أولى الرئيس عبدالفتاح السيسي اهتماما كبيرا بتنمية سيناء باعتبارها جزءا من الأمن القومي، ومنذ توليه الحكم عام 2014 حققت الدولة ولا تزال مشروعات كبيرة وطفرة تنموية ضخمة وغير مسبوقة في تاريخ سيناء في كافة القطاعات سواء الزراعة أو الصناعة أو النقل أو الكهرباء، وغيرها.

وشملت خطة تنمية سيناء العمل على عدة محاور استراتيجية من خلال مد جسور التنمية وربط سيناء بالدلتا وباقي محافظات الجمهورية وتطوير البنية التحتية والخدمات الأساسية في مدن القناة وسيناء وكذلك جذب استثمارات من خلال تشجيع الاستفادة من المقومات الطبيعية والتنمية السياحية عن طريق تعظيم الاستفادة من مقومات السياحة هناك، والتوسع في تنمية المجتمعات العمرانية الجديدة.

ومع تفقد الرئيس السيسي اليوم اصطفاف المعدات المشاركة في تنفيذ خطة الدولة لتنمية وإعمار سيناء، تستعرض بوابة «دار الهلال»، في السطور التالية، أبرز المشروعات التي جاءت ضمن خطة إعمار وتنمية أرض الفيروز.

محطة بحر البقر

افتتح الرئيس السيسي محطة معالجة مياه صرف بحر البقر، والتي تعد إحدى مكونات مشروع إنشاء منظومة مياه مصرف بحر البقر الذي يُعد أهم مشروعات برنامج تنمية شبه جزيرة سيناء، والبالغ قيمته مليار دولار.

ويعد المشروع الأكبر على مستوى العالم في الاستفادة منه في استصلاح وزراعة حوالي 330 ألف فدان شرق قناة السويس بالإضافة إلى 70 ألف فدان يتم زراعتهم حاليا بمنطقتي سهل الطينة والقنطرة شرق ليصل إجمالي الأراضي المزروعة إلى 400 ألف فدان.

ويساهم في خلق فرص عمل جديدة مقسمة على مجالات التصنيع الزراعي والإنتاج الحيواني، وإدارة منظومة نقل ومعالجة المياه وتطهير الأنفاق والمجاري المائية، وأعمال التشييد والبناء.

أنفاق قناة السويس

بلغت تكلفة إنشاء أنفاق قناة السويس، 12 مليار جنيه، وتتكون من مجموعة 6 أنفاق تمتد أسفل قناة السويس، بعد أن كان هناك نفقا واحدا هو نفق الشهيد أحمد حمدي مما كان يسبب تكدسا ويعيق انتقال الأفراد من وإلى قناة السويس، لكن أنشئت الأنفاق الجديدة والتي تتضمن 2 نفق فى بورسعيد، و2 نفق فى الإسماعيلية، ونفق موازى لنفق الشهيد أحمد حمدى، وهو نفق الشهيد أحمد حمدى 2، ليصل إجمالى أنفاق قناة السويس إلى 6 أنفاق، فى محافظات القناة .

وقد تم اختيار موقع الأنفاق بمدينة جنوب بورسعيد لخلق محور مروري بدأ من مدينة السلوم حتى مدينة رفح شرقا عبر الطريق الدولي الساحلي مرورا بالأنفاق، واختيار موقع الأنفاق بشمال الإسماعيلية لربط مدينة السلوم وجغبوب غربا بالعوجة شرقا .

وفي يوليو 2016 أطلق الرئيس السيسي، إشارة البدء في تنفيذ مشروع أنفاق قناة السويس، ليتم تنفيذ أعمال إنشاء وحفر وبناء وتشطيب أنفاق قناة السويس بأيادٍ مصرية، في ملحمة نفذها 3 آلاف عامل ومهندس مصري، لينتهي العمل من تشييد الأنفاق خلال 3 سنوات فقط .

وقد ساهمت أنفاق قناة السويس، في اختصار مسافة الانتقال من شرق القناة لغربها أو العكس نحو 100 كيلو متر مربع، بجانب اختصار زمن العبور بين ضفتى القناة لـ 20 دقيقة فقط، بدلا من التكدس والانتظار على المعديات لفترات طويلة بسبب عدم وجود محاور للربط بين سيناء والدلتا باستثناء نفق واحد نفق الشهيد أحمد حمدي، بالإضافة إلي جسر السلام فى مدينة الإسماعيلية.

وعمل إنشاء الأنفاق أسفل القناة على زيادة نقاط الاتصال بين سيناء وباقي المحافظات، مع تقليص زمن العبور للقناة بما يسهل نقل البضائع بمختلف أنواعها الزراعية والاستهلاكية والصناعية، ومن ثم تنشيط حركة التجارة في مدن القناة .

