بكاء الطفل المستمر على أقل المواقف يستحق وقفة منك كأم لتعلمي الأسباب التي تجعل طفلك ينتهج هذا السلوك وحتى تتمكني من علاجه، فإذا كنت تشعرين أن ابنك "زنان" ولا تعرفي لماذا؟ تابعي معنا السطور القادمة التي يحدثنا فيها استشاري طب نفسي عن أسباب بكاء الأطفال وكيفية التعامل.
قال الدكتور علي القط استشاري الطب النفسي وطب نفس الأطفال والمراهقين، إن بكاء الطفل في أول سنة من عمره يكون طبيعيا لأنها وسيلته الوحيدة للتعبير عن مطالبه إذا كان جائعا أو لا يشعر بالراحة أو يتألم والأم تستطيع بمرور الوقت التفريق بين كل نوع من أنواع البكاء وتستجيب معه بالطريقة المناسبة ولكن المراحل التي تليها، ومن الممكن أن يستخدم الطفل المتأخر في الكلام البكاء كوسيلة لأخذ ما يريد أو يطلب بها الشيء الذي لا يستطيع التعبير عنه بالكلام.
وأوضح الاستشاري النفسي أنه في حالة أن الطفل طبيعي ولا يعاني من أي اضطرابات نمائية أو سلوكية ولكن يبكي كثيرا فهو جزء من طبيعة الأطفال التي لديها حساسية زائدة، ويتعامل الطفل مع الأمور العادية بالبكاء ويعبر عن غضبه أو حزنه بالبكاء الشديد من أقل فعل وعند رفض أي طلب يبكي، فتضطر الأم لتلبية رغبته حتي يكف عن البكاء، وبمجرد أن تفعل ذلك يبدأ يطلب كل شيء يريده بهذه الطريقة "البكاء"، أو يرفض كل فعل لا يريده بنفس الأسلوب أيضا لأنه يعلم جيدا أنها الطريقة التي تعطيه استجابة فورية من الأم أو الأب.
وسبب آخر هو أن يكون الطفل غير واثق من نفسه، نتيجة أعراض كبتية أو يشعر أن الوالدين غير قادران علي تلبية احتياجاته النفسية، ولا يلتفتون له مثلا في حالة وجود أخ صغير، فمن الممكن أن يعاني الطفل الأكبر من حالة "نكوص" ويعاني من العدوانية والغيرة، وعندما يعنف أو يوصف أنه غير طفل غير مهذب يعاني من أعراض كبتية تظهر في أن يكون كثير البكاء "الزن"، لذا يجب أن يكون الوالدان مقربان للإبن أكثر وننصح الأم أن تحضن الابن كثيرا، وتقضي معه وقتا أكبر من السابق أو إعطائه وقت خاص به وحده حتى لا يشعر أن الأخ الصغير يستحوذ علي كل الاهتمام والحب حتي الأحضان.
واختتم حديثه بأننا يجب أن ننظر إلى ما وراء السلوك لنعرف أسبابه ونتمكن من العلاج، لذا يجب أن تعي الأم جيدا أسباب زن الابن، هل هو احتياج نفسي وعاطفي فيجب أن يلبى؟ أم سلوك مكتسب من أجل أخذ ما يريد فيجب رفض إعطائه حتى يهدأ ويكف عن البكاء.