كثيرا ما نُقحم أنفسنا في أمورا تزيد من بالتنا طينا لمجرد إننا نملك من الخجل قدرا يجعلنا لا نقدر الرفض وهو أمر قد يكلفنا إتلاف علاقات وقطع أرحام ومسائل كبيرة أبدى بأن نعمل على وصالها ولكن بأسلوب لا يجعل السائل ينفر أو يزداد حقدا أو يحنق عليك قائلا (إشمعنا أنا).
تعميم السلوكيات هو أمر بالغ في الروعة كما هو عدل أيضا ويخلق سمعة طيبة تجاهك فعندما تحضر سيرتك يقولون (فلان) لا يحب التدخل في شأن غيره احتراما، عوضا من أن يقولوا (فلان لا يحب مساعدة آخر ولا يستنقي فلان ليساعدنه دون غيره)، فالرفض هنا ليس رفضا بمعناه الكلاسيكي لأنه لم يطلب منك ترياقا تملكه ولكنه رفضا لإقحامك في أمورا حياتية لا تملك فيها قرارا ورأيك فيها لا يزيدها سوى بناء جسور من التكتلات بينك وبين طرفي النزاع أو المصلحة.
الرفض بشياكة سلوك يجب أن نتداركه لنعممه في أسلوب حياتنا بدون تضليل ولا تجريح ولا التطرق لأسباب تجعل السائل يظن أن هناك آخر يمنع عنه مساعدتك فتخرج من مأزق لتقحم آخر فيه وهو أمرا غير مقبول تماما.
وكيف نرفض دون كل ما ذكرت؟ هو سمعة ستكتسبها مع مرور الوقت إن لم يذكروا محاسنك سيذكرون أنك لم تنفع ولم تضر والأهم (لم تضر) والأجمل لا توعد بما لم تجاهد حتى يقع..
لم تقولي حتى الآن كيف أرفض؟
هذا هو لم أفعل أي لم ـأقول وهو نوع من أنواع الرفض الذي يجب أن يعتاد سائلك تفهمه فعندما تصمت وتتجاوز ما طلب يحترم بدوره صمتك ولا يكرره وهو سلوك يسود بالتمرن وكثرة التعرض يبدو حاذق متواري ولكنه الأفضل..
جميل وماذا أن لم يتفاهم صمتي رفضا وكرر طلبه؟
هذا النوع من السائلين إن لم يصله المضمون من الصمت فهو يفتقر الكثير من الحساسة وهي شئ لا يناسب من ينهجون السلوكات التقويمية والإصراف عن معرفة أمر حتمي مهما طال الأمر وهنا لا بديل أن تكرر السؤال برفض مباشر (أعتذر لن أقحم نفسي في ذلك).. انتهى.
- ولن تنتهي كبسولتي هذه (شياكة الرفض) دون إيجاد منهجية علمية نتكأ عليها لتحررنا من أي إثم يحتمل.. بانتظار ألبرت لتفعل.