وتسهم أنفاق قناة السويس، في تشجيع الاستثمار بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والتي تتضمن 6 موانئ، و4 مناطق صناعية متفرقة على امتداد الممر المائي لقناة السويس، الشريان الرئيسي لحركة التجارة العالمية.

مشروع سحارة سرابيوم

هو عبارة عن إنشاء سحارة أسفل القناة الجديدة لتنقل مياه النيل لسيناء، وتُعد أكبر مشروع مائي ينفذ في منطقة الشرق الأوسط، حيث يمر أسفل قناة السويس الجديدة.

يبلغ طول سحارة سرابيوم 400 متر، بهدف نقل المياه أسفل قناة السويس الجديدة، وتوفير مياه الري من ترعة سيناء، وتأمين وصولها من أسفل القناة الجديدة للمزارعين في منطقة شرق قناة السويس الجديدة وسيناء، حيث تقوم السحارة بري من 70 إلى 100 ألف فدان، عند انتهاء المشروع بالكامل.

ويستهدف المشروع نقل مليون و200 ألف متر مكعب من مياه مصرف المحسمة يوميًا إلى شرق القناة.

ويهدف المشروع أيضًا إلى توفير مياه الري والشرب لسيناء في نطاق شرق البحيرات وشرق قناة السويس، علاوة على معالجة مشكلة نقص المياه بشرق قناة السويس.

ويساعد المشروع في إقامة العديد من المشروعات الاقتصادية على محور قناة السويس الجديدة، وتوصيل المياه للأهالي بمشروع قرية الأمل بمنطقة شرق البحيرات.

يتكون من 4 بيارات ضخمة لاستقبال ودفع المياه، إذ يبلغ عمق البيارة الواحدة 60 مترًا، ويبلغ قطر السحارة الداخلي ما يقرب من 20 مترًا، مع 4 أنفاق أفقية طول النفق الواحد 420 مترًا محفورة تحت القناة الجديدة، ويبلغ قطر النفق الواحد 4 أمتار، وعمقه 60 مترًا تحت منسوب سطح المياه، وأسفل قاع القناة الجديدة بعمق 16 مترًا تحسبًا لأي توسعات أو تعميق مستقبلًا.

ويبلغ طول النفق 420 مترًا لنقل مياه نهر النيل من ترعة الإسماعيلية كمصدر رئيسي لتبدأ رحلتها من غرب القناة القديمة بترعة السويس، وتمتد بطول سحارة سرابيوم تحت القناة القديمة لتعبر منطقة تجمع بين القناتين القديمة والجديدة، وتمر بسحارة سرابيوم الجديدة لتصل إلى شرق القناة الجديدة ناحية ترعة الشيخ زايد جنوبًا وترعة التوسع شمالًا.

مشروعات الغاز الطبيعي في سيناء

بلغ إجمالي أطوال خطوط توصيل الغاز الطبيعي المنفذة 1913.1 كم ليصل الإجمالي إلى 2928.5 كم، كما تم تنفيذ 46 محطة تموين السيارات بالغاز الطبيعي ليصل الإجمالي إلى 70 محطة تموين، فضلاً عن تنفيذ 6 مراكز لتحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي ليصل الإجمالي إلى 16 مركزاً، إلى جانب توصيل الغاز الطبيعي لـ 216 ألف وحدة سكنية و3054 منشأة تجارية، وذلك حتى مارس 2022.

 وخلال السنوات الماضية تم تنفيذ مجموعة من المشروعات الضخمة في مجال إنتاج الغاز الطبيعي، في سيناء ومدن القناة شملت تنمية حقل غاز ظهر الواقع غرب بورسعيد بتكلفة 15.6 مليار دولار، وبطاقة إنتاجية 3.2 مليار قدم3 غاز يومياً، ويعد أكبر حقل غاز في مصر تم اكتشافه في البحر المتوسط.

وتقدر احتياطيات حقل "ظهر" تقدر بحوالي 30 تريليون قدم مكعب غاز وهو ما يعادل 5.4 مليار برميل زيت مكافئ، كما أن احتياطيات الحقل تمثل أكثر من 135% من الاحتياطي الحالي للزيت الخام في مصر، وينقسم المشروع إلى 3 مناطق رئيسية: المنطقة الأولى هي منطقة الآبار وتسهيلات الإنتاج تحت سطح البحر، والمنطقة الثانية هي منطقة المنصة البحرية، والمنطقة الثالثة هي محطة المعالجة البرية.

وتضمنت مشروعات إنتاج الغاز الطبيعي، مشروع تنمية حقل غاز أتول بإنتاج مستهدف إضافته يبلغ حجمه 350 مليون قدم3 غاز يومياً و10 آلاف برميل متكثفات يومياً بتكلفة 855 مليون دولار، وهو مشروع يهدف إلى إضافة إنتاج يقدر بنحو 350 مليون قدم مكعب غاز يوميًا، 10 ألاف برميل متكثفات يوميًا، من خلال 3 آبار بتكلفة 855 مليون دولار.

