نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية مقالا افتتاحيا خصصته لتطور الأحداث في مولدوفا وعلاقتها بالحرب في أوكرانيا جاء فيه إن الغرب لابد أن ينتبه إلى الهجمات التي تشنها موسكو ما وراء الحدود الجنوبية لأوكرانيا.
ورأت أن زيارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لكييف وتعهده بالمزيد من الدعم لأوكرانيا وعقوبات جديدة على روسيا تعبير عن تضامن أمريكي قوي، مع أوكرانيا في الذكرى الأولى لاجتياح بوتين غير القانوني للبلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الزيارة الرمزية المفاجئة سترسل بطريقة غير مباشرة بعض الطمأنينة إلى مولدوفا على بعد مئات الأميال فقط من أوكرانيا مؤكدة أن مولدوفا بحاجة أيضا إلى المساعدة الغربية، لأن هناك مؤشرات على استعداد موسكو إلى استهداف جارة أوكرانيا الاستراتيجية. فقد استقالت الحكومة المقربة من أوروبا مطلع هذا الشهر، بعد اضطرابات دبرتها موسكو منذ فترة على حد قول الصحيفة. وتم تعيين رئيس وزراء جديد في البلاد.
ولكن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي التقى رئيسة مولدوفا، مايا ساندو، في مؤتمر الأمن بميونيخ، كان أول مسئول غربي يتحدث عن احتمال قيام نظام يؤيد موسكو في البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن مولدوفا، التي يبلغ سكانها 2.5 مليون نسمة، تعاني منذ اجتياح أوكرانيا من أزمة اقتصادية خانقة، لأن روسيا قلصت إمدادها بالطاقة. وتتعرض مولدوفا أيضا إلى هجمات الكترونية وحملة من التضليل الإعلامي تقودها وسائل الإعلام الموالية لروسيا. كما وجدت البلاد نفسها مضطرة لاستقبال موجات من اللاجئين الأوكرانيين بلغ عددهم 700 ألف شخص.
وأغلقت البلاد مجالها الجوي الأسبوع الماضي مؤقتا بعد تحذيرات أمنية من كييف. وتنشر موسكو 1500 جندي من قواتها في مولدوفا على الحدود مع أوكرانيا، في ترانسنيستريا التي أعلنت استقلالها من جانب واحد.
واستبعدت "الجارديان" أن تجتاح القوات الروسية مولدوفا مباشرة، ولكنها ترى أن أساليب إثارة الاضطرابات التي دأب عليها بوتين في أوروبا الشرقية ظاهرة للعيان هناك.
واضافت الصحيفة أن الغرب مطالب بتسريع المساعدات الإنسانية لأفقر دولة في أوروبا، لأن الكرملين يمضي في سياسة استغلال الأزمة الاقتصادية في الحرب. وعلى الغرب أيضا حسب "الجارديان" أن يقدم مساعدات تقنية إلى مولدوفا لمواجهة التضليل الإعلامي والهجمات الإلكترونية.