صدر حديثا عن مركز الأهرام للترجمة والنشر كتاب "الحرف الشريف.. أقلام صنعت الصحافة المصرية" من تأليف سناء البيسي، الذي يتناول مهنة الصحافة عبر السنين، وتأصل الكاتبة عبر كتابها جذور المهنة وتثبت بالبراهين أن من بدعها هو الفراعنة، كما اهتمت بها أسرة محمد علي بعد ذلك أثناء توليهم حكم مصر، كما تشير سناء خلال كتابها إلى بصمات ابناء الشام على الصحافة المصرية، وتصحبنا إلى رحلة كانت فيها الصحافة مرأة لأحلام الناس وهمومهم، مما جعل الصحفيين أصحاب شهرة كتلك التي نالها الفنانين وكبار الساسة.
ومما جاء في مقدمة الكتاب: "الكلمة الناطقة بالعربية التى يحتفل بها مليار ونصف المليار مسلم في يومها العالمي.. كلمة تنطقها اثنتان وعشرون دولة و 423 مليون لسان.. يوم عالمي الأعرق لغات الأرض التي تتوقد حياة مادامت لغة الملايين الذين يصلون بها ويكتبون ويقرأون كلماتها.. وإذا ما كانت فرنسا قد سن فيها قانون أخير يمنع استخدام أية لغة أخري غير الفرنسية في المحافل الدولية واللافتات وأسماء الشوارع والميادين وقوائم الطعام ونشرات الأدوية ووسائل المواصلات والمطارات والبنوك وجميع التعاملات الحكومية والمراسلات العالمية، وحتي الأفلام أصبح لابد من دبلجتها جميعا لتنطق بالفرنسية ليغدو الحب علي جميع المستويات amour وليس Loves، وقد نجد فرنسا في ذلك فلتة بينما تراه هي شيئا طبيعيا وبدهيًا وأمرًا مسلما به لعقيدتها بأن عدم احترام اللغة من قبيل العار، ومن هنا يمنع تعليم أية لغة أخري غير الفرنسية للنشء حتي المرحلة الابتدائية لتتم عملية نقش اللغة علي «أمخاخ» الصغار مع تجويد الخط وكتابة الحرف الواحد آلاف المرات بأشكاله ومواقعه في أول الكلام وفي أواسطه علي مدي السنوات الخمس الأولي فلا تجد فرنسيا يكتب بخط نبش الفراخ ولا تقرأ خطابا فرنسيا وكأنه روشتة طبيب مصري للعلاج، ولا تقع علي كلمات فاقدة النطق والموقع ولا التي يهبط سطرها ليشرب من البحر... و... مثل القرار الملزم في فرنسا بمنع اللافتات المكتوبة بغير الفرنسية اللغة الأم والأب والجد وأبوالجد والتاريخ والجغرافيا والتراث، فإن لدينا منذ سنوات ضاربة في العمق قراراً مماثلا بالمنع لكنه يندرج في قائمة قراراتنا التربوية التي تنام ويشد عليها الغطاء داخل الأدراج، وما أن يجود الله علي صغيرنا بالنطق حتي نريده إنجليزي الوصف والتعبير".
وينقسم الكتاب إلى عدة فصول أولها فصل يحمل عنوان "الريادة" والذي يتناول بداية نشأة الصحافة في مصر الفرعونية، ومرورا بعدة محطات بعدها، إلى جانب فصل "مدارس صحفية" والذي يحتوي على نماذج من عمالقة الصحافة المصرية ومنهم: أحمد أبو الفتح، ومحمد التابعي، وعلي بك ومصطفى بك، وفكري أباظة، وإحسان عبدالقدوس، وأحمد بهاء الدين وهيكل.
وفصل بعنوان "البرج العاجي" وتتناول فيه الكاتبة عدد من الكتاب مثل: جمال حمدان، زكي نجيب محمود، يوسف إدريس، لويس عوض، عبدالرحمن بدوي، ثروت عكاشة، إدوارد سعيد، إلى جانب فصلا أخر بعنوان "كاتبات رائدات" والتي تتناول فيه عدد من الرموز النسوية في عالم الصحافة مثل: قوت القلوب، مي زيادة، نعمات فؤاد، سهير القلماوي.
وفصل خامس بعنوان "أقلام رأست التحرير" والذي يتناول عددمن رؤساء التحرير عبر السنوات المختلفة مثل: موسى صبري، صلاح حافظ، فتحي غانم، حلمي سلام، إبراهيم نافع، رجاء النقاش، مفيد فوزي، صلاح عيسى، حمدي رزق.
وفصل سادس بعنوان "السادة أصحاب القلم" وسابع وأخير ثامن بعنوان "شباب القلم" يتناول بعض الرموز الشبابية في العمل الصحفي ومنهم: محمد الباز وعمر طاهر وسهير حلمي.