الثلاثاء 24 سبتمبر 2024

اكتشاف سلحفاة نهرية يرجع عمرها لأكثر من 70 مليون سنة بالوادي الجديد

جانب من الاستكشاف

أخبار19-2-2023 | 21:24

دار الهلال

أعلن الدكتور عبد العزيز طنطاوي، رئيس جامعة الوادي الجديد، تمكن فريق بحثي مشترك بين جامعتي الوادي الجديد والقاهرة عن اكتشاف سلحفاة نهرية جانبية العنق بمنطقة جناح جنوب شرق مدينة الخارجة بالوادي الجديد.

وقال طنطاوي، في بيان اليوم الأحد، إن هذا النوع تم اكتشافه وتسجيله للمرة الأولى في مصر وشمال أفريقيا باسم khargachelys carioensis نسبة إلى مدينتي الخارجة والقاهرة، والتي يرجع عمرها لأكثر من 70 مليون سنة، وعاصرت الديناصورات، مضيفا أن هذا النوع من السلاحف التي تعيش في الأنهار والمياه العذبة وهي عبارة عن صدفة شبه كاملة.

وأشار إلى أن هذه المجموعة متواجده في التاريخ الجيولوجي على فترات متفرقه، ولم تسجل من قبل في هذا العصر، ويعد هذا الاكتشاف استكمالا للسجلات الأحفورية للسلاحف القديمة في أفريقيا.

من جانبه قال الدكتور جبيلي عبدالمقصود أبوالخير، مدير مركز الحفريات الفقارية بجامعة الوادي الجديد، إن منطقة قرن جناح تعد من المواقع المكتشفة حديثا من قبل مركز الحفريات الفقارية بجامعة الوادي الجديد، والتي تمثل أحد أهم المواقع التي تحتوي على أعداد كبيرة من السلاحف النهرية والبحرية وكذلك العديد من بقايا الديناصورات والتماسيح المتحفرة والتي يرجع عمرها للعصر الكريتاسي العلوي، والذي شهد التقدم الكبير للبحر التيثي "جد البحر المتوسط الحالي"، وذلك بعد عدة ترددات بسيطة للبحر على جنوب مصر والتي بدأت منذ أكثر من 120 مليون سنة ثم التراجع بعد ذلك لمسافات كبيرة ناحية الشمال متأثرا بعدة عوامل منها الحركات التكتونية والمناخ القديم، تاركا الفرصة الكبيرة للأنهار القديمة لتكوين الخزان الكبير بجنوب مصر.

وأضاف أنه بدأ بعد ذلك التقدم الكبير للبحر ناحية جنوب مصر وذلك بعد ارتفاع درجة حرارة الأرض نتيجة الاحتباس الحراري والذي يرجع لزيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو غطي البحر التيثي معظم الصحراء الغربية في هذا العصر، مكونا مسطحات مائية ضحلة كبيرة جدا ومستنقعات وبرك تغذيها مصبات الأنهار مكونة مياه شبه عذبة أو شبه مالحة سمحت للعديد من الكائنات الحية العيش بها مثل التماسيح والسلاحف وبعض الأسماك، كما أحيطت تلك المنطقة بالنباتات الكثيفة التي سمحت لبعض الكائنات الأخرى في العيش حول تلك المستنقعات مثل الديناصورات بأنواعها المختلفة، وتتمثل تلك الأحداث في طبقات الطفلة متعددة الألوان والممتدة لمسافات كبيرة بين واحتي الخارجة وباريس، وأيضا غرب واحة الخارجة حتى واحة الداخلة.

وتابع أن منطقة قرن جناح بجنوب الخارجة تتميز باحتوائها على عدد كبير من أصداف السلاحف النهرية والتي تجمعت بالقرب من بعضها في تلك المنطقة نظرا لتوافر الظروف المعيشية ووفرة الغذاء بتلك البرك والمستنقعات القديمة، كما تميزت المنطقة باحتوائها على بقايا للتماسيح والديناصورات آكلة العشب، والتي عاشت حول تلك المستنقعات والتي انجرف أجزاء منها عبر المصبات النهرية داخل تلك المستنقعات ليسمح له بالتحفر داخل طبقات الطين المكونة لتلك المستنقعات الممتدة.

ومن جانبه قال الأستاذ الدكتور محمد قرني عبدالجواد، أستاذ الحفريات الفقارية المساعد بقسم الجيولوجيا بكلية العلوم بجامعة القاهرة، إن هذا الاكتشاف الجديد للسلحفاة جانبية العنق تعبر عن الأهمية العظمى للصحراء الغربية بمصر؛ لاحتوائها على العديد من حفائر الأحياء الأرضية والبحرية والتي ظهرت بجنوب مصر عن غيرها من باقي دول إفريقيا، نظرا للظروف المناخية الملائمة لوجود تلك الأحياء والتي اختفت في باقي أجزاء إفريقيا خلال هذا العصر.

وذكر أن الاكتشاف الجديد يتميز بأنه يغلق الفجوة التاريخية بين الأعمار المختلفة لظهور السلاحف النهرية جانبية العنق والتي اختفت تماما من قارة إفريقيا خلال العمر الجيولوجي الكامباني 70 مليون سنة، التابع للعصر الكريتاسي العلوي حتى تاريخ هذا الاكتشاف لتظهر في جنوب مصر بمنطقة قرن جناح بالخارجة.

وأضاف أن البحث تم العمل عليه ونشره بإحدى المجلات المصنفة دوليا بالتعاون بين كل من جامعة واسيدا اليابانية وباحث من جامعة أسبانية وجامعة القاهرة وجامعة الوادي الجديد.

وقالت الباحثة سارة محسن، بكلية العلوم بجامعة الوادي الجديد، إن هذه السلحفاة جانبية العنق المكتشفة حاليا تتميز بطول عنقها وقدرتها على تحريكه على الجانبين بدلا من اختفائه داخل الصدفة، بالإضافة إلى قدرتها على المعيشة في عدة بيئات مثل البرك والمستنقعات والأنهار وعلى شواطئ البحار؛ ما زاد من قدرتها على الانتشار الجغرافي في عدة أماكن بقارات العالم المختلفة