواية ”ستوكر – Stalker”، وهي رواية قصيرة مصورة من تأليف الكاتبة نهى صبحي، تحكي قضية مهمة في وطننا العربي، حيث أصبح الكثير من الشباب والشابات يتعرضون لها من داخل العالم الافتراضي في آخر ثلاث سنوات، وهي قضية "الإبتزاز الإلكتروني".
قبل أن أتحدث في الكتاب يجب أن نعرف معنى كلمة "الإبتزاز الإلكتروني"، وهو عملية تهديد وترهيب للضحية بنشر صور أو مواد فيلمية أو تسريب معلومات سرية، مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال عبر الدفع إلى القيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين، كالإفصاح بمعلومات سرية خاصة بجهة العمل أو غيرها من الأعمال غير القانونية.
وعادة ما يتم تصيد الضحايا عن طريق البريد الإلكتروني، أو وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة كـ الفيس بوك، تويتر، وإنستجرام، وغيرها نظرًا لانتشارها الواسع واستخدامها الكبير من قبل جميع فئات المجتمع.
وتتزايد عمليات الابتزاز الإلكتروني في ظل تنامي عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي والتسارع المشهود في أعداد برامج المحادثات المختلفة.
في حالة الرواية التي كتبتها الأديبة نهى صبحي نتحدث عن أحد أكبر مشاكل الوطن العربي والتي بدأت تظهر بشكل كبير في آخر ثلاث أعوام، مجيبة على السؤال: ”كيف يمكن للإنترنت التلاعب بالعقول الشابة حتى تصل إلى التمادي والشك في أعضاء العائلة أو الأصدقاء”.
بعض الشباب والشابات الذين يتم إبتزازهم لا يعرفون كيفية التصرف بسبب تلاعب المبتز بعقولهم، ليخيفهم ويأخذ ما يريد.
في حالة الرواية تحاول الكاتبة أن توصل رسالة للشباب حتى يصبحوا واعين بطريقة قصصية مذهلة، تشدهم حتى يقفوا لحقوقهم كبشر في هذه الأمة الميتة، وتساعدهم في محاولة لنشر الوعي عن الإبتزاز الإلكتروني.
من أجمل ما قرأته في هذه القصة أيضًا والذي كان يسبب لي قشعريرة بدون سبب:
- كف عن المطاردة وإرهاب العالم...
- الإرهاب لا يقتصر على استخدام الأسلحة وطلقات الرصاص فقط...
- إرهاب النفوس وإغتيال الأمان أكثر فتكًا وأشد قسوة...
قد يرى البعض أن هذه القصة ليس لها معنى بالنسبة لهذا الجيل، فأحب أن أرد عليه وأقول إن هذه القصة وهذه الفكرة النبيلة يجب أن يتم توصيلها لجميع شباب الوطن العربي، حتى يعم الوعي، بالأخص أن عدد الانتحارات الناتج عن "الإبتزاز الإلكتروني" قريبًا سيصبح عند أرقام فلكية إذا لم يعم الوعي.
رواية جيدة أنصح الجميع بقراءتها، وإذا كنت أبًا أو أمًا يتابع هذا الكلام أرجو منك ألا تستهين بقضية كهذه، لأن عواقبها على الإنسان كبيرة، وقد يتم تجريد الإنسان من مشاعره بسبب مواضيع كهذه. حاولوا دائمًا التواصل مع أبنائكم، ومعرفة مع أي بيئة هم يتعاملون، لأن العالم أصبح خطرًا على الكبير الصغير.