بالإضافة إلى استكمال تنمية حقول شمال سيناء (المرحلة الثالثة) بتكلفة 87 مليون دولار، وبطاقة إنتاجية مستهدفة للمشروع تبلغ 45 مليون قدم3 غاز يومياً وقد تم بدء الإنتاج من البئر الأول فى ديسمبر 2021، أما المرحلة الثانية فقد هدفت إلى زيادة الطاقة الإنتاج 75 مليون قدم مكعب / يوم، بتكلفة 100 مليون دولار، من خلال حفر عدد 4 آبار وتم وضع 3 آبار على الإنتاج بمعدل إنتاج أولي 60 مليون قدم مكعب/يوم.

مشروعات إنتاج الكهرباء في سيناء

تم توصيل التغذية الكهربائية لـ 1.5 مليون مشترك حتى مارس 2022، كما بلغت تكلفة تطوير شبكات الكهرباء وتدعيمها نحو 3.5 مليار جنيه حتى عام 2022، وفقًا لآخر إحصاء أعلنه مجلس الوزراء.

وتضمنت أهم مشروعات إنتاج الكهرباء بسيناء ومدن القناة، محطة كهرباء الشباب الجديدة (الإسماعيلية الجديدة) بقدرة إسمية 1500 ميجاوات، وبإجمالي تكلفة 212.6 مليون دولار، بالإضافة إلى محطة كهرباء العين السخنة بقدرة إسمية 1300 ميجاوات، وبإجمالي تكلفة 1.3 مليار دولار.

وتشمل مشروعات إنتاج الكهرباء بسيناء ومدن القناة كذلك، محطة توليد كهرباء عتاقة الغازية بمحافظة السويس بقدرة اسمية 640 ميجاوات، وتكلفة إجمالية 691.6 مليون دولار، تتكون المحطة من 4 وحدات غازية قدرة كل منها 160 ميجا وات بتكلفة بلغت 470.8 مليون دولار، فضلًا عن توسعة محطة كهرباء شرم الشيخ بقدرة اسمية 288 ميجاوات، وبتكلفة إجمالية 213.4 مليون دولار.

وتضمنت مشروعات الطاقة المتجددة بسيناء ومدن القناة، تنفيذ محطة جبل الزيت لطاقة الرياح بقدرة 580 ميجاوات وبتكلفة 12 مليار جنيه، وتضم المزرعة 3 محطات هي محطة رياح جبل الزيت (1) بقدرة 240 ميجاوات ومحطة جبل الزيت (2) بقدرة 220 ميجاوات بالتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي JICA، ومحطة جبل الزيت (3) بقدرة 120 ميجاوات بالتعاون مع الحكومة الإسبانية.

المشروعات الصناعية في سيناء

تم تنفيذ عددا من المشروعات الصناعية في سيناء ومدن القناة، من بينها مجمع الصناعات الصغيرة بجنوب الرسوة بمحافظة بورسعيد والذي يضم 118 وحدة، وتصل تكلفته إلى 403 ملايين جنيه، ويأتي في إطار جهود الدولة لتعزيز التنمية الصناعية بمصر، من خلال إنشاء مجمعات صناعية على مستوى الجمهورية، تكون مجهَّزة بوحدات مصانع جاهزة بمساحات مختلفة، تناسب مختلف نشاطات الصناعات الصغيرة، كما تم تنفيذ مصنع تصنيع وتعبئة الأسماك بالقنطرة شرق والذي تبلغ طاقته الإنتاجية 2500 طن سنوياً.

وتم افتتاح مصنع إنتاج الرخام والجرانيت برأس سدر بلغت 727 مليون جنيه، تم تنفيذ المصنع على مساحة 230 فدان ويضم خطين لإنتاج الرخام وخطين لإنتاج الجرانيت، ويعمل بطاقة إنتاجية 1.5 مليون م٢ سنويًا من الرخام والجرانيت، بالإضافة إلى إنشاء مبنى إداري وسكن للعاملين ومطعم ومسجد ومخبز.

 كما تم إنشاء المجمع الصناعي للرخام بمنطقة "الجفجافة" بوسط سيناء بطاقة 3 ملايين م2 سنوياً، وبتكلفة بلغت 805 ملايين جنيه، حيث يقع المجمع الصناعي على مساحة 2 مليون متر مربع، لتتكون ملحمة إنشائية تجلت خلالها أعمال بناء المنطقة الصناعية لتشمل مجمعًا عملاقًا يضم هنجرًا للتصنيع على مساحة 30 ألف متر مربع ومنطقة تشوينات للمنتج النهائي، بالإضافة إلى منظومة إدارية متكاملة لتوفير الاحتياجات للعمالة بالمجمع، ويتم استخدام المساحات الغير مستغلة في زراعة 150 فدانًا لأشجار الزيتون.